الإعلان من باريس عن تشكيل «الحكومة السورية الانتقالية» برئاسة نوفل الدواليبي

لا أسماء للوزراء «لأسباب أمنية».. واشتداد الصراع على شرعية التمثيل

TT

أعلن نوفل الدواليبي، رجل الأعمال السوري المقيم في المملكة السعودية بعد ظهر أمس في باريس عن تشكيل الحكومة السورية الانتقالية برئاسته والتي لم يكشف عن أي اسم من الأسماء المشاركة فيها «لأسباب أمنية» ولوجود كافة أعضائها في سوريا. وأكد الدواليبي في مؤتمر صحافي عقده في أحد الفنادق الباريسية أن هذه الحومة تحظى بدعم من دول خليجية وأخرى أوروبية وأميركية وعن وعود بمساعدات مالية من أطراف مختلفة ناهيك عن أفراد وشركات سورية ودولية.

ودعا الدواليبي الذي هو ابن معروف الدواليبي، الذي كان وزيرا ورئيسا للوزراء في سوريا قبل وصول «البعث» إلى السلطة وبعدها مستشارا في الديوان الملكي السعودي، أنه يأمل باعتراف دولي بحكومته واعدا بالكشف عن تفاصيل الأسماء في وقت لاحق. ووصف وزراءه الـ35، في بيان مكتوب قرأه في مستهل المؤتمر الصحافي بأنهم «يتحكمون بالحراك الثوري في الداخل». وأعلن الدواليبي كذلك أنه سيتم تعيين سبعة «مساعدين» لرئيس الحكومة يهتمون بالشؤون المالية والعسكرية وشؤون التنمية والإعلام والتنسيق والأديان. أما السبب وراء عدم وجود مسؤول عن الشؤون الخارجية فعزاه الدواليبي إلى أنه شخصيا سيتولى الشؤون الخارجية.

وعزا الدواليبي الذي كان محاطا بمشعل الطحان، عن ائتلاف القبائل والعشائر السورية ومحمد الشقير، ممثل الجيش السوري الحر وداود جمعة، ممثلي اتحاد الشباب الكردي والدكتورة ليلي الأحدب من المجتمع المدني، شرعية الحكومة التي وصفها بأنها «هيئة تنفيذية» لكونها تمثل مطالب الشعب السوري والثوار ولكون الشعب «يعترف بها» باعتبارها «الحل الملائم للخروج من الوضع الراهن». وأضاف الدواليبي أن هذه الحكومة «جاءت بتكليف من جزء كبير من الشعب» مشيرا إلى الدعم الذي تلقاه من ائتلاف القبائل السورية الذي «يمثل 40 في المائة من الشعب السوري» ومن الأكراد ومن الحركات والهيئات الفاعلة ميدانيا ومنظمات الداخل (لم يذكر أي منظمة)، فضلا عن الدعم الذي تحظى به من الجيش السوري الحر.

وردا على البيان الذي أصدره العقيد رياض الأسعد أول من أمس وفيه نفى علاقته بالدواليبي والحكومة المعلنة، رد محمد الشقير بأن الأسعد «معذور» لأنه «خاضع لضغوط». وأبرز الشقير رسالة من قائد الجيش السوري الحر وصورة عن هويته وأكد أنه يملك تسجيلا منه سيذيعه في حال دعت الحاجة. وأكد الدواليبي أن الجزء السوري الحر منقسم إلى «أطراف كثيرة» وأن «الكثيرين منه» يؤيدون الحكومة الإنتقالية داعما ذلك ببث مقاطع فيديو من العميد فايز قدور عمرو والعقيدين عمار عبد الله الواوي والمقدم المظلي حمود ومن أبو الوليد، قائد كتيبة زيد بن ثابت.

ويبدو النزاع على شرعية التمثيل خصوصا مع المجلس الوطني السوري الذي يقوده الدكتور برهان غليون على أشده. ويؤكد الدواليبي أن المجلس الوطني، رغم الدعم الدولي الذي يلقاه وكما تبين في مؤتمري أصدقاء الشعب السوري في تونس ثم في اسطنبول، هو «أقلية الأقليات» وأنه أعطي فرصة من سبعة أشهر ليظهر أنه «يمثل المعارضة ويحمل مطالبها لكنه فشل في ذلك والوضع زاد تدهورا». وأكد الدواليبي أن الحكومة الإنتقالية ستحظى بالاعتراف بها وسيتكاثر الذين يدعمون قيامها في الأيام والأسابيع القادمة.

ورفض الدواليبي القول إن تشكيل الحكومة من شأنه زيادة انقسامات المعارضة المنقسمة أصلا وإسداء خدمة للنظام السوري بقوله إن الحكومة الإنتقالية «جاءت بالبديل عن الوضع الراهن وإلا فما هو البديل عن استمرار القتل؟». ودعا رئيس الحكومة الإنتقالية إلى تدخل عسكري دولي مباشر وحتى من خارج إطار مجلس الأمن الدولي وذلك بالاستناد إلى المادة 51 من شرعة الأمم المتحدة محملا الأسرة الدولية مسؤولية استمرار العنف والقتل.

ونفى الدواليبي أن تكون الحكومة الجديدة مرتبطة بأي جهة خارجية «بعكس الهيئات المعارضة الأخرى» في إشارة إلى المجلس الوطني السوري. وأكد الشقير أن لديه «أدلة» تبين علاقة «معارضات الخارج بأجندات وارتباطات خارجية».