بعثة المراقبين في دوما من دون أوراق ولا كاميرات.. والأهالي يشتكون عدم مبالاتهم

عددهم ارتفع إلى 15 واستقرار 4 منهم في حمص وحماه

TT

لبى فريق المراقبين الدوليين يوم أمس طلب أهالي مدينة دوما في ريف دمشق لزيارتهم على وجه السرعة؛ للاطلاع على آثار القصف المستمر على المدينة منذ يومين، والذي يترافق مع حملة دهم واعتقالات واسعة، بحسب الناشطين في ريف دمشق.

وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «أعضاء من وفد المراقبين الدوليين زاروا مدينة دوما بريف دمشق دون مرافقة إعلامية، كما زار أعضاء آخرون أحياء حمص القديمة ودوار العباسيين في حي الزهراء باتجاه دوار القاهرة». وأضافت «الوكالة» أن «وفد المراقبين زار محافظة حماه والتقى مختلف فعالياتها، وجال في ساحة العاصي وأرجاء المدينة الأخرى، مطلعا على حقيقة الأوضاع ومستمعا إلى آراء المواطنين».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شرح عضو مجلس قيادة الثورة في دوما، محمد السعيد، تفاصيل الزيارة الثانية للمراقبين إلى المدينة، لافتا إلى أنهم لبوا طلب أهالي دوما الذين ناشدوهم دخول مدينتهم للاطلاع على الوضع الميداني وعلى آثار القصف المستمر على المدينة منذ يومين، وأضاف: «كانوا أربعة مراقبين وصلوا في فترة ما بعد الظهر حين كان القصف على أشده، وفور دخولهم توقف إطلاق النار لمدة عشر دقائق ليعود ويستأنف بعد مغادرتهم».

وأشار السعيد إلى أنهم وصلوا أولا إلى ساحة الجامع الكبير وانتقلوا بعدها إلى ساحات ملاصقة، حيث اطلعوا على كم الدمار والحرائق وآثار القصف، وأضاف: «هم لم يكونوا يحملون أوراقا ولا أقلاما، ولم يتكبدوا عناء إحضار كاميرا.. كانوا يشاهدون ولا يعلقون.. على الأقل بعثة المراقبين العرب التي كان يرأسها الدابي كانت تدون الملاحظات وتأخذ الصور من خلال هواتف خلوية، كان المراقبون العرب يطمئنون على أحوال السكان ويتحدثون معهم، أما هؤلاء فلا ينطقون بكلمة ولا يتجاوبون مع الأهالي».

وأكد السعيد أنه خلال وجود المراقبين في دوما كان صوت القصف ناشطا، وكانت المداهمات على أوجها في شارع تيسير طاه المقابل، وقال: «تجمع نحو 50 شخصا للتحدث للمراقبين قرب الجامع، إلا أن هؤلاء لم يتجاوبوا.. كانت الأسئلة نفسها تطرح عليهم: ما هو دوركم؟ لماذا نخاطر بحياتنا للتحدث معكم؟ ولكن لم يكن هناك جواب لكل الأسئلة».

ولفت السعيد إلى أن «أهالي المنطقة باتوا يترددون في النزول للشارع لمقابلة المراقبين؛ لأنهم يعلمون تماما أنهم يجازفون بحياتهم، خاصة أن الدبابات بالأمس دخلت المدينة تماما خلف المراقبين ليعود القصف على ما كان عليه صباحا»، متحدثا عن «نفوس محقونة في سوريا من ممارسات المجتمع الدولي»، وقال: «الشعب السوري بات على يقين أن دول العالم تقف إلى جانب الأسد لقتله والتآمر عليه من خلال طرحها مبادرات ليست إلا عبارة عن مهل للإمعان في قتل الناس والسعي لإخماد الثورة».

إلى ذلك نقلت يونايتد برس إنترناشيونال عن المتحدث باسم وفد المراقبين الدوليين في سوريا، نيراج سينغ، قوله: «إن مراقبين اثنين أحدهما من إندونيسيا والآخر من غانا انضما خلال الساعات الماضية إلى وفد المراقبين الدوليين في سوريا»، مضيفا «أنه يُتوقع وصول المزيد من المراقبين للانضمام إلى وفد الطليعة». وكان مصدر دبلوماسي صيني أعلن أول من أمس عن انضمام مراقبين اثنين من الصين إلى البعثة، ليصبح مجمل عدد فريق المراقبين العسكريين الدوليين المنتشرين هناك 15 مراقبا.

وفي سياق متصل أفاد سينغ بأن مراقبين اثنين استقرا في حماه، وقال: «لدينا الآن مراقبان في حمص ومراقبان في حماه، يقومون بمهامهم في تلك المنطقتين، ولدينا فريق يقوم أيضا بجولات ميدانية من دمشق».

من جانبه أبلغ أرفيه لادسو، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، مجلس الأمن بأن نشر 100 من المراقبين الدوليين على الأرض في سوريا سيستغرق نحو شهر.

ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين قول لادسو إنه سيكون في سوريا نحو 30 مراقبا بنهاية شهر أبريل (نيسان) من المراقبين الـ300 الذين دعا مجلس الأمن إلى نشرهم على الأراضي السورية، على أن يتم نشر نحو 100 من المراقبين خلال شهر.