أعلنت رئاسة الجمهورية في العراق عن بدء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني عقد اجتماعاتها في بغداد برعاية مباشرة من الرئيس العراقي جلال طالباني. وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية في ساعة متأخرة من أول من أمس، إن الرئاسة قررت دعوة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني إلى الاجتماع بعد يومين (اليوم)، في محاولة لحل الأزمة السياسية في البلاد عبر الحوار.
وقال نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي طبقا للبيان إنه «بعد التنسيق مع فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني تم الاتفاق على دعوة اللجنة التحضيرية للاجتماع في الساعة الخامسة من يوم الثلاثاء المصادف 24-4-2012». وتأتي دعوة الخزاعي ممثلا لرئيس الجمهورية لعقد الاجتماع المذكور في وقت جدد فيه التحالف الوطني ما سماه ثقته برئيس الوزراء نوري المالكي عشية سفره إلى إيران في زيارة رسمية تبحث مختلف الملفات الداخلية والإقليمية.
وكان التحالف الوطني قد أصدر بيانا أكد فيه أن «التحالف جدد دعمه لحكومة الشراكة الوطنية برئاسة نوري المالكي، وتمسكه بالأسس التي قامت عليها»، وهو ما يتناقض مع ما أعلنته القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي عن دعمها لأي مرشح بديل عن رئيس الحكومة الحالي نوري المالكي، سواء كان من التيار الصدري أو من الكتل الأخرى في التحالف الوطني. لكن النائبة في البرلمان العراقي والقيادية في القائمة العراقية ناهدة الدايني أبلغت «الشرق الأوسط» أن قائمتها «ستحضر اجتماعات اللجنة التحضيرية التي دعت إليها رئاسة الجمهورية ممثلة بالأعضاء المخولين بالتفاوض باسم القائمة»، مشيرة إلى أن «(العراقية) هي التي كانت سباقة في الدعوة إلى كل ما يمكن أن يؤدي إلى رأب الصدع بين الأطراف والكتل السياسية شريطة أن تكون النيات صادقة ويتم بحث كل نقاط الخلاف». وردا على سؤال فيما إذا كانت هناك شروط للقائمة العراقية لهذا الاجتماع قالت الدايني إن «(العراقية) لم تضع شروطا لا من قبل ولا الآن ولكن لديها مطالب مشروعة ودستورية وهو ما تصر عليه، والدليل على مشروعية ما تطالب به (العراقية) هو انضمام التحالف الكردستاني إلى هذه المطالب وفي المقدمة منها تنفيذ اتفاقية أربيل، فضلا عن أن أطرافا داخل التحالف الوطني نفسه تؤيد ما تذهب إليه (العراقية)».
من جهته، أكد القيادي البارز في التحالف الكردستاني ورئيس كتلته في البرلمان العراقي فؤاد معصوم المقرب من الرئيس جلال طالباني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاجتماعات القادمة للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني سوف تعقد برعاية مباشرة من قبل الرئيس طالباني»، مشيرا إلى أن «هناك اتفاقا داخل الكتل السياسية على أن يتولى الرئيس طالباني اللقاءات والاجتماعات للجنة التحضيرية للمؤتمر، وذلك من أجل وضع جدول أعمال المؤتمر»، مؤكدا أن «طالباني تم تخويله من قبل الكتل السياسية على أن يتولى العملية بنفسه من منطلق شعور الجميع أن الاجتماع الوطني صار ضرورة ملحة ولا أمل أمام الفرقاء سوى الجلوس على طاولة حوار وطني». وبشأن ما إذا كان هناك موعد قريب للاجتماع الوطني قال معصوم إنه «في ضوء النتائج التي ستتمخض عنها اجتماعات اللجنة التحضيرية سوف يجري تحديد موعد انعقاد المؤتمر وقد لا يستغرق وقتا طويلا».