العراق يستدعي السفير التركي بسبب انتقاد أردوغان للمالكي

الخارجية العراقية لـ «الشرق الأوسط»: حرصنا على تركيا كدولة صديقة يدفعنا إلى تنبيهها

TT

أعلن وكيل وزارة الخارجية العراقية لشؤون التخطيط السياسي لبيد عباوي، أن «موقف وزارة الخارجية في العراق لن يتأثر بالمواقف التي تعبر عنها هذه الكتلة أو تلك أو هذا الطرف أو ذاك بقدر ما يهمها التعبير عن مصالح البلاد العليا». وقال عباوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أثر تسليمه السفير التركي في بغداد رسالة احتجاج حول تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي اتهم فيها نظيره العراقي بإذكاء التوترات الطائفية، إن «رسائل الاحتجاج أمر معروف في العرف الدبلوماسي وهي بالنسبة لنا تعبير عن حرصنا على العلاقة المتميزة مع تركيا التي تربطنا بها علاقات قوية في مختلف الميادين»، مشيرا إلى أن «هذا الحرص هو ما يدفعنا إلى التنبيه بخطورة بعض التصريحات التي يمكن أن تترك أثرا على العلاقات المتنامية بين البلدين».

وردا على سؤال بشأن ما إذا كان موقف الخارجية يتأثر بمواقف بعض الكتل السياسية وبالتالي فإن هناك صمتا حيال طرف مقابل التصعيد ضد طرف آخر، قال عباوي إن «موقف الخارجية واحد وواضح من كل الدول من دون استثناء وبناء على المعطيات التي أمامنا، وهو ما نعمله باستمرار عندما نجد أن هناك ما يمكن أن يمس سيادتنا». وفيما إذا كانت رسالة الاحتجاج يمكن أن تؤثر على العلاقات بين الطرفين أكد عباوي أن «تكرار التصريحات هو الذي يمكن أن يؤثر، أما الممارسة الدبلوماسية فهذا أمر يدخل في إطار تبيان وجهات النظر من باب الحرص والمسؤولية».

وكانت الخارجية العراقية قد استدعت أول من أمس سفير تركيا في بغداد وأبلغته برفض واحتجاج العراق على تصريحات أردوغان الأخيرة. وقال بيان صدر أمس عن وزارة الخارجية العراقية إن «الوزارة استدعت السفير التركي في بغداد يونس دميرير إلى مقرها»، مؤكدا أن «وكيل الوزارة لبيد عباوي أبلغه باحتجاج الحكومة العراقية الشديد على تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة تجاه الأوضاع السياسية في العراق».

واعتبر البيان أن «تصريحات أردوغان تدخل غير مقبول ومرفوض بالشأن الداخلي العراقي». وأعربت الخارجية العراقية في بيانها عن الأمل أن «تتوقف الحكومة التركية عن إطلاق التصريحات التي تمس سيادة العراق الوطنية والشأن الداخلي العراقي واللجوء للوسائل الدبلوماسية للتعبير عن وجهات النظر إزاء التطورات الجارية في كلا البلدين والمنطقة للحفاظ على متانة العلاقات التي تربط البلدين والشعبين ورغبة العراق الجادة في تطوير تلك العلاقات وتعزيزها».

واتهم أردوغان المالكي يوم الخميس بإذكاء الصراع بين السنة والشيعة والأكراد من خلال سلوكه «الأناني». ورد المالكي بأن تركيا أصبحت «دولة معادية» لها أجندة طائفية، قائلا إنها تتدخل في الشؤون العراقية وتحاول إنشاء «هيمنة» إقليمية.

وقال أردوغان يوم السبت «إذا كنا نرد على السيد المالكي فإننا نعطيه الفرصة للاستعراض».

ويقول محللون إن تركيا التي معظم سكانها من السنة تشعر بالقلق من أن يؤدي تزايد التوتر في العراق والعنف في سوريا إلى صراع أوسع نطاقا بين السنة والشيعة بالمنطقة.

كما أقامت حكومة أردوغان في الآونة الأخيرة علاقات وثيقة مع مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق شبه المستقل الذي يخوض خلافا مع حكومة بغداد بشأن مزاعم بالأحقية في مدينة كركوك ونفط المنطقة.

وكان أردوغان قد انتقد المالكي عدة مرات منذ أن اشتعلت التوترات الطائفية في العراق في ديسمبر (كانون الأول) حين حاولت الحكومة التي يقودها الشيعة إقالة النائب السني لرئيس الوزراء صالح المطلك وأصدرت أمر اعتقال لنائب الرئيس السني طارق الهاشمي بتهمة إدارة فرق اغتيالات. وفر الهاشمي من بغداد والتقى أردوغان في إسطنبول.

وتفاقم الخلاف بين بغداد والأكراد هذا الشهر حين قالت حكومة كردستان إنها ستوقف صادرات النفط لأن الحكومة المركزية لا تسدد المبالغ المطلوبة لشركات النفط التي تعمل في كردستان.