موسكو تحذر من أخطار الدعوة إلى إقرار المحاكم الشرعية في روسيا

محام شيشاني يهدد ببحار من الدماء في حال رفضها

TT

أدانت الأوساط الدينية الإسلامية ومعها كل الأوساط الرسمية، دعوة أحد المحامين من الشيشان إلى إقرار المحاكم الشرعية في روسيا، بينما طالبت وزارة الداخلية برفع الدعوى والتحقيق في ملابساتها. وكان داغر خاسافوف، المحامي من أصول شيشانية، طالب في حديثه إلى قناة تلفزيون «Ren.TV» بإقرار حق مسلمي روسيا في تأسيس محاكمهم الشرعية الإسلامية بدلا من المحاكم المدنية في روسيا، التي قال إنهم يرغمون على اللجوء إليها. وحذر خاسافوف من مغبة وعواقب عدم الاستجابة إلى مطالب المسلمين في هذا الشأن، مهددا بتحويل موسكو إلى بحر ميت ثان من الدماء.

وقال: «إن المسلمين الروس يعيشون في وطنهم وسيفرضون ما يناسبهم من قوانين، وإن الآخرين وافدون غرباء في أغلب الظن». وقد سارع ممثلو الأوساط الدينية الإسلامية والمنظمات الاجتماعية إلى إدانة تصريحات المحامي الشيشاني، مؤكدين تنصل مسلمي روسيا من دعوته. وقال الشيخ طلعت تاج الدين، رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا في بشكورتستان، إن مسلمي روسيا يلتزمون شأن كل أبناء الدولة الروسية بما نصت عليه بنود الدستور الروسي، ومنها ما يشير إلى فصل الدين عن الدولة. ومن جانبه، أدان الرئيس الشيشاني رمضان قادروف هذه التصريحات التي قال: «إنها وعلى ما يبدو قيلت بناء على طلب من جانب آخرين». وكانت النيابة العامة لروسيا الاتحادية سارعت إلى الاهتمام بالواقعة، بينما أشارت المصادر إلى أنها بدأت التحقيق في ملابساتها، سواء في ما يتعلق بالمحامي الشيشاني أو القناة التلفزيونية المستقلة. وقد سارعت الأحزاب السياسية وعدد من حركات المعارضة إلى استغلال الحادث لتحقيق مكاسب حزبية وذاتية. فبينما اتهم سيرغي ميتروخين، زعيم حزب «يابلوكو»، المحامي الشيشاني بمحاولة إثارة الفتنة القومية والطائفية، مطالبا بمحاسبته جنائيا - قال ألكسي نافالني، زعيم المعارضة غير الرسمية، إن مثل هذه التصريحات والدعوات نتاج طبيعي لسياسات فلاديمير بوتين، الذي حمله مسؤولية إطلاق مثل هذه الدعوات، بينما قال ساخرا إنها نتاج 12 عاما من حربه الضروس ضد «الفاشية الروسية»، في إشارة إلى فترة حكم بوتين وتساهله مع أولئك الذين ينتهكون القوانين الفيدرالية ويصوبون فوهات مسدساتهم إلى كل من يخرجن سافرات في شوارع غروزني عاصمة الشيشان. وقال إن السلطات المركزية تلاحق المعارضة في موسكو وكبريات المدن الروسية في نفس الوقت الذي تغض فيه الطرف عن ذوي التوجهات والنزعات المتطرفة.