اليمن: 10 قتلى في صفوف «أنصار الشريعة» وإخلاء العاصمة من المسلحين خلال أسبوعين

سفارة اليمن في واشنطن: مقتل المسؤول المالي في «القاعدة» خلال قصف جوي

عاملان يمنيان خلال عملهما في صنعاء أمس (أ.ب)
TT

تشتد المواجهات المسلحة في جنوب اليمن بين قوات الجيش المسنودة باللجان الشعبية ومسلحي تنظيم القاعدة في عدة مناطق من محافظة أبين، وقالت مصادر رسمية يمنية إن 10 من عناصر التنظيم قتلوا، أمس، في كمين نصبه لهم مسلحو اللجان الشعبية قرب مدينة لودر التي لم يستطع أنصار «القاعدة» اقتحامها والسيطرة عليها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

في هذه الأثناء، تؤكد مصادر محلية في أبين استمرار المواجهات العنيفة في مدينة زنجبار بين قوات الجيش وعناصر «القاعدة» الذين يسيطرون على المدينة منذ عدة أشهر وقد حولوها إلى إمارة إسلامية، وتشير بعض التقارير إلى استمرار الجيش في تطهير بعض الأحياء والمباني الحكومية في المدينة من المسلحين الذين لاذ الكثير منهم بالفرار إلى المناطق المجاورة.

وفي محافظة البيضاء المجاورة، قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الحرس الجمهوري المرابطة في عاصمة المدينة، اشتبكت مع عناصر «القاعدة» حينما حاولوا الاستيلاء على مبنى المجمع الحكومي في المدينة، في وقت قالت مصادر محلية إن أجهزة الأمن تمكنت من إبطال مفعول 3 صواريخ كانت معدة لاستهداف مبنى المحطة الكهروحرارية في مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد.

وكانت السفارة اليمنية في واشنطن قد ذكرت أن محمد سعيد العمدة الذي أدين في 2005 بالضلوع في هجوم على ناقلة النفط ليمبورغ في 2002، قتل في ضربة جوية في محافظة مأرب المنتجة للنفط يوم الأحد. ولم تحدد ما إذا كانت ضربة أميركية أم لا.

وقال مصدر أمني إن العمدة - الذي وصفته السفارة بأنه الشخصية الرابعة في قائمة المطلوبين لدى اليمن - تلقى تدريبا عسكريا تحت إشراف أسامة بن لادن في أفغانستان وكان مسؤولا عن الشؤون المالية في «القاعدة». وفي واشنطن، أشار مسؤولون أميركيون إلى وقوع هجمات جوية أخرى مماثلة ضد أهداف للمتشددين في اليمن. ويبدو أن تعاون الولايات المتحدة مع السلطات اليمنية في قضايا مكافحة الإرهاب، تحسن نوعا ما منذ تولي هادي السلطة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح في وقت سابق هذا العام.

وقال المسؤولون - الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم - إنهم على علم بتقارير عن وفاة العمدة في إحدى تلك الهجمات، لكنهم ليس لديهم تأكيد نهائي. وأشارت مصادر أميركية إلى أن الضربة الجوية التي يقول اليمنيون إن العمدة قتل فيها، شنت بواسطة صاروخ أطلق من طائرة من دون طيار تشغلها وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه).

وكانت السلطات اليمنية أعلنت مقتل قرابة 60 عنصرا من مسلحي «القاعدة» في الساعات الثماني والأربعين الماضية، في غارات جوية ومواجهات عنيفة في أبين وشبوة ومأرب، وأكدت استمرار ملاحقة قوات الجيش لفلول هذه العناصر، التي تشير التقديرات على الأرض إلى أنها على وشك إخلاء المدن التي تسيطر عليها والتي كانت شرعت في فرض إحكامها على سكانها.

على صعيد آخر، قال وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، إن لجنة الشؤون العسكرية المعنية بإعادة الأمن والاستقرار أنجزت مهامها في إزالة المظاهر المسلحة من العاصمة صنعاء، وإنها ستعمل خلال الأسبوعين المقبلين على «إخلاء بقية المجاميع التي لا تزال موجودة في العاصمة»، وقال الوزير اليمني، في اجتماع موسع للقيادات العسكرية في البلاد، إن اللجنة «ستقدم تصورا حول إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية العليا والاستفادة من الدراسات والبحوث العلمية والعسكرية التي أعدت في هذا الجانب».

وما زالت العاصمة صنعاء تشهد مظاهر مسلحة وهي من مخلفات الأزمة والحرب الداخلية التي اندلعت العام الماضي بين الأطراف المتناحرة في الساحة اليمنية، وقد قامت اللجنة العسكرية بإزالة معظم تلك المظاهر، غير أنها ما زالت منتشرة في بعض الشوارع والمباني الحكومية.

وما زال موضوع إعادة هيكلة الجيش اليمني يثير صعوبات في تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقد جرى تجاوز إحدى هذه الصعوبات بانتهاء تمرد قائد القوات الجوية والدفاع الجوي السابق، اللواء محمد صالح الأحمر، بعد امتثاله لقرار الرئيس عبد ربه منصور هادي بإقالته، في وقت ما زالت الكثير من القيادات العسكرية المقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح ترفض تنفيذ القرار بإقالتها أو بنقلها إلى مواقع أخرى، في حين يواصل المبعوث الأممي، جمال بن عمر، مساعيه لتذليل الصعوبات التي تقف أمام التسوية السياسية في اليمن.