إيران تصعد قضية الجزر.. وتدرس مشروعا لإعلان «أبو موسى» عاصمة لإقليم جديد

نشرت عليها أنظمة صاروخية.. وتعتبر أن «سوء الفهم» مع أبوظبي ينتهي بالحوار

TT

في تصعيد يعد الأخطر من نوعه، أعلن الأدميرال علي فدوي قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني أمس عن نشر أنظمة هجومية ودفاعية على الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، قائلا: إن ذلك «للرد بقوة على أي عمل عدائي»، بينما كشفت مجموعة برلمانية إيرانية عن الإعداد لمشروع قرار بتشكيل محافظة باسم «الخليج الفارسي» تكون عاصمتها جزيرة أبو موسى.. ويأتي ذلك في الوقت الذي صرح فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن الحوار البناء بين إيران والإمارات من شأنه أن يرفع سوء الفهم ويعزز التعاون المشترك، بينما يؤكد ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة أن الجزر الثلاث «جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية».

وفي تصعيد إيراني، وصفه مراقبون بالخطير، قال الأدميرال علي فدوي في تصريحات على شاشة تلفزيون العالم الإيراني، التابع لشبكة التلفزة الرسمية والناطق باللغة العربية، إن «الحرس الثوري الإسلامي في إيران قام بنشر مشاة البحرية على الجزر (الإماراتية) الثلاث (أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى)»، مبينا أن هذه الخطوة تأتي بسبب «موقع وأهمية هذه الجزر في الدفاع والهجوم بالنسبة لإيران».

وأعلن فدوي أن «قوات الحرس الثوري نشرت ألوية من مشاة البحرية في الجزر الثلاث»، مؤكدا «أننا لن نسمح لأي عدو أن يدخل هذه الجزر أو يدخل الأجواء البحرية الإيرانية وسنرد على أي عمل عدائي بقوة».

وذهب الجنرال الإيراني إلى أبعد من ذلك، معتبرا أن مجرد الحديث عن الجزر الإيرانية الثلاث من قبل الإمارات المتحدة العربية ومجلس التعاون الخليجي هو «أمر مرفوض تقف وراءه الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا»، مشددا على أن «هذه الجزر أراض إيرانية لا تنفك عن تراب إيران المقدس».

وأكد قائد البحرية أن حديث أي جهة خارجية عن الجزر الثلاث يعتبر تدخلا في شؤون إيران الداخلية وانتهاكا لسيادتها على أراضيها، موضحا أن الدول الاستعمارية زرعت فكرة ملكية هذه الجزر للإمارات العربية المتحدة لتستفيد من النزاع عليها فيما بعد خروجها من المنطقة، مضيفا أن «سيادة إيران على هذه الجزر مثل سيادتها على العاصمة طهران»، وأن «زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسى مثل زيارته لمدينة أصفهان».

ويأتي ذلك عقب ما كشفه عضو لجنة المجالس والسياسة الداخلية في مجلس الشورى الإيراني عن مشروع قرار بتشكيل محافظة سياحية ثقافية باسم «الخليج الفارسي» يعده بعض نواب المجلس، وأكد ولي إسماعيلي في حوار مع وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أن هذا المشروع يمر في مراحله الأول، ومن المقرر أن ينضم عدد أكبر من النواب إل الموقعين عليه، مشيرا إلى أن هذه المحافظة ستكون عاصمتها جزيرة أبو موس التي تحتلها إيران.

وأضاف إسماعيلي أن جزر طنب الصغر وطنب الكبر وميناء سيريك وجزر كيش وقشم وميناء لنكه وجزيرة لاوان ستكون تابعة لهذه المحافظة. وقال: إن «إعداد هذا المشروع يأتي للرد عل البعض في الإمارات، ونقصد بذلك تخليد اسم الخليج الفارسي إل الأبد؛ دفاعا عن وحدة التربة الوطنية الإيرانية»، مبينا أنه بتشكيل هذه المحافظة سوف يتعين عل الطائرات التي تمر بسماء هذه المحافظة النطق باسم المحافظة الرسمي، ومعلنا عن تقديم هذا المشروع إل هيئة الرئاسة في مجلس الشورى خلال الأيام القليلة القادمة.

وفي سياق متصل، أكد ممثل إيران الدائم لد منظمة الأمم المتحدة إسحاق آل حبيب ف كلمة له أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي مساء أول من أمس أن جزر أبو موس وطنب الكبر وطنب الصغر جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية. وأوضح حبيب أن زيارة نجاد لجزيرة أبو موس تمت عل أساس مبدأ السيادة الوطنية لإيران على هذه الجزر.

لكن هذه التصريحات النارية للجنرال الإيراني ونواب البرلمان وممثل إيران لدى الأمم المتحدة حيال قضية الجزر المحتلة تأتي بالتزامن مع تصريحات أكثر ليونة - وإن حملت نفس المضمون - من الخارجية الإيرانية تدعو للحوار البناء ورفع سوء الفهم.

حيث قال رامين مهمان باراست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أمس إن «المسؤولين الإماراتيين ادعوا أن زيارة نجاد إلى جزيرة أبو موسى كانت مخالفة للاتفاق بين إيران والإمارات»، متسائلا «فعلى ماذا اتفقت إيران مع الإمارات بحيث يتعارض مع زيارة رئيس الجمهورية إلى مدينة إيرانية؟»، ومعتبرا أن «زيارة رئيس الجمهورية إلى جزيرة أبو موسى زيارة داخلية، جاءت في إطار زيارة تفقدية لرئيس الجمهورية إلى إحدى المحافظات، وتصنف في إطار شؤوننا الداخلية».

ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن «أي شخص أو أي بلد يتدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا ويدلي بتصريحات مخالفة لوحدة ترابنا، فإن إيران ستتصدى له. وكان استدعاء السفيرة السويسرية إلى الخارجية الإيرانية في هذا الإطار، لكي يتم تذكير أميركا ألا تتدخل في شؤوننا الداخلية»، مشددا على أن «الجزر الثلاث تعود لإيران وجزء من سيادتنا، وموضوع وحدة ترابنا ليس محلا للتفاوض».. لكن الدبلوماسي الإيراني اعتبر أن المفاوضات من شأنها أن ترفع سوء الفهم، وأن تفتح أبوابا جديدة لتنمية العلاقات.

وتأتي هذه التصريحات الإيرانية، المتباينة شكلا المتوافقة مضمونا، بعد يوم من تخيير الإمارات لإيران بين المفاوضات أو اللجوء إلى القانون الدولي لحل مسألة الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل إيران، ودعوتها لحل هذه القضية عبر المفاوضات الثنائية أو من خلال محكمة العدل الدولية. في الوقت الذي وجه فيه الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، بإطلاق أسماء الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة على 3 شوارع في إمارة عجمان، وذلك تأكيدا على «هوية هذه الجزر الإماراتية وحرصا منه على تعميقها في نفوس أبناء الإمارة».