80 ألفا يوجدون في سجون المغرب.. ومساع للحد من الاكتظاظ فيها

مدير عام المؤسسة السجنية يعلن عن سجون جديدة طور البناء أقرب ما تكون لفنادق.. وتخصيص 200 غرام من اللحم لكل نزيل شهريا

TT

كشف مسؤول حكومي مغربي أن عدد السجناء في بلاده يتراوح ما بين 75 و80 ألف سجين، مشيرا إلى أن نسبة الذكور منهم تزيد على 97 في المائة، بينما يمثل السجناء الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و50 سنة نسبة 87 في المائة.

وقال حفيظ بن هاشم، المدير العام لإدارة السجون، إن عدد السجناء ارتفع بنحو 5600 سجين خلال السنوات الأربع الأخيرة، مشيرا إلى أن العدد انخفض عام 2009 عندما أصدر الملك محمد السادس وقتها عفوا عما يقارب 17 ألف سجين.

وتثير وضعية السجون في المغرب انتقادات بسبب ظاهرة الاكتظاظ، وعدم الفصل بين السجناء حسب خطورة الجرائم المرتكبة، وانتشار المخدرات داخلها. لكن بن هاشم، الذي كان يتحدث أول من أمس أمام لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية) بمناسبة مناقشة الميزانية الفرعية لإدارة السجون، قال إن الأمور تتحسن.

ولمواجهة ظاهرة الاكتظاظ التي تعرفها السجون، قال بن هاشم إن إدارة السجون عمدت إلى الرفع من المساحة الإجمالية المخصصة لإيواء السجناء، حيث ارتفعت من 83 ألف متر مربع إلى 106 آلاف متر مربع، أي بزيادة 30 في المائة، وأوضح أن المساحة المخصصة لكل سجين كانت 1.4 متر مربع عام 2008 ووصلت إلى 1.64 متر مربع عام 2011، مشيرا إلى أنه تم تشييد 7 سجون جديدة في عدد من المدن، وتوسيع 5 أخرى، مشيرا إلى أن 3 سجون جديدة ستشيد خلال السنوات الثلاث المقبلة. وعبر بن هاشم عن اعتقاده أن هذه السجون شيدت بمواصفات حديثة، وزاد قائلا «هناك من انتقد هذا التوجه واعتبر أن السجون تحولت إلى فنادق من طراز 5 نجوم»، على حد تعبيره.

وبشأن حجم النفقات المتعلقة بوجبات الأكل للسجناء، قال بن هاشم إنها انتقلت من 108 ملايين درهم (13 مليون دولار) عام 2008 إلى 331 مليون درهم (42 مليون دولار) سنة 2011، حيث ارتفع معدل المبلغ اليومي المخصص لتوفير الوجبات لكل سجين من 5 دراهم (أقل من دولار) عام 2008 إلى 14 درهما (1.75 دولار) خلال العام الماضي.

واستدل بن هاشم على تحسن جودة الأكل في السجون بأن السجين كان يتناول 150 غراما من اللحم 4 مرات في الشهر عام 2008، أما في 2011 فأصبح يتناول 200 غرام من اللحم، بمعدل 8 مرات في الشهر، وانتقل عدد البيضات التي كانت تمنح للسجين من بيضة واحدة في الأسبوع إلى 3 بيضات في الأسبوع خلال الفترة نفسها، بيد أنه أقر بأن أكل السجناء لم يصل إلى المستوى المطلوب بسبب قلة الطباخين المتخصصين في الطبخ الجماعي، وبالتالي فإن أسر السجناء ما زالوا يحملون «قفة» (سلة) الأكل إلى أقاربهم المسجونين، الأمر الذي يتسبب في مشاكل عدة منها إدخال المخدرات وآلات حادة إلى السجون، وهو ما يتسبب بدوره في دخول أسرة بأكملها إلى السجن، إذا ما ضبطت تلك الممنوعات لديها. واقترح بن هاشم في هذا الصدد أن يتم التعاقد مع شركات متخصصة لإعداد وجبات السجناء.

وعلى صعيد آخر، قال بن هاشم إنه حصل تحسن على مستوى الخدمات الصحية داخل السجون، بحيث إن عدد المصحات بلغ 43 مصحة في العام الماضي.

وبشأن مسألة فرض الأمن والانضباط، قال بن هاشم إن إدارة السجون حدت من ظاهرة فرار السجناء التي كانت تتم بطريقة مثيرة وبشكل جماعي، وتمس بسمعة البلد، مشيرا إلى أنه تمت تعلية الأسوار، وتكثيف المراقبة على السجناء بحيث أصبح هناك حارس لكل 11 سجينا، لكنه أشار إلى أنه رقم بعيد عن المعدل العالمي، الذي يفرض وجود حارس لكل 3 سجناء.