رابطة الصحافيين السوريين احتفلت بيوم «المواطن ـ الصحافي»: مراسلون من أجل الحقيقة

أحصت أسماء مواطنين استهدفهم النظام خلال تصويرهم الأحداث الميدانية في سوريا

طابعان بريديان يحملان صورتي الصحافي الفرنسي رومي أوشليك، ومراسلة «التايمز» اللندنية ماري كلفين، اللذين قتلا على يد القوات السورية في مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

أحيت «رابطة الصحافيين السوريين»، المندرجة في إطار الحراك السوري الثوري أول من أمس، يوم «المواطن - الصحافي» وفق ما سمته «روزنامة الثورة السورية»، مجددة إدانتها التعرض لمواطنين دفعوا حياتهم ثمنا لنقل حقيقة ما يجري في سوريا إلى العالم أجمع منذ أكثر من عام، في ظل التعتيم الإعلامي الذي يمارسه النظام على وسائل الإعلام كافة.

وقالت الرابطة في بيان أصدرته إن «حالات استهداف الصحافيين المصورين والمراسلين هي حالات تدينها كل التشريعات والقوانين الدولية، واليوم بات واضحا وجليا الاستهداف المقصود من قبل النظام لهؤلاء المصورين، وبات واجبا على العالم أن يدين قتلهم المقصود وأن يعتبرهم صحافيين ينقلون الحقيقة على أرض الواقع ضمن مواثيق حماية الصحافيين التي وضعتها الاتفاقيات الدولية». وعددت أسماء مواطنين قتلوا أثناء قيامهم بتصوير الأحداث الميدانية في مناطق عدة، هم: مصور حي باب سباع سمير شلب الشام (14 الجاري)، والناشط الصحافي خالد محمود قبيشو الذي أعدم ميدانيا ودهس رأسه بدبابة، والمصور والناشط فرزات جربان (19 نوفمبر/ تشرين الثاني)، ومصور بابا عمرو رامي السيد (27 ديسمبر/ كانون الأول)، والصحافي شكري أبو برغل (2 يناير/ كانون الثاني)، والمصور أحمد عبد الله فخرية (14 الجاري)، والصحافي المواطن محمد عبد المولى الحريري الذي قتل تحت التعذيب (17 الجاري)، والناشط الإعلامي علاء الدين حسن الدوري (14 الجاري) ومعه مصور باب سباع في حمص أنس الحلواني.

ورأى عضو رابطة الصحافيين السوريين هيفيدار ملا لـ«الشرق الأوسط» أنه كان للثورات العربية الممتدة في باقي الدول العربية دور كبير ومؤثر، وإفادة للناشطين السوريين في تغطية الأحداث ونقلها عبر الوسائل المتاحة مثل الـ«فيس بوك» والـ«يوتيوب» و«تويتر»، وقد أثبت السوريون بجدارة قدرتهم على نقل الحدث بدقة عالية حتى بات لصحافة المواطن، والتي تعتبر صحافة ناشطين عامية أو تشاركية تتطلبها الظروف، الناقل الوحيد للحدث، حتى لأكبر المحطات والوكالات العالمية.

وقال: «منذ اليوم الأول للثورة السورية، قام أبطال درعا بنقل الحقيقة خصوصا بعد أن انحاز الإعلام الرسمي لجهة السلطة ومحاولته تزييف الأخبار وحجب الحقيقة عن العالم كله، إلا أن طرق التواصل الحديثة التي اعتمد عليها الشباب السوري كانت لهم بالمرصاد، وربما كانت هذه الحقائق المنقولة جزءا كبيرا وأساسيا في كشف الحقيقة للعالم، الذي منح اهتماما عاليا متابعة الشأن السوري».

وشدد على أنه «بات لزاما منح المواطن الصحافي الذي حمل كاميرته ناقلا للحقيقة، وأصبح في عصر السرعة مراسلا ومصورا يجازف بحياته من أجل إيصال المعلومة، اهتماما أكبر»، مشيرا إلى أن «هؤلاء يضحون بأنفسهم وحياتهم في سبيل إظهار الحقيقة، ما يتطلب من المنظمات العالمية كافة تسليط الضوء على عملهم ومنحهم صفة المراسل الصحافي أو الصحافي المواطن».

وكانت رابطة الصحافيين السوريين أشارت في بيانها الذي أصدرته أمس إلى أنه «مر أكثر من عام على الثورة السورية وما زال هذا النظام يقتل ويسفك دماء أبناء شعبه من دون رقيب أو حسيب»، لافتة إلى أنه «بات معلوما أن أحد عوامل استمرارية هذه الثورة في ظل التعتيم الإعلامي ومنع دخول الوكالات والمحطات العالمية يعود الفضل فيه إلى أبناء الشعب السوري الذين خرجوا من رحم هذه الثورة كصحافيين مصورين ومراسلين هواة استطاعوا نقل الحقيقة والواقع لكل العالم كي لا تبقى الرواية الرسمية الموالية الكاذبة وحدها المسيطرة».

واعتبرت أن «روح هؤلاء الشباب وإيمانهم الثوري قد نجحت بهز رواية النظام الكاذبة وترسانته العسكرية من خلال فضح ممارساته، وذلك عبر سلاحهم الوحيد المتمثل بكاميرات تكون عين الثورة والحقيقة، بل وعين الشعب السوري في نقل حقيقة حراكهم».

وجددت إدانتها لحوادث «قتل المواطنين الصحافيين من أبناء الشعب السوري»، معتبرة إياهم «ناقلين للحقيقة وإعلاميين في ظل عدم السماح للصحافة العربية والعالمية بالدخول إلى سوريا». وطالبت «المنظمات الصحافية والحقوقية والعالمية كافة بتسليط الضوء على هذا الانتهاك الواضح بحق هؤلاء الصحافيين واعتبارهم مراسلين في نقل الحقيقة».