مدينة «ليستناو» النمساوية تنتج لاعبين وأقمشة

شهدت نزاعات خلال الحرب وأصبحت سوقا لأفريقيا والخليج

TT

يعدد النمساويون أسماء أبنائها ممن نجحوا في الحقل الرياضي وكرة القدم، عندما يذكر اسم مدينة «ليستناو». كما تعود ذاكرة كبار السن لتاريخ ليستناو الذي تنوع من مدينة نمساوية حدودية ثرية إلى مدينة محتلة نجح الألمان في ضمها إلى إقليمهم بافاريا، ثم استعادها النمساويون من جديد، وبعد الحرب العالمية الثانية احتلها الفرنسيون.

خلال ذلك السرد التاريخي لن يفوت كثيرين أن يتذكروا كم مرة غمر نهر الراين بفيضاناته مدينة ليستناو، مما تسبب في فقر معالمها وبساطة بنيانها، خاصة أن الراين يفصل ليستناو، التي تقع جغرافيا في أقصى بقعة بإقليم فورالبرغ غرب النمسا عن دولة سويسرا.

مهارة مصانع ليستناو، ومعظمها مصانع صغيرة لا يزيد عدد عمال أكبرها على أربعين عاملا وتعود ملكية معظمها لأسر قديمة بالمدينة، أكسبتها نكهة خاصة جدا، إلا أن طبيعة العمل ونوعية الحياة في مدينة صغيرة وبعيدة جعلت الجميع يعملون كشبكة متواصلة، خاصة أن الزبائن أو العملاء، فرادى أو جماعات، من أجانب يقصدونها مباشرة، سواء من لاغوس أو جدة أو الخرطوم أو دبي أو الكويت، دون أن يكون لهم معارف غير أصحاب المصانع الذين ينظمون الحركة من محطة القطار، ومن ثم من مصنع ينقلهم للآخر، وهكذا حتى تكتمل مهمة التسوق، ويحط الزبون مرة أخرى في محطة القطار التي تنقله لأقرب مطار خارج المدينة، سواء في سالزبورغ أو فيينا. وعادة في أريحية شديدة ينشط أهل البلد لتوفير أي معلومة، سواء عن فندق للإقامة أو عنوان مطعم من بين تلك القلة الموجودة بالمدينة.