قوات الأمن السورية تقصف دوما وتحاصرها.. وعزل دمشق عن ريفها

مقتل 4 جراء إطلاق نار من حاجز أمني على حافلة ركاب قرب خان شيخون

دخان كثيف يتصاعد من منطقة القصور بحمص أمس (أ.ف.ب)
TT

سقط 39 سوريا برصاص قوات النظام أمس في مناطق متعددة في سوريا، أغلبهم في درعا وإدلب، كما قال ناشطون إن قصفا عنيفا جرى في مدينة الرستن في ريف حمص.

وقد واصل النظام السوري أمس عملياته العسكرية ضد مدن وبلدات عدة شهدت عمليات اعتقال ودهما وقصفا عشوائيا.

وقتل 12 شخصا على الأقل في قصف للقوات السورية النظامية، أمس، على مدينة حماه (وسط)، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان «استشهد 12 مواطنا على الأقل وأصيب العشرات بجروح إثر قصف القوات النظامية السورية لحي مشاع الطيران بمدينة حماه».

وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماه، أبو غازي الحموي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات النظامية قصفت «الحي الشعبي» قرابة الساعة السادسة والربع مساء (15.15 ت غ)، «مما أسفر عن تهدم عدد من المباني».

وأشار إلى «وجود عدد كبير من الأشخاص تحت الأنقاض». وأظهر شريط فيديو من خمس دقائق ونصف دقيقة، وزعه المكتب الإعلامي في حماه، أنقاض أبنية عدة على الأرجح، وأشخاصا يحاولون البحث بأيديهم بين الركام عن ناجين، وسط صراخ ونحيب وحالة ضياع.

وأظهر الشريط مساحة كبيرة انتشرت فيها الحجارة وقطع الأثاث المحطمة وملابس ممزقة مع بقع من الدماء، بالإضافة إلى حفرة واسعة وعميقة.

وقال شاهد موجود في المكان إن «صاروخا سقط على حي مشاع الطيران قبل أذان المغرب وخلف حفرة ضخمة، وهدم عددا كبيرا من المنازل».

وأكد أن «عدد القتلى أكبر بكثير مما هو ظاهر»، مضيفا «الوضع مأسوي، والأهالي يساهمون في عمليات الإنقاذ»، مشيرا إلى وجود سيارات إسعاف وإطفاء في المكان ووصول جرافة ورافعة قبل قليل، وسقوط عدد كبير من الجرحى. وذكر الشاهد أن لا وجود أمنيا في الحي، وأن «عناصر من الشرطة تفقدوا المكان وغادروا».

فيما عاشت مدينة دوما تحديدا في منطقة ريف دمشق نهارا طويلا، تعرضت خلاله لقصف عنيف وحصار محكم منذ ساعات الصباح الأولى، فيما اعتبره ناشطون تكرارا لسيناريو النظام باستهداف كل مدينة بعد زيارتها من قبل وفد المراقبين الدوليين. وأكد ناشطون من المدينة أن «القصف تجدد على دوما منذ مغادرة وفد المراقبين الدوليين واطلاعهم على حجم الأضرار فيها ومعاناة أهلها، لتشتد وتيرته صباح أمس، مع تعرض المدينة لقصف بالأسلحة الثقيلة بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران». وكانت قوات الأمن السورية قد طوقت المدينة بالكامل من كل مداخلها، وقطعت عنها خدمات الكهرباء والاتصالات والإنترنت.

وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن «تعزيزات عسكرية ضخمة تمركزت في سوق الهال الرئيسية في المدينة، حيث قامت القوات النظامية بإطلاق النار باتجاه شارع الجلاء». وذكرت أن «بين القتلى فتاة في السابعة عشرة من عمرها، قضت بعد أن أصابها قناص برصاصة في رأسها أثناء وجودها في منزلها».

