بارزاني يعارض بيع واشنطن طائرات «إف 16» للعراق في ظل حكم المالكي

مسؤول كردي لـ «الشرق الأوسط»: خشيتنا ليست من السلاح وإنما من عقلية وتفكير من يمتلكه

مسعود بارزاني
TT

قال فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان العراق، إن «الخشية ليست من السلاح ذاته، وإنما من عقلية الشخص الذي يمتلك السلاح وكيفية استخدامه له»، مشيرا إلى أن «مخاوف شعبنا من أن يستخدم السلاح ضد المواطن العراقي سواء كان عربيا أو كرديا أو تركمانيا».

وأضاف حسين قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من أربيل، أمس: «لا أستطيع أن أدرس عقلية نوري المالكي، رئيس الحكومة العراقية، لكن التصرفات التي تصلنا من بغداد تكاد تذكر شعبنا الكردي بالمآسي التي تعرض لها على مر العقود الماضية، فالهاجس الأمني لا يزال حاضرا في أذهان وضمائر الناس هنا».

جاء ذلك تعليقا على تصريحات مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، التي أعلن فيها معارضته بيع الولايات المتحدة طائرات «إف 16» لبغداد في الوقت الذي لا يزال رئيس الوزراء، نوري المالكي، في السلطة، وذلك خشية أن يستخدمها ضد الأكراد.

وقال بارزاني في لقاء مع عدد من الصحافيين الأكراد لإطلاعهم على نتائج زيارته إلى واشنطن وأنقرة: «يجب أن لا تصل طائرات (إف 16) إلى يد هذا الشخص (المالكي)». وأضاف: «إما العمل على منع وصولها إليه لينفذ ما يجول في ذهنه ضد الكرد، وإما يجب أن يكون خارج السلطة حال وصولها»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس. وكانت واشنطن وافقت على بيع 36 مقاتلة «إف 16» في عقد شراء يكلف عدة ملايين من الدولارات.

ويقول بارزاني إن خشيته مبنية على أساس لقاء جمع المالكي بعدد من قياداته الأمنية تناول الخلافات بين بغداد والإقليم، «وطلب خلاله عدد من الضباط الضوء الأخضر لطرد الأكراد خارج أربيل ومصيف صلاح الدين (مقر إقامة بارزاني)»، وأجابهم المالكي «انتظروا لحين وصول طائرات (إف 16)» بحسب قوله.

من جهة أخرى، أكد بارزاني رغبة شركة «إكسون موبيل» الأميركية في المضي في تعاقداتها التي أبرمتها مع الإقليم. وقال: «عندما ذهبت إلى أميركا طلبوا رؤيتي والتقيت بهم وجاء رئيس الشركة مع أشخاص آخرين وقالوا إنهم ملتزمون مع إقليم كردستان على ما وقعوا عليه». وتابع: «قالوا نرغب في البقاء بجنوب العراق، ولكنهم إن أصروا فلا يمكن إلغاء عقدنا مع إقليم كردستان». ويعتبر بارزاني مجيء «إكسون موبيل» إلى أربيل، حماية كبيرة للإقليم تجاه بغداد.

وقال إن «رئيس الشركة أبلغه التزامهم في المضي قدما بالعمل في الإقليم»، مضيفا: «بالتأكيد إذا جاءت (إكسون موبيل) فإنها تقابل 10 فرق عسكرية من الجيش الأميركي ووقتها نستطيع القول إنهم سوف يدافعون عن هذه المنطقة إذا كانت مصالحهم موجودة». وقال رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان إن «المشكلة ليست في طائرات (إف 16) التي ربما ستصل بعد عامين أو أكثر، لكن المشكلة في كيفية استخدامها وضد من». وحول موقف الجيش العراقي من هذه المخاوف، لا سيما أن رئيس أركان الجيش بابكر زيباري كردي، قال فؤاد حسين: «نعم رئيس أركان الجيش كردي، وهناك ضباط أكراد في الجيش العراقي، والمسألة لا تهم أشخاصا، بل من يعطي الأوامر ومن يقود الجيش ومن ينفذ الأوامر»، في إشارة إلى المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة.

وعما إذا كانت هناك مواقف فعلية سيتخذها إقليم كردستان من رئيس الحكومة، قال: «مواقف رئيس الإقليم معلنة والمواقف الإعلامية تنطلق من المواقف السياسية، وقد أكدنا في لقاءاتنا واجتماعاتنا سواء خارج العراق أو هنا أننا نتبع سياسة عقلانية ومرجعيتنا هي الدستور العراقي»، مشيرا إلى أن «الموقف الذي سنتبناه هو ما سيتخذه القادة السياسيون في اجتماعهم، وسنعتمد على الدستور واتفاقية أربيل، وعلينا أن نسال بداية هل هناك أزمة سياسية أم لا؟ نعم هناك أزمة كبيرة وهي أزمة عراقية بالإضافة إلى الأزمة بين بغداد وأربيل، ويجب أن نعرف كيف نتعامل مع هذه الأزمة، وما هي رؤية القادة السياسيين لحلها، والرئيس بارزاني طرح موضوع اجتماع القادة السياسيين وهو مصر عليه للوصول إلى حلول تنقذ العراق عامة».

وفي ما يتعلق بتباين المواقف السياسية بين الرئيس العراقي جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، وبارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مع أن ما يربط بين الحزبين هو تحالف استراتيجي، قال حسين إن «الساحة الكردستانية تتسع لحرية الآراء والأفكار، ولكن عندما يتعلق الموضوع باتخاذ موقف معين يهم شعبنا فإن المواقف تكون واحدة».