الصدر: لا بد من إنهاء سياسة الإقصاء والتهميش

قال من أربيل: لا وجود لإسرائيل في العراق.. فهذا الكيان غاصب

مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان خلال استقباله لمقتدى الصدر في مطار أربيل أمس بحضور نجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم وفؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم (أ.ف.ب)
TT

وصل إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، أمس مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في أول زيارة له للإقليم الكردي وذلك لإجراء مباحثات مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني قبل أن يلتقي فيما بعد بالرئيس العراقي جلال طالباني وإياد علاوي زعيم ائتلاف العراقية الرئيس الأسبق لوزراء العراق الذي سيصل أربيل لاحقا.

وتأتي هذه الزيارة التي وصفتها رئاسة إقليم كردستان بأنها «تاريخية» في إطار مسعى منه لإجراء مصالحة بين قيادة إقليم كردستان ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد أشهر من المواجهات الإعلامية التي وصلت إلى حد توجيه وتبادل الاتهامات الخطيرة بين القيادة الكردية والمالكي.

وكان في استقبال الصدر بمطار أربيل الدولي عدد كبير من قادة إقليم كردستان يتقدمهم الزعيم الكردي بارزاني، كما شارك في الاستقبال كل من نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم وكوسرت رسول نائب رئيس الإقليم وبرهم صالح نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني وعدد من وزراء الحكومة وقادة الأحزاب الكردستانية.

وتتوقع المصادر الكردية أن يمكث زعيم التيار الصدري لعدة أيام في كردستان يلتقي خلالها بالرئيس طالباني الموجود حاليا في أربيل، وأن يعقد اجتماع موسع يضم الزعيمين الكرديين وزعيم «العراقية» إياد علاوي والقيادي في المجلس الإسلامي الأعلى عادل عبد المهدي للتشاور والتباحث حول الأزمة السياسية التي تعصف بالعراق حاليا.

ولم يخفِ الصدر في مستهل المؤتمر الصحافي المقتضب الذي عقده في مطار أربيل الدولي هدف زيارته والذي أشار إليه بالقول «لقد جئت إلى كردستان ضيفا على قيادتها، بعد أن التقيت برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في طهران وسمعت منه أمورا كثيرة تتعلق بالوضع السياسي العراقي، وخلال هذه الزيارة سأستمع إلى آراء ووجهات نظر الإخوة في قيادة كردستان عسى أن نفلح جميعا في احتواء هذه الأزمة، وأنا من دعاة التقارب بين الكتل السياسية من أجل المحافظة على مصلحة الشعب العراقي، وعلينا أن نحرص على تلك المصلحة العامة قبل الحفاظ على مصالح أحزابنا وتكتلاتنا»، داعيا القادة العراقيين والكتل السياسية إلى «التحلي بروح المسؤولية والحرص على وحدة العراق ونبذ الفرقة والتشتت».

وعرض الزعيم الشيعي عدة نقاط اعتبرها برنامجا سياسيا لتياره وتضمن «تقديم مصالح العراق على المصالح الجزئية والطائفية، واعتبار مصلحة العراق خطا أحمر لا يجوز تجاوزه أبدا، والتأكيد على وحدة العراق وسلامته واستقلاله، والحرص على إقامة أفضل العلاقات الطيبة مع دول الجوار، ورفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للعراق، والوقوف بحزم بوجه كل التهديدات الداخلية والخارجية، وباعتبار العراق يترأس حاليا القمة العربية يفترض أن يقف مع تطلعات الشعوب العربية المظلومة وأن يسعى لإيقاف نزيف الدم في بعض الدول العربية وخاصة البحرين وسوريا، وعلى جميع الكتل السياسية أن تعمل على تقوية الحكومة العراقية من خلال إشراك جميع المكونات فيها لدفع المخاطر عن العراق» مشيرا إلى مسألة النفط واعتبره «ثروة لكل الشعب العراقي ولا يحق لأحد التفرد به»، والسعي نحو تدعيم استقلالية القضاء، وتأمين حقوق الأقليات. وقال «إن العراق كان مهبطا لمعظم الأديان والرسل والأنبياء لذلك يجب أن يكون حاضنا لكل الأديان وأن يسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بما لا يضر الآخرين والسعي لتأمين حقوقهم المشروعة».

وأكد الصدر أنه «لا وجود لإسرائيل في العراق، فهذا الكيان هو كيان غاصب، وإسرائيل دولة عنصرية وغاصبة لا يجوز التعامل معها تحت أي ظرف كان». ودعا إلى تخفيف اللهجة الإعلامية التصعيدية التي تزيد من التشنج والاحتقان السياسي.

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» يتعلق بالاتهامات الموجهة من القيادة الكردية للمالكي بالتوجه نحو الديكتاتورية، وما إذا كان التيار الصدري المتحالف مع كتلة دولة القانون التي يرأسها المالكي يشعر بوجود مثل هذه التوجهات لدى المالكي، أجاب الصدر «نحن كتيار الصدر نرفض سياسة الإقصاء والتهميش، وقد أدرجنا ذلك في برنامجنا، ولا بد أن نبذل جهودنا لإنهائها، فلا بد أن يعود الجميع إلى سقف خيمة العراق الموحد، ويجب أن تنتهي هذه الخلافات السياسية، وأن نتجاوز هذه الأزمة بما يحقق مصلحة الشعب العراقي». وبسؤاله عن التوقعات التي تتحدث عن وجود نية لدى القيادات الكردية بعقد تحالف سياسي جديد يضم الكرد والقائمة العراقية والتيار الصدري، امتنع الزعيم الشيعي عن التعليق وقال «سوف نعلق على ذلك لاحقا إن شاء الله».

ووصف فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان زيارة الصدر بأنها «تاريخية ومهمة» وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الزيارة سوف تؤدي إلى توسيع وتعميق العلاقات بين إقليم كردستان والتيار الصدري، كما من شأنها أن تحرك الأوضاع السياسية في العراق، خصوصا أنها زيارة تأتي مستكملة لمشاورات الرئيس بارزاني مع معظم قادة الكتل السياسية في إطار بحثه عن مخرج وحل للأزمة السياسية العميقة التي تعصف بالعراق حاليا».

وكان الصدر قد وصل من طهران على متن طائرة خاصة، ويتوقع أن يتوجه إلى النجف بعد انتهاء زيارته إلى إقليم كردستان.