أحزاب «التكتل الإسلامي» بالجزائر تتوقع الفوز في الانتخابات وتشكيل الحكومة

قادتها: سنحتل المرتبة الأولى إذا ما جرى الاقتراع في إطار الشفافية والديمقراطية

TT

أعلنت 3 أحزاب إسلامية جزائرية، شكلت حلفا تحسبا للانتخابات التشريعية المقبلة، أنها أعدت برنامجا حكوميا استعدادا لتشكيل حكومة يتوقعون أنهم سيمثلون فيها الأغلبية. وقال أحد قادتها «لن يحول بيننا وبين الريادة إلا التزوير». وجاء ذلك ردا على وزارة الداخلية التي هونت من فوز محتمل للإسلاميين.

وقال قادة «تكتل الجزائر الخضراء»، وهم أبو جرة سلطاني، رئيس «حركة مجتمع السلم»، وفاتح ربيعي، أمين عام «حركة النهضة»، وحملاوي عكوشي، أمين عام «حركة الإصلاح»، أمس في مؤتمر صحافي عقدوه بالجزائر العاصمة، إنهم يفكرون «جديا في تشكيل حكومة من الآن»، تحسبا للانتخابات التشريعية التي ستجري في العاشر من مايو (أيار) المقبل.

وقال ربيعي إن «التكتل سيحتل المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية إذا ما جرت في إطار الشفافية والديمقراطية».

أما سلطاني فقال: «حسب مجريات الحملة الانتخابية (التي دخلت أمس الثلاثاء يومها العاشر) لا يحول بين تكتل الجزائر الخضراء والمركز الأول في الانتخابات التشريعية إلا التزوير».

ويتردد على ألسنة القادة الإسلاميين الثلاثة منذ أسابيع أن أصوات مناضلي أحزابهم وأنصارها والمتعاطفين معها ستتعرض للتزوير، لصالح ما يعرف بـ«حزبي السلطة» (جبهة التحرير والتجمع الديمقراطي). ويعتقد هؤلاء، جازمين، بأن الجزائر لن تشكل الاستثناء عن مصر وتونس والمغرب حيث فاز الإسلاميون بأغلبيات مريحة في الانتخابات التشريعية. ورد وزير الداخلية دحو ولد قابلية أول من أمس، على الإسلاميين بقوله: «إن الذين يتحدثون عن التزوير يبررون فشلا مرتقبا في الانتخابات». وقلل الوزير في وقت سابق من احتمال فوز الإسلاميين بنتيجة عريضة في الاستحقاق الانتخابي، قائلا: إن «الجزائر لا تشبه بالضرورة بلدانا أخرى».

ومن جانبه، ذكر عكوشي أن «تجاوب المواطنين مع المظاهرات التي نظمناها كان غير مسبوق». وحول الأسباب التي دفعت «التكتل الأخضر» إلى هذا التفاؤل الكبير، قال سلطاني: «نحن تجاوزنا مرحلة سبر الآراء وانتقلنا إلى المعاينة الميدانية»، في إشارة إلى أن قادة «التكتل» وجدوا الترحيب بالولايات التي زاروها.

يشار إلى أن الحملة الانتخابية شهدت فتورا من جانب الجزائريين. ففي بعض الأحيان اضطر قادة أحزاب إلى إلغاء تجمعات بسبب خلو القاعات المخصصة للحملة من المهتمين بخطاباتهم. ونزل «التكتل الإسلامي» خلال الأسبوع الأول من الحملة في 17 ولاية (من أصل 48) نظم فيها 19 تجمعا شعبيا و76 لقاء حواريا.

وتعرض القادة الثلاثة إلى الرشق بالحجارة في ولايتين هما عنابة بالشرق والمدية بالجنوب. واتهم سلطاني «جهات» دون تسميتها، بـ«دفع المال لشباب متذمر من الأوضاع الاجتماعية بهدف الاعتداء علينا». فيما قال عكوشي إن «كثيرا من المواطنين يخلطون بين الأحزاب والسلطة. فقد تعاملوا معنا في بعض الأحيان على أننا سلطة وهم لا يدركون أننا لا نملك سلطة اتخاذ القرار».

وانتقدت «اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات البرلمانية»، الأحزاب الثلاثة على أساس أنها استعملت المسجد منبرا للدعاية الانتخابية. لكن سلطاني نفى ذلك، ودعا إلى «عدم تحزيب المسجد والمدرسة والثكنة والقضاء والإدارة».