وزير خارجية الجزائر يكشف عن اتصالات مع خاطفي الدبلوماسيين المحتجزين في مالي

«القاعدة» تدعو الجزائريين إلى مقاطعة الانتخابات

TT

أعلن وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، أن الحكومة الجزائرية تترقب الإفراج عن قنصل الجزائر بغاوو (شمال مالي) ومساعديه الستة، الذين يحتجزهم التنظيم المسمى «جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا»، منذ الخامس من الشهر الحالي.

وقال مدلسي، أمس، لصحافيين في الجزائر العاصمة، إن القنصل بوعلام سياس ومساعديه «يوجدون بصحة جيدة، والمعلومات الواردة إلينا تبين أن حالة الرهائن الجزائريين جيدة»، مشيرا إلى أن «الجهات المعنية في الجزائر، تتابع بصفة مستمرة وضع الدبلوماسيين المختطفين».

ولأول مرة منذ بداية أزمة الرهائن، يكشف مسؤول كبير عن وجود اتصالات مع الخاطفين، إذ قال مدلسي: «الاتصالات (مع الخاطفين) ما زالت جارية، ونترقب أن تأتي بثمارها في أقرب وقت ممكن». وكان مسلحون من «أزواد» صرحوا الأسبوع الماضي، بأن الخاطفين «على وشك الإفراج عن الرهائن». ونفى مدلسي ذلك في حينه.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن «حركة أزواد»، التي أعلنت انفصال شمال مالي عن بقية مناطق البلاد، هي من ربطت الاتصال بالخاطفين. وتعهدت لدى السلطات الجزائرية بالسعي لإقناع «التوحيد» بالإفراج عنهم، وخصوصا عدم الإساءة إليهم. ورجحت المصادر وجود الخاطفين والرهائن في مكان ما بشمال مالي الذي لا يخضع لمراقبة الحكومات، والذي أصبح منذ سنوات معقلا لجماعات موالية لـ«القاعدة»، وعصابات مختصة في تجارة المخدرات والسلاح.

إلى ذلك، دعا تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الجزائريين للثورة على النخبة الحاكمة، ومقاطعة الانتخابات البرلمانية التي تجرى الشهر المقبل، واصفا الانتخابات بأنها «إصلاحات شكلية»، وذلك في رسالة صوتية نشرت على موقع إلكتروني، حسب ما ذكرت «رويترز».

وقال أبو مصعب عبد الودود، في الرسالة الصوتية التي تبلغ مدتها 21 دقيقة، ونشرت على منتديات إسلامية على الإنترنت أمس: «هذه الانتخابات لن تأتي بالتغيير الحقيقي المنشود، بل ستكون بمثابة عملية تجميلية، الهدف منها إضفاء شرعية زائفة على حكم هذه الشرذمة الفاسدة المفسدة».

وأضاف عبد الودود المعروف أيضا باسم عبد المالك دروكدل: «أيها المسلمون، إن واجبكم اليوم ليس المشاركة في هذا الزيف الانتخابي المفضوح، وإنما واجبكم هو الإنكار على هؤلاء الظلمة المرتدين وجهادهم والثورة عليهم». ولم يتسن التحقق من مدى صحة التسجيل من جهة مستقلة.

وقال عبد الودود إن الحكومة ستلجأ إلى كل وسيلة بما في ذلك «التزوير» لاحتواء أثر الإسلاميين، الذين من المفترض أن يبلوا بلاء حسنا يدعمهم في ذلك مكاسب حققها إسلاميون في دول أخرى بشمال أفريقيا بعد الانتفاضات الشعبية.

وظهر الإسلاميون الذين ظلوا مهمشين من المشهد السياسي أو كانوا مسجونين لضمان إقصائهم كأطراف مهمة في تونس وليبيا ومصر بعد الإطاحة بالزعماء في هذه الدول.

وفي الجزائر، حاربت جماعات إسلامية مسلحة الحكومة وأنصارها خلال معظم عقد التسعينات من القرن الماضي بعد أن ألغى الجيش انتخابات كان يوشك الإسلاميون على الفوز بها.

وقال عبد الودود: «كيف يمكن لعاقل أن يصدق أن يترك هؤلاء المجرمون السلطة ويرحلوا لمجرد أن الشعب رغب في ذلك وعبر عن تلك الرغبة في صناديق الاقتراع؟!».