البشير يزور هجليج ويطلب من الجيش «تطهير الحدود»

جوبا تتهم الخرطوم بقصف بانتيو.. والسودان ينفي الإغارة على الجنوب

TT

زار الرئيس السوداني عمر البشير أمس منطقة هجليج في ولاية جنوب كردفان الحدودية بعد إجلاء قوات جنوب السودان منها، وطلب من الجيش رد أي عدوان جنوبي، وتطهير الحدود بين البلدين من المتمردين. وقال البشير في خطاب من هجليج: «أوجه الجيش باسترداد الحق ورد أي عدوان من جانب الجيش الشعبي الجنوبي على أي شبر من أرض الوطن وفي أي وقت». وأضاف أن «الأرض السودانية بحدودها القديمة لن تسعنا نحن والحركة الشعبية، وعلى أحدنا أن يذهب». ورأى أن حكومة دولة الجنوب وعلى رأسها رئيسها سلفا كير ميارديت وباقان أموم لا يهتمون بمواطني دولتهم، مضيفا أنهم يرسلون أبناءهم وعوائلهم يعيشون في الخارج ويتلقون تعليمهم في أميركا وأستراليا، بينما يبعثون أبناء شعب الجنوب إلى أتون الحرب والقتال ضد السودان واستهداف مقدراته الاقتصادية.

وأكد البشير استمرار التعبئة والاستنفار ضد أي محاولات اعتداء على أرض بلاده حتى يتم تطهيرها من بقايا الجيش الشعبي في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأي حركات متمردة تدعمها حكومة جنوب السودان.

وكان البشير قد وصل إلى هجليج صباح أمس على رأس وفد وزاري عالي المستوى، واستقبله هناك اللواء ركن كمال الدين عبد المعروف قائد العمليات في هجليج، وضباط وجنود الجيش والمهندسون والعاملون بحقول النفط هناك. وطاف البشير على المنشآت النفطية، ووقف على ما لحق بها من تخريب. وهنأ الجنود من الجيش والشرطة والأمن والدفاع الشعبي والمهندسين والعاملين بالنفط على استرداد هجليج والعمل على إعادة تشغيل حقل النفط، وشدد على استمرار دعم الشعب السوداني الأبي لهم.

من جانبه، قال علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني «إن المعركة لم تبدأ بضرب واحتلال هجليج وإنما العدوان على السودان بدأ يوم أن اختار الجنوب الانفصال واختار محاربتنا بجزء من كيانه العسكري المباشر المسمى زورا وبهتانا بقطاع الشمال». وأضاف طه لدى مخاطبته البرلمان أمس أن ساحة المعركة تمتد والمسؤولية الوطنية تشمل رد العدوان والظلم في كل المجالات. وقال «لا نفرق بين الميزان السياسي والعدوان في جنوب كردفان والنيل الأزرق وهجليج».

وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن «قتل الأبرياء يجب أن يتوقف» في المناطق الحدودية بين السودان وجنوب السودان، داعيا الخرطوم وجوبا إلى التفاوض لإنهاء أعمال العنف. وقال أوباما في خطاب ألقاه في واشنطن «على رئيسي السودان وجنوب السودان أن يتحليا بالشجاعة للتفاوض لأن شعبي السودان وجنوب السودان يستحقان السلام». وأضاف أوباما الذي كان حضّ مساء الجمعة الجانبين على إنهاء المعارك أنه «في دارفور وأبيي وجنوب كردفان وفي ولاية النيل الأزرق، ينبغي أن يتوقف قتل الأبرياء».

من جانبه، قال العبيد أحمد مروح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية، لـ«الشرق الأوسط»، إن جولة علي كرتي وزير الخارجية في الجنوب الأفريقي أسهمت بقدر فعال في إطلاع زعماء تلك الدول الأفريقية على تفاصيل عدوان دولة الجنوب في منطقة هجليج وتدمير قواتها للبنيات التحتية في مناطق النفط. من جهة أخرى، قال الدكتور برنابا مريال بنغامين وزير الإعلام في جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط»، إن رئيس بلاده وصل إلى العاصمة الصينية بكين أمس في أول زيارة له منذ استقلال بلاده في يوليو (تموز) الماضي، وأضاف أن الزيارة سوف تستغرق خمسة أيام تتركز على العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها وتعزيزها، ولا سيما في مجالات النفط وبناء الطرق والكهرباء وبرامج التنمية، مشيرا إلى أن الصين من أكبر الدول التي تتعامل مع نفط جنوب السودان، وتوقع أن تتناول المباحثات بين كير والقيادة الصينية التوترات بين الخرطوم وجوبا، وقال إن بكين لها علاقات مع دولتي السودان وجنوب السودان وإنها يمكن أن تلعب دورا ما فيما يحدث الآن.

واتهم بنغامين الحكومة السودانية بقصف سوق مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط أمس وقتلت ثلاثة أشخاص بينهم طفل ورجل مسن وجرح عشرة آخرين، وأوضح أن جيش بلاده تصدى لهجوم بري من القوات السودانية وطردها حتى داخل هجليج وعادت قوات الجيش الشعبي إلى داخل حدود الجنوب. وقال إن هدف الخرطوم أن تقوم حرب شاملة في المنطقة. وتابع «ننتظر ماذا سيقول مجلس الأمن الدولي الآن بعد أن سحبنا قواتنا طوعا لمناشدات المجلس وعدد من الدول، ولكن استمرت الخرطوم في قصفنا، سنرى ماذا سيقول المجلس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون»، مؤكدا التزام حكومته بالتفاوض مع الحكومة السودانية. وقال «لكن البشير وحكومته رددوا أنهم لا يريدون الحوار، فماذا يريدون هم؟! إنهم يريدون الذهاب إلى الحرب ونحن حتى الآن لم نعلنها». وأضاف «إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي خطوات واضحة تجاه البشير فإننا سندافع عن أنفسنا بكل قوة، والخرطوم عرفت كيف يحارب الجيش الشعبي، ليس في الماضي البعيد وإنما قبل أسبوعين».

من جهته، نفى السودان أمس أن يكون قد شن غارة على مدينة بانتيو في جنوب السودان متسببا بمقتل طفلين، وفق ما أكده مسؤولون من جنوب السودان. وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية السودانية أن الجيش «ينفي أي شكل من أشكال القصف على حدود جنوب السودان».