وفد سوري «معارض» يزور موسكو والمجلس الوطني يشكك به

بينهم رجل أعمال «مرتبط بالأسد» ورئيس حزب موال له

TT

كشف عضو المجلس الوطني السوري والناطق الرسمي باسم «لجان التنسيق المحلية» عمر إدلبي في اتصال مع «الشرق الأوسط» عن «هوية» الوفد السوري «المعارض» الذي زار موسكو أمس، مؤكدا أن «هذا الوفد لا يمثل أحدا في المعارضة السورية، وله علاقة مباشرة بالنظام السوري، والشخصيات التي زارت موسكو هي على صلة بعمليات القمع من خلال علاقتها الوثيقة برجال النظام السوري وأجهزته الأمنية».

وأشار إدلبي إلى أن «الوفد الذي يضم قدري جميل وعلي حيدر وعادل ناعسة هو من ملحقات النظام السوري، حيث إن قدري جميل كان أمينا عاما لحزب الشيوعيين وشكل فيما بعد تيارا سياسيا مقربا من حزب البعث، وهو على علاقة متينة برجال النظام وأتباعه الأمنيين»، وأضاف إدلبي أن «علي حيدر هو رئيس للحزب القومي السوري الاجتماعي في شقه الموالي لنظام البعث، أما عادل ناعسة فهو أحد أركان النظام السابق». وأوضح إدلبي أن «هذه المعارضة هي من صنع النظام السوري وأجهزته الاستخباراتية»، مشيرا إلى أن «هذا العمل ليس بجديد على النظام، إذ كلما وصلت الأمور إلى نقطة إيجابية تسجل للمعارضة السورية حاول النظام خلق معارضة وهمية لدسها في الواجهة وأمام الرأي العام، وبطريقة متعاونة مع الحليف الروسي والصيني تحديدا، لتشويه عمل المجلس الوطني السوري ومعارضته فهذه المعارضة هي لمعارضة المعارضة السورية الممثلة بالمجلس الوطني ولجان التنسيق المحلية»، مؤكدا أن «الدبلوماسية الروسية والصينية تساعد بشكل مباشر في تفعيل دور هذه الوفود المدعية أنها معارضة سورية، للظهور على أنها صورة للمعارضة الفاعلة في الحوار من أجل حل سياسي سوري جامع يرضي النظام وأتباعه ويشكك في عمل المجلس الوطني السوري المعارض».

ورأى إدلبي أن هذا الوفد هو «معارضة على شاكلة النظام»، رافضا «قبوله في الإعلام وتصويره على أنه يمثل المعارضة السورية»، وموضحا أن «المجلس الوطني يرى في هذا الوفد مدعاة سخرية حيث إن أعضاءه يقبضون ويتعاونون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد ولديهم علاقات فاعلة مع أجهزته المجرمة».

وقد أكد عضو بارز في المجلس الوطني السوري في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن الوفد الزائر لموسكو هو «وفد ابتدعته المخابرات السورية من أجل التأكيد على أن الحليف الروسي متعاون ويستمع إلى آراء المعارضة وغير محرج من ذلك»، مشيرا إلى أن «جميل قدري هو رجل أعمال مرتبط بعلاقات مشبوهة مع رجالات النظام السوري، ومرتبط بشركة تجارية مع أحد ضباط المخابرات محمد كنعان، وهو وكيل شركة (نوكيا) في سوريا ولم يكن يوما في خندق المعارضة»، وقال: إن «هذه المعارضة مصنعة في مكاتب المخابرات السورية».

في المقابل، صرح قدري جميل، رئيس وفد «الجبهة الشعبية السورية للتغيير والتحرير» لدى وصوله إلى موسكو أمس، بأنه «يتوجب على المجلس الوطني السوري الابتعاد عن فكرة التدخل الأجنبي في البلاد». وأوضح أن «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير لا تتواصل مع المجلس الوطني، وأنها تدعم الحوار الوطني ولا تتواصل مع القوى غير الوطنية التي تؤيد التدخل الأجنبي». وأضاف أنه في حال إعادة المجلس النظر في موقفه ورفض فكرة التدخل الأجنبي فإن ظروف الحوار معه ستنضج. وقال: إن «ميزان القوى في سوريا يؤكد أن على الأطراف الجلوس حول طاولة الحوار»، موضحا أن «عاما على الأزمة أثبت أن الحوار هو الحل الوحيد، معيدا للأذهان أن الجبهة ومنذ البداية دعت إلى الحوار». واعتبر أن «الحديث في الوقت الحالي عن مصير بشار الأسد أمر غير ديمقراطي، موضحا أن الجبهة تفكر في مصير الشعب السوري الذي يحق له العيش بهدوء وبالإصلاحات، وفي حال ظهرت هذه المقومات فإن الشعب السوري سيقرر من سيحكمه». وأكد أنه مع وصول بعثة المراقبين الأمميين إلى سوريا فإن الوضع بدأ في التحسن ولو ببطء، موضحا أن «عدد المراقبين حاليا قليل لكن عندما سيصل إلى 300 شخص فإنهم سيلعبون دورا أكثر فعالية. وشدد على أنه بانتظار تقييمهم الموضوعي للوضع».