هولاند: هذا هو ساركوزي

المرشح الاشتراكي يرد على اتهام الرئيس المنتهية ولايته له بـ«التهرب» من الحوار

مؤيدون لساركوزي يحضرون تجمعا انتخابيا له في إحدى ضواحي باريس أمس (رويترز)
TT

بمعزل عن المواجهة بين الأفكار والمشاريع المختلفة، ينتهج الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي استراتيجية تهدف إلى زعزعة منافسه الاشتراكي فرنسوا هولاند شخصيا. وبعد يوم على اتهامه بالتهرب من الحوار، رد هولاند على ملاحظات ساركوزي، ووصفها بالتبجح. ونقلت صحيفة «لو فيغارو» اليمينية أمس عن أحد مستشاري ساركوزي قوله: «سنلجأ إلى طرق بغيضة» بعد النتائج التي أفرزتها الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة. وأكدت الصحيفة استنادا إلى مقربين من الرئيس المرشح إلى ولاية ثانية، أن «كل الضربات مسموحة» من الآن وحتى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في السادس من مايو (أيار). وأكدت الصحيفة أنه يبدو أن الرئيس المرشح قال للمقربين منه «يجب إنهاك هولاند كما أنهكوني». وينوي ساركوزي التركيز على افتقار خصمه إلى الخبرة رغم أنه فاز في عدة انتخابات وقاد الحزب الاشتراكي طيلة 11 سنة لكنه لم يتول أبدا منصبا وزاريا.

ويتوقع ساركوزي أنه سيتفوق بكثير على هولاند في المناظرة التلفزيونية التقليدية التي تجمع المرشحين إلى الدورة الثانية، حتى أنه اقترح منذ مساء الأحد بعد الدورة الأولى إقامة 3 مناظرات متلفزة لكن معسكر هولاند سارع إلى رفض هذا الطلب.

ويبدي ساركوزي كثافة كبيرة في الهجمات التي يشنها على منافسه الاشتراكي. وفي تصريح أدلى به الاثنين للصحافيين أمام مقر حملته الانتخابية، قال ساركوزي مخاطبا خصمه «الآن يجب أن نتناقش أمام الفرنسيين، مشروعا مقابل مشروع، شخصية مقابل شخصية، وخبرة مقابل خبرة، من حق الفرنسيين أن يعلموا ويجب على هولاند أن لا يتهرب». ويزيد المقربون من الرئيس في الهجوم متحدثين عن «الخوف» الذي سيصيب المرشح الاشتراكي. ورد هولاند أمس في حديث نشرته صحيفة «ليبيراسيون»، باحثا عمدا عن البقاء في موقع مختلف تماما، قائلا: «هذا هو نيكولا ساركوزي، دائما يتبجح». وبشأن المناظرة التلفزيونية التي ستجري في الثاني من مايو، قال: إنه سيواجهها «بهدوء كبير». وقال: «أعتقد أنه يجب أن تكون لحظة ارتقاء. إن المرشح المنتهية ولايته يريد الملاكمة لأنه ليس له خيار آخر. إنه كالعداء الذي تأخر ويريد أن يمسك الذي يسبقه من قميصه»، بينما يريد هو أن «يكون هجوميا من دون السقوط في فخ معركة مصارعة».

ومنذ بداية الحملة الانتخابية، التزم المرشح الاشتراكي الهدوء أمام هجمات اليمين الذي يستغل أيضا ما اشتهر به هولاند بين زملائه الاشتراكيين من أنه رجل ضعيف غالبا ما يكون غامضا ومترددا في اتخاذ المواقف. وقد نجح حتى الآن في هذا الموقف الهادئ أمام الانتقادات. وتوصل إلى لم شمل الاشتراكيين من حوله وفاز الأحد الماضي بالدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بنسبة 28.63% من الأصوات مقابل 27.18% لساركوزي. وهو في وضع موات للفوز عليه في الدورة الثانية.

وبقي أمام الرئيس المنتهية ولايته 10 أيام لتحقيق ما توقعه عندما قال في نهاية مارس (آذار) الماضي لصحافي من صحيفة «لوموند»: «سأفوز وسأقول لك لماذا؟ لأنه (فرنسوا هولاند) سيئ وبدأ ذلك يظهر. هولاند لا يساوي شيئا». غير أن ساركوزي نفى تلك التصريحات بعد أيام ثم عاد وقال: «سأقضي عليه».