انفجار أمام المركز الثقافي الإيراني في دمشق.. ودبابات النظام تقصف دوما ودرعا

الداخلية تفتح باب التطوع للالتحاق بالشرطة

TT

استمرت العمليات الأمنية التي تشنها قوات الأمن السورية في مجمل المحافظات على وتيرتها. وقد أدت هذه العمليات بحسب لجان التنسيق السورية إلى سقوط ما لا يقل عن 25 قتيلا معظمهم في دمشق وريفها وحمص وحماه والبوكمال.

وكان السوريون استيقظوا أمس على دوي انفجار في وسط العاصمة دمشق قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إنه ناتج عن عبوة ناسفة ألصقتها «مجموعة إرهابية مسلحة» بسيارة بالقرب من مجمع «يلبغا» في منطقة المرجة بدمشق.

وتضاربت الأنباء حول الانفجار، حيث قال شهود عيان إن الانفجار كان عبارة عن قنبلة صوتية وضعت في سيارة «بيك آب» عسكرية كانت تقف قريبا من المركز الثقافي الإيراني في حي المرجة، وإن الأضرار اقتصرت على تضرر السيارة. وأكد شهود العيان حالة الاستنفار الأمني الكبير الذي جرى في حي المرجة إثر الانفجار، حيث قطع بعض الطرق المؤدية للمنطقة، ومنع الناس من الوصول إلى موقع الانفجار، مما جعل الناس يظنون أن انفجارا كبيرا حصل هناك، سيما أن التلفزيون الرسمي كان أول الواصلين إلى مكان الحادث، كما أن قناة «الإخبارية» السورية التي كانت أول من أورد النبأ قالت إن هناك «ثلاثة جرحى على الأقل في انفجار سيارة مفخخة بساحة المرجة».

من جانبها، ذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن الانفجار وقع أمام المركز الثقافي الإيراني لكن لم تلحق أضرار بالمركز. وجاء في شريط عاجل على التلفزيون: «مجموعة إرهابية مسلحة تفجر عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص وأضرار مادية بالأبنية المجاورة».

وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن ما سمتها «مجموعة إرهابية مسلحة» ألصقت العبوة تحت سيارة من جهة السائق مما أدى إلى إصابته بجروح.

وفي سياق متصل، قالت الوكالة إن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت مساء الاثنين ضابطا متقاعدا برتبة مقدم وشقيقه في منطقة جديدة الفضل».

ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة المحافظة قوله إن «المجموعة الإرهابية أطلقت النار على المقدم المتقاعد أسعد أحمد إسماعيل وشقيقه المساعد أول سليمان أحمد إسماعيل أثناء وجودهما في محل لبيع الأدوات المنزلية»، وذلك في وقت يواصل فيه فريق من المراقبين الدوليين مهمته في مراقبة سحب المظاهر المسلحة، ووقف إطلاق النار. لكن ناشطين قالوا إنه تمت تصفية مساعد أول في المخابرات في حي برزة، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة. من جانبها، نشرت صفحة «الثورة السورية في دمشق» بيانا في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين يقول إن ما سمته «كتيبة أبو بكر الصديق» بالاشتراك مع «كتيبة فرسان الشام» قامتا «بتصفية المساعد أول بالمخابرات الجوية أبو شادي في مساكن برزة في مكان عمله»، وقال البيان إن «أبو شادي مسؤول عن اعتقال العديد من الأحرار والحرائر في برزة ومساكن البرزة» وأضاف البيان أن الكتيبتين قامتا «بتصفية العوايني أبو رامي في ساحة الشهبندر بمكان عمله، أبو رامي أيضا مسؤول عن اعتقال العديد من الأحرار».

بالتزامن، تحدث ناشطون في ريف دمشق عن حملة اقتحامات واسعة نفذتها قوات الأمن السورية وبالتحديد في دوما وسقبا وحمورية وجسرين وكفربطنا. وقال الناشط أبو محمد (اسم حركي) من مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات النظام اقتحمت دوما أمس بالدبابات والباصات وسط إطلاق نار عشوائي وكثيف أرعب الأهالي»، وتحدث عن «حملة اعتقالات ومداهمات شرسة شنتها قوات الأمن في حرستا»، وأضاف: «بعد يوم تحدى فيه الأحرار الاحتلال المحكم للمدينة، وخرجوا بعدد من المظاهرات لاستقبال اللجنة التي رفضت الحديث مع أحد من الناس، طالت الحملة عددا من الشباب والمنازل، كما تمت سرقة المحتويات وتخريب الممتلكات».

