طالباني يستقبل علاوي في أربيل.. والمالكي لن يحضر اجتماع القادة

مستشارة رئيس الوزراء: كردستان جزء من العراق وليس العراق جزءا من كردستان

الرئيس العراقي جلال طالباني لدى استقباله إياد علاوي بحضور كوسرت رسول وبرهم صالح («الشرق الأوسط»)
TT

بينما تتظافر الجهود للتوصل الى اطار لحل الأزمة السياسية العراقية، استقبل الرئيس العراقي جلال طالباني في أربيل أمس إياد علاوي الأمين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي ورئيس كتلة العراقية والوفد المرافق له. وتم اللقاء بحضور كل من نائب رئيس إقليم كردستان كوسرت رسول وبرهم صالح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني وعدد من المسؤولين السياسيين تم تبادل الآراء حول جملة من القضايا الساخنة على الساحة العراقية والسبل التي يمكن أن تتفق عليها الأطراف السياسية والكفيلة بإخراج البلد من المشكلات والأزمات التي تواجه العملية السياسية. وأشار الرئيس طالباني إلى أهمية البحث عن المشتركات بين الأطراف والكتل السياسية لتسهيل وضع الحلول للمشاكل والمعوقات والخروج باتفاق وطني شامل، مؤكدا ضرورة السير نحو تضييق مساحة الخلافات وتوسيع رقعة التفاهمات وتوطيد جسر العلاقات الأخوية والوطنية بين عموم المكونات والأطراف السياسية.

ومن جانبه قدم علاوي شكره وامتنانه الكبيرين للرئيس طالباني.. وثمن الدور المحوري للرئيس في العملية السياسية الديمقراطية وفي بناء الدولة العراقية وبدء العهد الجديد فيها، مؤكدا أهمية مواصلته هذا الدور الوطني.

ومن جهة اخرى، بحث رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مع رئيس حركة التغيير الكردية المعارضة نوشيروان مصطفى الأوضاع السياسية في كردستان والعراق بعد التصعيد الخطير في المواجهة بين رئاسة الإقليم ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. ويأتي هذا اللقاء، وهو الثاني بين بارزاني ومصطفى، في إطار مساعي بارزاني لحشد الدعم وتوحيد الموقف الكردي في مواجهته الحالية مع المالكي، ويتوقع، حسب القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني عدنان المفتي الرئيس الأسبق للبرلمان الكردستاني، أن «يجتمع بارزاني بالرئيس جلال طالباني اليوم (أمس) لبحث آخر المستجدات على الساحتين العراقية والكردستانية، والتباحث حول أزمة الإقليم مع بغداد».

ونقل مصدر في ديوان رئاسة إقليم كردستان أن «اجتماع بارزاني ومصطفى تركز حول تطورات الأزمة السياسية الحالية في العراق، وتبادل وجهات النظر حول الاحتمالات المقبلة». وتتوقع مصادر سياسية في إقليم كردستان العراق أن «يستكمل بارزاني مشاوراته مع قادة الإقليم بلقاء متوقع مع الرئيس طالباني تمهيدا لعقد الاجتماع الموسع الذي دعا إليه مع قادة الكتل والأطراف السياسية العراقية المقرر في السابع من شهر مايو (أيار) المقبل»، ولم تستبعد تلك المصادر أن يسبق الاجتماع المذكور لقاء قمة يجمع بارزاني وطالباني ونوشيروان مصطفى، وهذا ما أكده رئيس المجلس المركزي (البرلمان الحزبي) للاتحاد الوطني عادل مراد الذي أشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «ليست هناك أية موانع في عقد لقاء بين الرئيس طالباني ورئيس حركة التغيير»، مؤكدا أن «مثل هذه الاجتماعات واللقاءات مهمة للغاية بهدف الخروج من الأزمة الحالية بين الإقليم وبغداد، إلى جانب حل المشكلات الداخلية بكردستان، وفي مقدمتها مشكلة الفساد التي لا تعالج برأيي من دون حشد جهود جميع القادة».

وحول ما إذا كان طالباني قد تلقى تفويضا من نوري المالكي للعمل من أجل تطبيع علاقاته مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، قال مراد: «نعم هناك تفويض بهذا الشأن، فالرئيس طالباني سعى ويسعى دائما للتوفيق بين الأطراف العراقية». وأضاف: «أزمة سياسية بهذا الحجم الكبير لا بد أن يكون لطالباني باعتباره رئيسا للجمهورية دور في احتوائها ومعالجتها، ولذلك ستكون الأزمة في صدارة جدول المباحثات التي سيجريها الزعيمان من أجل الخروج بحلول مرضية لجميع الأطراف».

واعتبر مراد ان «هناك مخاطر حقيقية تواجه العملية الديمقراطية في العراق وتهدد مستقبله السياسي، وهناك أشخاص وأفراد من بقايا النظام الصدامي ممثلون داخل الحكومة والبرلمان يحاولون الصيد في الماء العكر، ويعملون بكل جهودهم من أجل إسقاط التجربة الديمقراطية في العراق، وهذه التجربة إذا سقطت اليوم، فلن تعود بعد خمسين عاما». وأضاف أن «قدر العراق هو في توافق المكونات العراقية بمختلف اتجاهاتها السياسية والقومية والمذهبية، وأن العلاقة التاريخية والنضالية بين الشيعة والكرد تتطلب مواجهة هذه الأزمة وحلها بحكمة وبتعقل حتى نفوت الفرصة على أعداء العراق المتربصين بالتجربة الديمقراطية، وأعود لأكرر أن قدر العراق مرتبط بالتوافقات السياسية، وأن فقدانها سيفاقم الأزمات التي تعصف بالعراق حاليا وتهدد كيانه وتجربته السياسية».

إلى ذلك، نقل موقع «خندان» الكردي عن مريم الريس مستشارة رئيس الوزراء أن المالكي لن يشارك في الاجتماع المرتقب الذي دعا إليه بارزاني في السابع من شهر مايو (ايار) المقبل مع قادة الكتل السياسية للتباحث حول الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أواخر العام الماضي. وقالت الريس إن «إقليم كردستان جزء من العراق، وليس العراق جزءا من كردستان.. عليه، فإن اجتماعا وطنيا قريبا سيعقد في العاصمة العراقية بغداد لبحث هذه الأزمة».