الشيخ الفضلي لـ «الشرق الأوسط»: الغارات الجوية على مواقع «القاعدة» عطلت تسليم الدبلوماسي السعودي

مصدر قبلي: وقوع الفرنسي المختطف في أيدي «القاعدة» في أبين

TT

قال الشيخ طارق الفضلي، شيخ كبرى قبائل محافظة أبين، إن قيام الجيش بقصف مواقع لمسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في جنوب البلاد، عطل إمكانية تسليم الدبلوماسي السعودي المختطف لدى «القاعدة». وذكر الفضلي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، أنه «بعد أن توصلنا مع الشباب إلى اتفاق على تسليم نائب القنصل السعودي عبد الله الخالدي إلى طرف قبلي، شن الجانب الرسمي غارة على مواقع للمقاتلين في منطقة شقرة، مما أدى إلى تعطيل العملية». وأضاف الفضلي: «توقفت المفاوضات بفعل الغارات على شقرة». وأكد الفضلي أنه سيواصل جهوده مع الشباب ومعه مشايخ المنطقة وأعيانها من أجل الإفراج عن الدبلوماسي السعودي. وأضاف: «المشكلة أن هؤلاء يصعب الوصول إليهم إذا ما غادروا مكان التفاوض حيث لا أحد يعلم على وجه الدقة أين يذهبون». وطالب الفضلي بإتاحة الفرصة لجهود الوساطة لتؤتي ثمارها وعدم تعطيل العملية، حسب قوله. ولمح الفضلي إلى أن الشباب «يرغبون في التحدث إلى طرف ثالث وليس الجانب الرسمي، سواء أكان يمنيا أم سعوديا». وذكرت وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال» عن مصدر أمني قوله، إن القوات الجوية اليمنية شنت الاثنين غارة جوية على مركز للشرطة في مدينة شقرة في محافظة أبين، التي يسيطر عليها عناصر التنظيم ويتخذونها موقعا لهم. وكان الفضلي قد تحفظ في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أمس، على طبيعة المفاوضات الجارية بينه وبين عدد من مشايخ المنطقة وممثلين من تنظيم القاعدة، إلا أنه ذكر أنه يسعى لإقناع الشباب بوسائل أخرى لم يسمها. وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت رسميا يوم الثلاثاء الماضي، أن تنظيم القاعدة مسؤول عن اختطاف نائب القنصل السعودي في مدينة عدن اليمنية في 28 مارس (آذار) الماضي. واتصل أحد نشطاء «القاعدة» بالسفير السعودي في صنعاء علي الحمدان، ونقل إليه شروط جماعة «أنصار الشريعة» مقابل إطلاقها الدبلوماسي السعودي، منها تسليم عدد من السجناء التابعين لتنظيم القاعدة، وإطلاق جميع المسجونات في السجون السعودية وتسليمهن للتنظيم في اليمن، فضلا عن إطلاق سراح جميع المعتقلين اليمنيين المسجونين عند المباحث العامة اليمنية، وبدفع فدية مالية يتم الاتفاق عليها فيما بعد.

وتشهد محافظة أبين مواجهات مستمرة بين قوات الجيش وعناصر «القاعدة» منذ سيطرة عناصر التنظيم على معظم مدن ومناطق المحافظة في مايو (أيار) 2011.

إلى ذلك قال مصدر قبلي إن موظف الإغاثة الفرنسي الذي اختطف في محافظة الحديدة وصل فجر الاثنين إلى محافظة أبين جنوب اليمن، في إشارة إلى وقوعه في يد تنظيم القاعدة الذي ينشط هناك. وأبلغ المصدر القبلي وسائل إعلام محلية بأن الفرنسي بنجيمان مالبروف يحتجز في مكان قريب من احتجاز مكان الدبلوماسي السعودي الذي اختطفه تنظيم القاعدة. ورفض المصدر تحديد مكان احتجازهما قائلا إنه في منطقة تقع بين مدينتي جعار وشقرة. وخطف مجهولون مساء يوم السبت الفرنسي الذي يعمل في منظمة الصليب الأحمر عندما اعترضوا سيارته في مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة. وهذه ثاني حادثة اختطاف أجنبي في الحديدة، بعد اختطاف معلمة سويسرية من عاصمة المحافظة يوم 17 مارس الماضي، وسط تضارب الأنباء حول مكان احتجازها.

وكان الشيخ طارق الفضلي، وهو أحد الوسطاء، قال في تصريحات سابقة إن الخالدي بصحة جيدة، وإن الوساطة لإطلاق سراحه تمضي نحو الحل.