نتائج انتخابات حماس الداخلية في غزة تعزز مكانة مشعل

هنية يفوز بأعلى الأصوات ويترأس المكتب السياسي للحركة في القطاع.. و«القسام» تحظى بمقعدين والأسرى المحررون بمقعدين

إسماعيل هنية (إ.ب.أ)
TT

بخلاف الانطباع السائد، فقد عززت نتائج الانتخابات الداخلية التي أجرتها حركة حماس في قطاع غزة من مكانة رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل. وعلمت «الشرق الأوسط» أنه رغم أنه قد تم اختيار رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي للحركة في القطاع بعد أن حصل على أعلى الأصوات يليه في المرتبة الثانية عماد العلمي الذي كان قد عاد إلى القطاع بعد انتهاء فترة نفيه وشغل منصب عضو المكتب السياسي العام، إلا أن تركيبة المكتب السياسي الجديدة في القطاع تمثل دعما لمشعل، إذ تمكنت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية للحركة، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة بخالد مشعل من مضاعفة مكاسبها في الانتخابات الأخيرة، بتعزيز موقفها بفوز أحمد الجعبري ومروان عيسى، وهما اثنان من أبرز قادتها في القطاع. إلى جانب فوز كل من روحي مشتهى ويحيى السنوار، اللذين تحررا في صفقة التبادل الأخيرة التي أصبحت تعرف بصفقة شاليط الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، بين إسرائيل وقطاع غزة. ويعتبر الأسيران المحرران قريبين للكتائب في توجهاتهما من المستوى السياسي.

وأشارت المصادر إلى أن تركيبة مجلس الشورى العام الجديدة في قطاع غزة تضمنت عددا كبيرا من الأسرى المحررين، الذين يدينون بالولاء للذراع العسكرية للحركة الذي كان له دور أساسي في تحريرهم من السجن، مما يعني تعزيزا لمكانة مشعل. وأوضحت المصادر أن ما يعزز مكانة مشعل حقيقة أن الشخصيات المحسوبة عليه في مكتب قطاع غزة السياسي هي من الشخصيات الكاريزماتية، مثل السنوار ومشتهى، اللذين يحظيان بشعبية جارفة لدى قواعد حركة حماس.

وأوضحت المصادر أن ما يدعم موقف مشعل حقيقة أن مؤيديه في المكتب السياسي ومجلس الشورى العام يمثلون معسكرا متجانسا، في حين أنه لا يقابل هذا المعسكر معسكر له نفس التجانس. وأشارت المصادر إلى أنه رغم أن كلا من هنية والدكتور محمود الزهار يتحفظان على السياسات التي يقودها مشعل، فإنه في المقابل هناك خلافات بين هنية والزهار الذي فاز أيضا بمقعد في المكتب السياسي، مما يعني أن مظاهر المعارضة لمشعل ستتقلص.

من ناحية ثانية أشارت المصادر إلى أنه رغم أنه لم يعرف حتى الآن إن كانت الانتخابات الداخلية لحماس قد أجريت في الضفة الغربية، بسبب الظروف الأمنية الخاصة التي تتعرض لها الحركة سيما حملات الاعتقال الدائمة التي تقوم بها إسرائيل ضد قادة ونشطاء الحركة، فإنه في حكم المؤكد أن نتائج هذه الانتخابات ستمثل دعما لمكانة مشعل. وأعادت المصادر للأذهان حقيقة وقوف جميع قادة حماس في الضفة الغربية خلف مشعل لدى الإعلان عن توصله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإعلان الدوحة في 6 فبراير (شباط) الماضي، الذي قوبل بانتقادات شديدة من قبل قادة حماس في قطاع غزة لا سيما الزهار الذي اعتبره تفردا بالقرار من قبل مشعل.

وقالت المصادر إن ثقل الضفة الغربية في مؤسسات حركة حماس يساوي تقريبا ثقل قطاع غزة، وبالتالي فإنه يعتقد على نطاق واسع أن يقف ممثلو الضفة الغربية في مؤسسات حماس الشورية خلف مشعل. وأكدت المصادر أنه رغم عدم وجود مرشح يمكن أن ينافس مشعل على رئاسة المكتب السياسي، فإنه يتوقع أن تسهم نتائج الانتخابات الداخلية في تمكينه من مواصلة رئاسة المكتب السياسي في ظل دعم أكبر.