الإسلاميون يؤكدون مقتل عدد من قيادييهم في معارك داخل سوريا

عمر بكري: عدد من المجاهدين اللبنانيين دخلوا سوريا مؤخرا لدعم الثوار

TT

أكد الداعية الإسلامي السلفي الشيخ عمر بكري مقتل القياديين البارزين في تنظيم «فتح الإسلام» عبد الغني جوهر ووليد البستاني في المعارك الحاصلة في سوريا بين قوات الأمن والناشطين، لافتا إلى أن «خبر مقتلهما تأكد بعد وروده رسميا على المواقع الجهادية الرسمية للإسلاميين عبر شبكة الإنترنت، التي تعد الأخبار المنشورة فيها مؤكدة وموثقة».

وأوضح بكري أن الخبرين نشرا على موقع «منتدى الشموخ الإسلامي» الذي يستمد أخباره من «مركز الفجر للإعلام» الذي يعتمد عليه الإسلاميون، مشيرا إلى أن «نشر هذين الخبرين على هذه المواقع يؤكد أنه تم توثيقهما من قبل الإخوة في الداخل السوري».

وبينما كشف بكري عن ورود خبر مؤكد على هذه المواقع يفيد بـ«دخول عدد من المجاهدين اللبنانيين مؤخرا لدعم الثوار السوريين»، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «معظم هؤلاء من المطلوبين من قبل السلطات اللبنانية دخلوا إلى سوريا من شمال لبنان أو من منطقة المصنع أو من العراق». وأضاف: «نشك أن يكون لهؤلاء مرجعية في الداخل السوري لأننا نسمع عن كثير من التخبط في العمليات التي يقومون بها أدت إلى استشهاد عدد منهم».

وكانت مجلة «تايم» الأميركية أعلنت عبر موقعها الإلكتروني أن «أحد كبار قادة تنظيم (فتح الإسلام) عبد الغني جوهر توفي بانفجار في مدينة القصير السورية يوم الجمعة الماضي». ونقلت المجلة عن «الشيخ أسامة الشهابي، مؤسس التنظيم، تأكيده خبر وفاة جوهر»، كما قامت بمقابلة عبر «سكايب» مع من وصفته بأنه أحد المقاتلين إلى جانب جوهر يدعى «أبو علي»، أوضح أن عبد الغني جوهر كان وصل إلى مدينة القصير السورية قبل أسبوعين من مقتله، برفقة مجموعة مؤلفة من 30 عنصرا، مردفا: «كان جوهر يعد قنبلة تستهدف وحدة من الجيش السوري النظامي تستعد لدخول منطقة قريبة من مدينة حمص يسيطر عليها الثوار، عندما انطلق الصاعق قبل أوانه فقتل على الفور».

بدوره نفى قائد المقر العام لحركة فتح في لبنان منير المقدح المعلومات التي تحدثت عن مقتل جوهر داخل حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة، وأن الهدف من تسريب خبر مقتله في بلدة القصير السورية المحاذية للحدود اللبنانية هو تضييع البوصلة، وله أسبابه الأمنية الخاصة بعمل «فتح الإسلام» والتنظيمات الأصولية، وأبرزها عدم لفت الأنظار مجددا إلى مخيم عين الحلوة. وقال المقدح لـ«الشرق الأوسط»: «لا شيء لدينا في هذا الإطار، ولو قتل جوهر داخل المخيم لكنا أول من علم بالموضوع لأن مساحة المخيم ككل لا تتخطى الكيلومتر المربع الواحد».

وكان أحد المواقع الجهادية نعى وليد البستاني المطلوب بجرم قتل جنود من الجيش اللبناني في اليوم الأول لمعارك نهر البارد، والذي فر من سجن رومية عام 2010،، قائلا: «نزفّ إليكم استشهاد البطل ابن طرابلس الشام الذي فر من سجن رومية (في عام 2010) الشهيد وليد البستاني، نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا، لبى أخونا نداء العفيفات الطاهرات في سوريا. فلله دره وعلى الله أجره. لم يرضَ بالسلمية والدنية وإنما حمل البندقية». بالمقابل أعلنت صفحة «شبكات أخبار سوريا المتحدة» على موقع «فيس بوك» المحسوب على النظام السوري في وقت سابق «مقتل وليد البستاني على يد حماة الديار في سوريا الأسد»، لافتة إلى أن «وليد البستاني من طرابلس (باب التبانة) فر من سجن رومية في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 2010، وكان أمير خلية تتألف من شبان من مدينة طرابلس في الداخل السوري».

ويتهم القضاء اللبناني القيادي في تنظيم «فتح الإسلام» عبد الغني جوهر (أبو هاجر) بتنفيذ التفجير الذي استهدف الجيش في محلة التل في طرابلس في 13 أغسطس (آب) 2008، وأدى إلى مقتل 10 عسكريين و3 مدنيين. كما تعتبره السلطات اللبنانية المخطط لـ«متفجرة البحصاص» التي استهدفت حافلة للجيش في طرابلس وأدت إلى مقتل 4 عسكريين ومدنيين اثنين في 29 سبتمبر (أيلول) من العام نفسه. كذلك يتهم بزرع عبوة ناسفة لم تنفجر على طريق مطار القليعات لاستهداف قائد الجيش العماد جان قهوجي. وهو متهم بالتخطيط لقتل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وبقتل صاحب محل لبيع المشروبات الروحية في العبدة.

أما في سوريا فإن جوهر ضالع في تفجير «القزاز» الذي وقع في إحدى ضواحي دمشق في سبتمبر 2008، وأدى إلى وفاة 17 شخصا وجرح 14 آخرين.