«سفاح أوسلو» يكافح من أجل دخول السجن.. بدلاً من مستشفى المجانين

بريفيك: لو كنت جهاديا ملتحيا لما خضعت لتقييم نفسي على الإطلاق

رجل أصيب بجروح بليغة في تفجير 22 يوليو بالنرويج، ينتظر دوره للإدلاء بإفادته، خلال محاكمة بريفيك، في أوسلو أمس (إ.ب.أ)
TT

اتهم أندرس بيرينغ بريفيك الذي يحاكم لقتله 77 شخصا في النرويج، أمس، الخبراء وأطباء النفس بأنهم «اخترعوا أقوالا» بهدف تقديمه على أنه مختل عقليا. وقال بريفيك الذي حاول أمس إثبات أنه سليم عقليا ويجب أن يحكم عليه بالسجن لا وضعه في مستشفى للأمراض العقلية «إنها اختراعات بسوء نية». كما قال إنه لو كان «جهاديا ملتحيا» لما خضع لتقييم نفسي على الإطلاق.

وكان أول فحص رسمي لبريفيك، (33 عاما)، أشار إلى إصابته باضطراب نفسي وأنه غير مسؤول جزائيا، الأمر الذي نقضه تقرير ثان وضعه خبراء. ويريد اليميني المتطرف أن يثبت مسؤوليته الجزائية حتى لا يؤثر تشخيص طبي على عقيدته المعادية للإسلام. وبما أنه يعتبر أن وضعه في مستشفى للأمراض العقلية سيكون «أسوأ من الموت»، يسعى بريفيك لنقض نتائج أول فحص نفسي خضع له ويتضمن «أكثر من مائتي كذبة»، على حد قوله. وأكد الجمعة «لست حالة نفسية، بل أنا مسؤول جزائيا».

وإذا أعلن أنه غير مسؤول جزائيا، يمكن أن يدخل بريفيك إلى مستشفى للأمراض العقلية مدى الحياة. أما إذا اعتبر مسؤولا عما قام به، يمكن أن يحكم عليه بالسجن 21 عاما، في عقوبة يمكن تمديدها طالما اعتبر شخصا خطيرا. وسيعود إلى القضاة البت في مسألة سلامته العقلية في الحكم الذي يتوقع أن يصدر في يوليو (تموز) المقبل.

وكان الخبيران سين سورهايم وزتورغير هوسيبي قالا في تقرير أول في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إن بريفيك مصاب بذهان ويعاني «فصاما في الشخصية ذهانيا»، في تشخيص رأى فيه المتهم «إهانة». وبسبب الجدل الذي أثاره التقرير، أمر القضاء النرويجي بفحص آخر قام به الطبيبان النفسيان توري توريسن وإغنار أسباس، اللذان أكدا سلامته العقلية.

وكان بريفيك قدم الاثنين اعتذاراته عن قتل مارة لا انتماء سياسيا لهم، في عملية التفجير التي نفذها بأوسلو، رافضا في المقابل الاعتذار لأقرباء الشباب الذين قتلهم في جزيرة أوتويا. وفي اليوم السادس من محاكمته، قال بريفيك إنه يتعرض لـ«عنصرية خطيرة» تكمن في القول إنه مجنون لضرب الآيديولوجية التي يؤمن بها. وبنبرة صوته الهادئة، شبّه الشاب الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف والبالغ من العمر 33 عاما، مصيره بمصير الأسر التي فقدت أعزاء في المجزرة، معتبرا أنه أيضا «فقد كل شيء» في 22 يوليو 2011. وقال بريفيك متوجها إلى أقارب مارة قتلوا أو جرحوا في انفجار القنبلة التي وضعها في ذلك اليوم قرب مقر الحكومة النرويجية: «أود أن أقدم لهم اعتذاراتي. لو كنت جهاديا ملتحيا لما كنت خضعت لتقييم نفسي على الإطلاق، لكن لأنني ناشط قومي أتعرض لعنصرية خطيرة». وقال بريفيك موجها كلامه إلى أقارب الضحايا «لقد خسروا أعز ما لديهم، لكنني خسرت أسرتي وأصدقائي حتى وإن كان هذا الأمر خياريا». وقتل 69 شخصا على الجزيرة الصغيرة، في حين قتل ثمانية في انفجار شاحنة مفخخة في وقت سابق قرب مقر رئيس الوزراء العمالي ينس ستولتنبرغ، الذي كان غائبا عنه في حينها.