وكانت لجان التنسيق المحلية تحدثت عن تعرض دوما أمس لقصف وإطلاق نار، وعن حملة دهم شنتها قوات الأمن في الضمير بعد اقتحام المدينة. وقال ناشطون إن دوي انفجاريين سمعا في حيي السلطانية وجوبر في حمص.

بدورها، أشارت الهيئة العامة للثورة إلى اقتحام قوات النظام مدينة الضمير بريف دمشق بالمدرعات الثقيلة وأنها شنت بعده حملة مداهمات، إضافة لإطلاق نار عشوائي في مدينة دوما ودخول تعزيزات أمنية لبلدة كفر بطنا بريف دمشق بعيد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء.

وأفادت الهيئة عن سماع دوي انفجارات ضخمة هزت مقر اللواء 38 من المدفعية، ببلدة صيدا في درعا، تبعتها اشتباكات وصفها ناشطون بأنها عنيفة جدا من أسلحة ثقيلة ودبابات، كما تحدثوا عن سماع انفجارات متتالية وإطلاق نار كثيف من جميع حواجز بلدة داعل بدرعا أيضا.

وذكر نشطاء أن عدة أحياء بمدينة حماه تعرضت منذ فجر أمس لإطلاق نار من أسلحة ثقيلة ومتوسطة، كما تعرض حي جوبر وحي السلطانية في حمص لقصف عشوائي ترافق مع إطلاق نار كثيف من الحواجز في حي بابا عمرو من قبل قوات النظام.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن مدينة القصير في ريف حمص تعرضت لإطلاق نار، مشيرة أيضا إلى انتشار واسع لعناصر الأمن والشبيحة في دير الزور.

وفي دمشق قامت قوات الأمن بحملة مداهمات في حي ركن الدين بحثا عن العائلات الحمصية النازحة، حيث تم اعتقال العديد من النازحين الحماصنة مع صاحب البيت المؤجر.

وكان متظاهرون قد قاموا بقطع طريق دمشق الدولي المؤدي إلى درعا بإشعال مواد نفطية، وكذلك طريق بيروت القديم. وخرجت مظاهرات مسائية في كفربطنا وعين ترما في ريف دمشق، ومظاهرات في أحياء في حماه وحلب، وذلك بالتزامن مع مواصلة فريق المراقبين الدوليين مهمتهم في سوريا وقد بلغ عدد أفرادهم أحد عشر مراقبا وزار الثلاثاء عدة مناطق، وقال نيراج سينغ، مسؤول في الوفد، لوكالة الصحافة الفرنسية: «بلغ عدد فريق القبعات الزرق أحد عشر مراقبا؛ بينهم اثنان يمكثان في حمص (وسط)، فيما يتابع التسعة الآخرون جولاتهم الميدانية».

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن «وفدا من المراقبين الدوليين زار صباح أمس (الثلاثاء) مدينة دوما في ريف دمشق».

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن «رغبتها في تطويع عدد من الشبان السوريين بجهاز قوى الأمن الداخلي بصفة شرطيين أفراد من حملة الشهادة الثانوية بكل فروعها».

وقالت الداخلية السورية إن «المقبولين سيخضعون لدورة تدريبية عسكرية مدتها ثمانية أشهر»، وحددت شروط القبول «بأن لا يقل عمر المتطوع عن 18 عاما بتاريخ تقديم الأوراق وألا يزيد على 27 عاما بتاريخ القبول، وأن يكون حائزا الشهادة الثانوية وغير محكوم بجناية أو بجرم شائن أو بعقوبة الحبس التي تتجاوز مدتها الثلاثة أشهر وحائزا الكفاءة البدنية ولا يقل طول القامة عن 168 سم».

من جانبهم، قال ناشطون في محافظة الرقة إنهم شاهدوا جنود الجيش النظامي وقد استبدلوا بالزي العسكري زي قوات حفظ النظام، كما قال آخرون إن بعض الآليات العسكرية جرى استبدال لوائح حفظ النظام بلوائحها وذلك ضمن «خطة النظام لإخفاء المظاهر العسكرية المسلحة في المناطق بهدف التحايل على المراقبين الدوليين، حيث جرى في كثير من المناطق لا سيما حمص وريفها حفر خنادق ورفع سواتر ترابية عالية جرى وضع الدبابات خلفها»، بحسب ما أفاد به الناشطون.

وفي حين تحدثت «سانا» عن أن مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت مساء الاثنين - الثلاثاء ضابطا متقاعدا برتبة مقدم وشقيقه في منطقة جديدة الفضل في ريف دمشق، نفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر المعلومات التي تحدثت عن سيطرته على 70% من محافظة دير الزور، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المعلومات غير دقيقة ولم تصدر عنا كما أنها قد تصب في مصلحة النظام الذي قد يخترع ذريعة لاقتحام مناطق في دير الزور».