رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر: مهمة المراقبين لن تنجح

العميد الركن الشيخ: نسبة انشقاقات الضباط ارتفعت خلال الشهر الماضي بنسبة 100%

العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ والكولونيل أحمد حميش يوجه فريق بعثة المراقبين أثناء مغادرتهم الفندق بدمشق أمس (رويترز)
TT

أكد العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، أن مهمة المراقبين الدوليين في سوريا لن تنجح أبدا»، وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» أمس «أبدا لن تنجح، لأن طبيعة النظام مركبة على العقلية الأمنية»، وأن النظام إذا التزم بعدم إطلاق النار وإذا ما سمح بالتظاهر السلمي فإن ملايين السوريين سينزلون للشوارع. وأضاف «نظام الأسد قائم على البطش، وأدخل البلد إلى نفق اللاعودة، إما الحياة أو الموت، من خلال قمعه للشعب.. ولن يتغير الوضع».

كما قال الشيخ إن الحكومة السورية استهزأت بالجامعة العربية لأنها لم تكن تمتلك آلية لتجبر النظام على تنفيذ مبادراتها. وأوضح أنها لن تلتزم أيضا بمبادرة كوفي أنان «لأن أي حركة لوقف إطلاق النار تعني سقوط النظام في سوريا، وهو يلعب على الزمن والمجتمع الدولي بالألفاظ، زاعما أن هناك عصابات مسلحة إرهابية تقاومه». وقال إن عدد المراقبين المزمع إرسالهم لسوريا، والذي يقدر بـ300 مراقب، قليل ولا يكفي. وأوضح «البوسنة التي هي بحجم حمص أرسلوا لها 3 آلاف، ونرى أن 300 غير كاف، ونتمنى رفع العدد كما طالب المجلس الوطني».

وحول التزام الجيش الحر بقرار إيقاف إطلاق النار قال إنه حاول الالتزام قدر الإمكان لكن «في بعض المناطق يجبرنا النظام على الرد للدفاع عن النفس». وأضاف «نحن نريد لمهمة أنان أن تنجح، ونعطي تعليمات بضبط النفس، لكن للأسف ما يحصل عكس ذلك، ويجبرنا على الرد». وشرح «في اجتماعي مع ناصر القدوة قلنا نحن جاهزون، وإذا ما التزم النظام فسنقوم أوتوماتيكيا بالالتزام، لكن نبهناه إلى أن النظام سيطلق النار، وسيخرق الهدنة.. الغرب ومن خلال الأقمار الصناعية، ونحن في عصر (الديجيتال)، يدرك تماما بالضبط ما يحدث بالداخل».

وحول الانشقاقات على مستوى القيادات في الجيش السوري قال رئيس المجلس العسكري السوري الأعلى «لم تتوقف الانشقاقات، وبالنسبة للرتب العليا يكون العمر له دور، فأغلبهم من أعمار تكون لهم فيها عائلة كبيرة من أولاد وأحفاد ولا يتسنى غالبا جمعهم وتهريبهم للخارج، وهذا أصعب ما يواجهونه، ولو هناك مناطق آمنة في سوريا لانشق الجميع، لكن رغم ذلك فقد ارتفعت نسبة انشقاقات الضباط خلال الشهر الماضي بنسبة 100 في المائة وزادت من الرتب الثلاث. لكن لم يعلنوا خوفا على أسرهم». وأضاف «المنشقون الموجودون في تركيا حاليا 9 برتبة جنرال و225 ضابطا من بقية الرتب، هذا فقط في تركيا، وأضعاف مضاعفة تعمل في الداخل».

وحول الحلول الممكنة لتجاوز الوضع الراهن في سوريا قال رئيس المجلس العسكري إن الحل يكمن إما في التدخل من أجل وضع آلية لإسقاط نظام الأسد من خلال مجلس الأمن وهذا لن يتحقق ما دام الفيتو الروسي موجودا، وإما التدخل العسكري. وأضاف «نحن اقترحنا ضربة جوية خاطفة من مجموعة أصدقاء سوريا، وقدمنا طلبنا خلال أعمال مؤتمرهم الذي انعقد في فرنسا مؤخرا، وقدمناه باسم المجلس العسكري، وكانت ردود الفعل (إن شاء الله) إيجابية».

وقال الشيخ أيضا إن النظام يسعى لدفع سوريا إلى نفق مظلم، مضيفا أنه لا مفر من «تدخل دولي عسكري، وكلما طال عمر الثورة تعرضت سوريا للتمزق والتشرذم وكثرت احتمالات الدخول في حرب أهلية أو دخول بعض المنظمات المتطرفة، مما قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة». وأوضح «نحن لا نرغب في هذا، ونريد اختصار الزمن. هناك مصالح للعالم تتقاطع في سوريا بما فيها أمن إسرائيل، ونريد الحفاظ على مصالح سوريا».

وحول علاقة المجلس العسكري وعناصر الجيش الحر قال الشيخ «لا أنكر أن هناك بعض الخلافات، فنحن نريد مؤسسة تمثل الجيش الحر. نحن نريد جسما عسكريا له عقيدة عسكرية بعيد عن ادعاءات النظام بأننا عصابات».

وكذب الشيخ الاتهامات التي روجها حوله النظام بأنهم عصابات، وما أشيع عنه من أنه ضد الإسلاميين، وقال «يشاع عني أنني ضد الإسلاميين.. أنا لم أكن أبدا ضد الإسلاميين، لكني ضد «أسلمة الثورة» التي يروج لها النظام لخلق نزاعات طائفية، لأن النظام أراد ترويج فكرة أن الثورة نتاج طيف واحد ويقصد السنة للتسبب في حرب طائفية بالداخل وإيهام الخارج بأن البديل عنه هو مجموعة عصابات إرهابية على غرار (القاعدة)، ويعني أن المتطرفين هم الذين سيحكمون بعده». وأكد أن ما يشيعه النظام من أن الثورة سنية غير صحيح، وقال «هي شعبية بكل امتياز، وتضم دروزا وعلويين وكل الأبناء الوطنيين».

كما تحدث الشيخ الذي قال إنه عمل في السابق لأكثر من 15 عاما داخل الجهاز الأمني للنظام عن أن الحكومة السورية تعمل على استعمال مجموعة من خريجي السجون وتدفعهم للقيام بأعمال تخريبية في المناطق السورية ثم يلقون القبض عليهم أو يقتلونهم فقط للإيحاء بأن من يقوم بالتخريب و«الجرائم» هم من الإسلاميين. كما شدد الشيخ على أنه ضد «عسكرة» الثورة التي دفع لها النظام الذي «أجبر الشعب على حمل السلاح ليصبح لديه مبرر لقتله». وأضاف «أكثر المجالس العسكرية في الداخل هي فكرتنا، ولم نخرج عن نطاق الجيش الحر كي لا يصير انشقاق. أنا أردت تنظيما يعترف به خارجيا وداخليا، وأن يكون الجيش لكل المجتمع السوري، ولكل الشعب السوري، وعندما أنشئ المجلس العسكري الأعلى فإنه أقيم خصيصا من أجل استيعاب كبار المنشقين رتبا من الجيش من أجل التأييد وتقديم خبراتهم لهيكلة الجيش الحر، ولأنني أؤمن بأننا عندما نتمكن من أن نكون اسما واحدا نقبل دوليا».