«آفاز» تعلن بناء النظام السوري جدار إسمنتي حول بابا عمرو

الجيش الحر يعتبره عزلا للمناطق الثائرة تمهيدا لاستخدام الأسلحة المحرمة ضدها

TT

أعلنت منظمة «آفاز» عن «قيام الجيش السوري النظامي ببناء جدار إسمنتي عملاق حول حي بابا عمرو السوري لعزله كليا عن باقي مناطق مدينة حمص التي تعد منكوبة». وكشفت المنظمة في تقرير نشرته أمس أنها تملك «كل المعلومات والصور العائدة لهذا لجدار الإسمنتي الضخم الذي شيد في الأيام الأخيرة حول كامل حدود حي بابا عمرو الذي كان مضطربا سابقا، والذي أنشئ من أجل عزله عن بقية المدينة»، مشيرة إلى أن «النظام السوري ما زال مبقيا على سيطرته الكاملة على بابا عمرو الذي كان معقلا للمعارضة السورية في وقت سابق من هذا العام». ونقل تقرير المنظمة عن أحد السكان قوله: «إن وحدات الجيش (السوري النظامي) طوقت بابا عمرو بالتزامن مع أعمال بناء هذا الجدار ولم يبقَ سوى ثلاثة مداخل للحي تستخدمها قوات النظام التي تدخل وتخرج منه وإليه عبرها». وأضاف: «نحن لا نعرف لماذا بنوا هذا الجدار، وبدا الأمر وكأننا نعيش في فلسطين!».

وتعليقا على هذا التقرير أعلن المقدم المظلي في الجيش السوري الحر، خالد يوسف الحمود، أن «النظام السوري بدأ باعتماد سياسة عزل المناطق السورية بعضها عن بعض، لأنه بات عاجزا عن ضبط الشارع المنتفض في وجهه». وقال الحمود لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كجيش حر كانت لدينا معلومات بأن الجيش النظامي بدأ يحفر خنادق حول بابا عمرو والخالدية وغيرها من المناطق من أجل محاصرة الناس في داخلها وخوفا من دخول الثوار إليها مرة جديدة، ولكن ليست لدينا معلومات أكيدة عن بناء مثل هذا الجدار، وقد يعمد النظام إلى هذا الأسلوب سواء الآن أو في وقت آخر».

وردا على سؤال عن الهدف من جدار كهذا في حال صحة هذا التقرير، أجاب: «قد يكون مقدمة لعزل منطقة تلو الأخرى، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا ضد الناس الذين لا يزالون بداخلها، كما فعل منذ أيام واستخدم غاز الأعصاب في بعض المناطق الثائرة»، مشيرا إلى أن «الجيش النظامي يقوم منذ أيام بحفر خنادق حول مدينة حماه وفي محيط جبل الزاوية لإحباط عمليات نزوح جديدة من هذه المناطق باتجاه تركيا، باعتبار أن فرار المدنيين من المناطق السورية إلى الداخل التركي أضحى أخطر من تهريب الهيروين بالنسبة لهذا النظام».

من جهته أوضح عضو المجلس الوطني السوري أديب الشيشكلي أنه ليس لديه معلومات رسمية عن هذا الموضوع، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أعرف أن (آفاز) تتمتع بمصداقية عالية، ولكن لا أملك معلومات سواء على الصعيد الشخصي أو على صعيد المجلس الوطني في هذا الخصوص، ولم يفِدنا أي من الناشطين الذين نتواصل معهم يوميا في حمص بأي شيء من هذا القبيل»، مشيرا إلى أن «هناك حفرا للخنادق حول أحياء حمص ومناطق أخرى منذ وقت ليس بقصير».