قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، إن تصريحات أدلى بها، في اجتماع حزبي يوم الأحد الماضي، تضمنت إشارات إلى وجود أشخاص قريبين من الملك يناوئون حكومته والإصلاحات التي تسعى إلى القيام بها، أخرجت عن سياقها.
وذكر ابن كيران، في بيان نشرت نصه وكالة الأنباء المغربية، أن وكالة «رويترز» «عمدت إلى إخراج ما ورد في كلمة ألقاها في اجتماع لحزب العدالة والتنمية يوم الأحد الماضي بالرباط عن سياقها وتحميلها ما لم يقصده». وكان نسب إلى ابن كيران قوله إن «الربيع العربي لم ينته بعد وإنه يمكن أن يعود»، وزاد قائلا: «الملكية تحتاج إلى أشخاص يسعون إلى الإصلاح ومستعدين إلى التضحية». وفي إشارة إلى شخصيات مقربة من الدوائر العليا، قال إن بعض هؤلاء ليسوا هم دائما الأشخاص المناسبين.
وألح ابن كيران في توضيحاته على أن الديمقراطية المغربية تعتمد على التشارك والتعاون بين المؤسسات الدستورية تحت قيادة الملك، ونفى أن تكون هناك بوادر مواجهة بينه وبين المحيط الملكي. وكان ابن كيران حضر متأخرا إلى اجتماع حزبي موسع عقده حزب العدالة والتنمية في الرباط يوم الأحد الماضي، وألقى كلمة مرتجلة وردت في سياقها تصريحاته التي أثارت الجدل، وكان اللقاء مفتوحا أمام الصحافيين، وتحدث في الجلسة الافتتاحية لذلك الاجتماع عبد الله باها، نائب الأمين العام للحزب. وبحث الاجتماع الموسع إدخال تعديلات على قوانين الحزب حتى يستطيع توسيع عضويته، كما بحث عقد مؤتمر الحزب في يوليو (تموز) المقبل.
وكانت «رويترز» بثت تقريرا استنادا إلى تصريحات ابن كيران، قالت فيه إن التصريحات اشتملت على انتقادات نادرة تؤشر إلى بداية مواجهة بين الحكومة التي يقودها الإسلاميون وشخصيات قوية مقربة من القصر الملكي. وأشار التقرير إلى أن تصريحات ابن كيران جاءت بعد الإعلان عن برنامج حكومي لإصلاح التلفزيون الرسمي، الذي يعد ناطقا باسم المملكة، وتعرض برنامج إصلاح وسائل الإعلام الرسمية لانتقاد من طرف شخصيات مقربة من القصر.
وقالت «رويترز» إنها تلقت كذلك بيانا من ابن كيران يقول إن تصريحاته أخرجت عن سياقها، لكن الوكالة قالت إن اثنين من مسؤولي حزب العدالة والتنمية أكدا لها أن ابن كيران أدلى فعلا بتلك التصريحات، مشيرة إلى أنها لم تستطع الوصول إلى جامع المعتصم مدير مكتب ابن كيران، للحصول على تعقيب منه.