وقال ناشطون إن المدينة شهدت أمس حركة نزوح في حيي القوتلي وحارة العرب، جراء حجم الدمار الذي لحق بالمنازل السكنية. وأفادت «لجان التنسيق المحلية» بأن «قوات الأمن السورية شنت حملة مداهمات واعتقالات في حارة الصمود واعتقلت العشرات». كما قامت بحملة مماثلة في مدينة حرستا، حيث ترافقت عمليات الدهم والاعتقالات مع إطلاق نار كثيف لترويع الأهالي.

وشهدت منطقة الرحيبة انتشارا كثيفا للجيش وقوات الأمن مع إطلاق نار عشوائي طال المنازل والمحال التجارية. كما وصلت تعزيزات أمنية إلى بلدات كفربطنا وسقبا وحمورية، وقامت قوات الأمن بحملات دهم واعتقالات واسعة، فيما قال ناشطون إنه «انتقام من الأهالي لمقابلتهم وفد المراقبين».

وقامت قوات الأمن والجيش النظامي بإغلاق مداخل مدينة دمشق وعزلها عن ريفها، ونصبت حواجز جديدة مع إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية، وقالت مصادر محلية في مدينة دمشق إنه تم تعزيز الحواجز العسكرية المنتشرة داخل المدينة وفي محيطها، مع إغلاق غالبية الطرق المارة من أمام المقرات الأمنية، كما تم عزل ريف دمشق، دوما، حرستا، سقبا، حمورية، كفربطنا، مديرة، مسرابا، زملكا، عربين، جسرين - عن المدينة، ومنع السيارات ووسائل النقل العامة من الدخول إلى هذه المناطق، ورصد نصب أكثر من تسعة حواجز على مداخل دمشق الجنوبية. وإغلاق منافذ ساحة العباسيين، والشوارع من المتحلق الجنوبي إلى حيي المزة وكفرسوسة شمال العاصمة بحواجز أمنية تقوم بتفتيش للسيارات.

وفي إدلب، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «أربعة مواطنين سقطوا إثر إطلاق النار من قبل حاجز أمني على حافلة ركاب قرب خان شيخون، في ريف إدلب». فيما اقتحمت قوات الأمن قرية سلة الزهور وشنت حملة اعتقالات في صفوف الأهالي.

وفي سراقب، أفادت «لجان التنسيق» بانطلاق مظاهرة طالبت بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تعرضت قرية فركيا في جبل الزاوية لإطلاق نار كثيف من حاجز المغارة الشرقي. في موازاة ذلك اقتحمت قوات الأمن، في وقت متأخر من ليل أول من أمس، مدينة درعا، بعد أن طوقتها من جهاتها كافة وأغلقت مداخلها وفرضت حظرا عليها، ثم قامت بعمليات دهم واعتقال مترافقة مع إطلاق رصاص لترويع الأهالي. وفي مدينة بصرى الشام، قال ناشطون إن قذائف تساقطت على المدينة وسمع صوت انفجارات وإطلاق نار كثيف أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى على الأقل. وفي محافظة حماه اقتحمت قوات الأمن السورية قرى الجوصة وعمورين والعوينة، حيث أفاد ناشطون بسرقة سيارات وآليات زراعية خاصة بمعتقلين وناشطين، إضافة إلى هدم الآبار الارتوازية وحرق عدد من الدراجات النارية.

وقالت «الهيئة العامة للثورة» إن «مدرعات ومصفحات الجيش السوري اقتحمت منذ الصباح حي الضاهرية بمدينة حماه، التي شهدت حملة دهم واعتقال واسعة». وتعرضت مدينة حمص أمس لقصف عشوائي طال مباني سكنية ومحالا تجارية عدة، ما أدى إلى قطع الكهرباء والماء عن أحياء الصفصافة وباب هود وباب الدريب وباب تدمر وباب التركمان وباب المسدود والورشة والخالدية والقرابيص وجورة الشياح وسوق الحشيش والحميدية وبستان الديوان.