ناشطون: مجزرة مروعة بحي مشاع الأربعين في حماه ضحيتها 40 قتيلا

اقتحام جبل الزاوية في إدلب واشتباكات ليلية في عربين.. ومسؤول أممي: العنف مستمر رغم التعهدات

تفريق مظاهرة انطلقت عند كلية الآداب في حلب في صورة مأخوذة من موقع «يوتيوب»
TT

بينما أكد مسؤول أممي بارز أمس أن القتال في سوريا لا يزال مستمرا رغم تعهدات دمشق بالالتزام بوقف إطلاق النار، اتهمت المعارضة السورية أمس النظام السوري بمواصلة عملياته العسكرية وانتهاكه هدنة وقف إطلاق النار، التي نصت عليها خطة المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان. وقال ناشطون سوريون إن قوات الأمن السورية ارتكبت مجزرة أمس في مدينة حماه، حيث سقط أكثر من 35 قتيلا و60 جريحا، في محصلة أولية للجان التنسيق المحلية في سوريا عصر أمس، جراء القصف العنيف المركز الذي طال أحياء مشاع الأربعين والأربعين والصابونية. كما قتل سبعة آخرون، بينهم ثلاثة منشقين، في درعا وإدلب ودير الزور وحمص، وفق لجان التنسيق.

وقال لين باسكو الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية أمس إن القتال في سوريا لا يزال مستمرا رغم إعلان الحكومة السورية أنها ستلتزم بوقف إطلاق النار الذي رعته المنظمة الدولية، وأنها سحبت قواتها وأسلحتها الثقيلة من المراكز السكانية.

وقال باسكو أمام مجلس الأمن الدولي خلال مناقشة مفتوحة عن الشرق الأوسط: «لا يزال وقف العنف المسلح غير تام»، وأضاف: «من الضروري أن تنفذ حكومة سوريا بصورة تامة وفورية التزاماتها بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة، وسحب القوات العسكرية من المراكز السكانية».

في غضون ذلك، قال ناشطون معارضون إن القوات السورية ارتكبت أمس مجزرة مروعة في حي مشاع الأربعين داخل مدينة حماه السورية، وأضاف الناشطون أن أكثر من 70 دبابة كانت تحاصر المدينة منذ أسبوع تقريبا قامت بقصف أحياء الأربعين ومشاع الأربعين والصابونية والحميدية، إلا أن القصف الأعنف استهدف حي مشاع الأربعين الذي سقط فيه، وفقا للناشطين، أكثر من 40 قتيلا وعشرات الجرحى. وأوضح شاهد عيان من المدينة المستهدفة أنه «منذ الصباح الباكر تم تقطيع المدينة وعزل الأحياء المراد قصفها، ليتم بعد وقت قليل تنفيذ هجوم مدفعي صاروخي ضد الأحياء السكنية الآمنة مما خلف أضرارا بالغة في البيوت والمحلات، إلا أن الأضرار الكبيرة في عدد الضحايا الذي تجاوز الأربعين».

وأضاف الشاهد: «لم تكتف القوات النظامية بالقصف؛ إذ تم اقتحام الأحياء وإحراق أكثر من أربعة بيوت سكنية تعود لناشطين معارضين للنظام الحاكم»، وأكد أن «هناك جثثا ملقاة في الشوارع، لم نستطع الوصول إليها بسبب كثافة القصف ووحشيته». واستبعد الشاهد أن يكون الجيش السوري الحر الذي توجد بعض عناصره في المدينة قد قام بالتصدي للقوات النظامية الموالية للأسد، معتبرا أن «الجيش الحر ملتزم بالهدنة ولم يقم بأي رد فعل على هجوم قوات النظام، والدليل على ذلك أن جميع الضحايا من المدنيين وبعضهم من النساء والأطفال». وكان المراقبون الدوليون المبعوثون من الأمم المتحدة لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار قد زاروا مدينة حماه أول من أمس واستقبلوا في حي مشاع الأربعين حيث حدثت المجزرة، بمظاهرات حاشدة هتفت لرحيل نظام الأسد كما أظهر أحد أشرطة الفيديو الذي تم نشره على «فيس بوك». ويعتقد أحد أعضاء اللجان الثورية في المدينة أن «السبب الرئيسي لاستهداف الحي هو خروج أهله بكثافة لملاقاة المراقبين والتحدث معهم وفضح أكاذيب النظام السوري، الرامية إلى تشويه الحراك الشعبي المطالب بالحرية والديمقراطية». ويضيف الناشط أن السلطات السورية تعتمد «سياسة الانتقام من المناطق التي تتظاهر خلال وجود المراقبين الدوليين، وهذا ما حدث في أحد أحياء حمص، حين انسحبت القوات النظامية أثناء الزيارة وعادت بعدها لتنتقم من السكان الذي خرجوا في مظاهرات تطالب المبعوثين الأمميين بإيصال معاناتهم إلى العالم».

