إهداء طالباني بندقية صدام إلى الكويت يثير جدلا لدى البرلمانيين العراقيين

عالية نصيف اعتبرته «نوعا من الاستفزاز للمشاعر العراقية الوطنية»

TT

اقتحمت بندقية صيد نوع «برنو» كان يستخدمها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الأزمة السياسية المحتدمة في العراق حاليا عقب قيام الرئيس جلال طالباني بإهداء هذه البندقية إلى نجل أمير الكويت ناصر صباح الأحمد، الذي قام مؤخرا بزيارة إلى إقليم كردستان استمرت عدة أيام.

وحسبما أكد مصدر في مكتب الرئيس العراقي جلال طالباني فقد «أهدى بندقية (برنو) تعود إلى الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين استولت عليها قواته عند سقوط نظامه، إلى نجل أمير الكويت الشيخ ناصر الصباح الأحمد الصباح أثناء زيارته الأخيرة إلى كردستان».

وقال السكرتير الصحافي للرئيس العراقي، ماكوك شيخ إبراهيم، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «إن البندقية هي ذاتها التي كان صدام حسين يرفعها في المناسبات ويطلق رصاصاتها في الهواء أثناء تنظيم الاحتفالات التمجيدية له، ويستفز بها مشاعر الكرد، وقد أهداها الرئيس طالباني إلى الشيخ ناصر الصباح أثناء استضافته بمقره في مدينة السليمانية خلال الأيام الأخيرة».

وأثارت قضية إهداء طالباني بندقية صدام حسين جدلا في الوسط السياسي والبرلماني العراقي، فقد أكدت الناطقة باسم كتلة «العراقية الحرة» في البرلمان العراقي، عالية نصيف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البندقية ومهما كانت عائديتها فإنها ملك للشعب العراقي، وبالتالي ليس من حق أحد حتى رئيس الجمهورية أن يتصرف بها»، مشيرة إلى أن «التاريخ هو التاريخ، سواء كان سلبيا أم إيجابيا، حيث إن ما هو إيجابي يمكن أن تفتخر به الأجيال، وإذا كان سلبيا فيمكن أخذ العبر منه». وأضافت نصيف أن «بندقية الصيد التي أهداها طالباني لنجل أمير الكويت أمر لا يستقيم مع المنطق، وتمثل نوعا من الاستفزاز للمشاعر العراقية الوطنية، ونحن نرفض أن يتم التصرف بتاريخنا بهذه الطريقة غير المسؤولة».

من جهته أكد القيادي في القائمة العراقية حامد المطلك، وهو عسكري سابق برتبة لواء، أن «البلد الآن بحاجة إلى لم الشمل وأن يكون الجميع يدا واحدة من أجل تخطي المحن والأزمات، لا أن تضاف أزمة جديدة كان يمكن تجنبها». وقال المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «تراث أي شعب ليس للبيع، وهناك أمور تحمل قيمة رمزية وفيها تداعيات وإحالات مختلفة، وهو أمر لا نريد الخوض في تفاصيله الآن لأن وضعنا لا يحتمل». وأضاف المطلك أن «المتاجرة بهذا التراث للشعب العراقي أيا كانت عائديته لئن خرج من البعد الشخصي ودخل فيما هو وطني وتاريخي فهو أمر مؤسف، كما أن محاولة كسب تعاطف من هذا الطرف أو ذاك بهذه الوسيلة أمر غير صحيح بالمرة».

أما القيادي الكردي البارز محمود عثمان، وهو صديق شخصي للرئيس طالباني، فقد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الوقت ليس مناسبا لمثل هذه الأمور إذا كانت تثير مشكلات وحساسيات». وأضاف عثمان أن «البلد غارق الآن في المشكلات، وأعتقد جازما أن مشكلاتنا أكبر من بندقية البرنو التي كان يملكها صدام حسين، ولا أعرف كيف وصلت إلى طالباني لكي يقوم بإهدائها، وكأننا قد أنهينا كل مشكلاتنا ولم يعد أمامنا سوى إهداء هذه البندقية أو تلك الحاجة».

يذكر أن المسدس الشخصي لصدام حسين كان قد تم إهداؤه إلى رئيس الولايات المتحدة السابق جورج بوش بعد إلقاء القبض على الرئيس العراقي السابق من قبل القوات الأميركية.