ويحمّل بهاء، أحد الناشطين البارزين في مدينة حماه، مسؤولية المجزرة التي ارتكبتها القوات النظامية أمس «للأمم المتحدة والمجتمع الدولي»، متهما إياهم «بمنح نظام الأسد الفرصة تلو الأخرى ليتمادى في قتل شعبه والتنكيل به»، ويضيف: «المراقبون لا يفعلون شيئا، مشهد حضورهم إلى مدينة حماه كان مضحكا، بعضهم كان خائفا من قيام قوات النظام بشن هجوم على مكان وجودهم. لا يستطيع هؤلاء ولا سواهم مراقبة النظام أو حثه على وقف العنف، هذا النظام لا يفهم بالدبلوماسية.. لا بد من تدخل عسكري يطيح به».

ويقع حي مشاع الأربعين ضمن منطقة الحاضر وسط حماه، التي تعد مركزا تجاريا يعج بالحركة والنشاط والزوار والقادمين من جميع القرى والبلدات التي تقع حول مدينة حماه بقصد التجارة للتسوق أو للبيع. كما تضم المنطقة أروقة وأحياء ذات طابع تراثي، إضافة إلى وجود متحف وطني فيها.

من جهة أخرى، ذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» أمس أن «الطيران نفذ تحليقا مكثفا فوق بلدات ومدن عدة في ريف حماه، منها كفرنبودة وكرناز وقلعة المضيق واللطامنة»، فيما أشارت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا إلى «إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة من حاجز دوار بلال والكراج الغربي، بهدف إرهاب الأهالي وفرض حالة حظر تجول». وفي إدلب، اقتحمت قوات الأمن جبل الزاوية، وأطلقت النار بشكل كثيف وعشوائي، كما أقدمت على حرق منازل عدد من الناشطين. وذكرت شبكة «شام» أنه «بعد منتصف ليل أول من أمس، داهمت قوات الأمن العديد من المنازل التي تسكنها عائلات حمصية، وقاموا باعتقال عائلات بالكامل مع النساء والأطفال». وأفادت «لجان التنسيق» بالعثور على جثة فادي أحمد الخلف، وهو مجند منشق قرب معسكر الشبية على طريق قميناس النيرب. وفي حلب، استهدف قصف عنيف مدينة الأتارب منذ ساعات الصباح، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل والمحال التجارية. وفي جامعة حلب، أطلقت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع لتفريق مظاهرات طلابية انطلقت من كليات الهندسة الميكانيكية والآداب والعلوم الإنسانية والمعلوماتية. وقالت «لجان التنسيق» إن «قوات الأمن» اعتدت على الطلاب واعتقلت عشرة منهم على الأقل في كلية الآداب.

وفي دمشق وريفها، قال ناشطون إن سلسلة انفجارات ضخمة هزت مناطق مختلفة في دمشق وريفها بعد منتصف ليل أول من أمس حتى ساعات الصباح الأولى، حيث سمع انفجار ضخم في كل من معضمية الشام والغوطة الشرقية وجرمانا وحيي برزة والقابون.

وذكر «المرصد السوري» أن «اشتباكات دارت في بلدة عربين بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المنشقة المسلحة». وأشار إلى «مقتل مواطن في بلدة معضمية الشام بعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، واتهم الأهالي السلطات السورية بقتله من أجل خلق فتنة في البلدة». وفي دير الزور، شنت قوات الأمن حملة مداهمات للمنازل المجاورة لجرية الفرات في شارع سينما فؤاد، كما قصفت قوات الأمن بالأسلحة الثقيلة حي الجورة، مما أدى إلى تضرر عدد من المباني.