لقاء أبو مازن ـ فياض دام 3 ساعات وكان إيجابيا.. لكنه مخيب للبعض

مصادر: أبو مازن تجاهل «قضية الرسالة»

TT

خلافا لما كان متوقعا، اتسمت أجواء الاجتماع بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس وزرائه، سلام فياض، الذي انعقد في مقر الرئاسة، مساء يوم الثلاثاء الماضي، بالإيجابية والودية، وجاءت مخيبة لآمال الكثير من المسؤولين، لا سيما في حركة فتح. هذا ما قالته مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أمس. وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن الاجتماع دام نحو 3 ساعات، ولم يناقش القضية التي كان يتوقع أن تفرض نفسها على ساعات الاجتماع الثلاث.. وهي قضية رفض فياض في اللحظات الأخيرة، ترأس الوفد الذي شكله أبو مازن لتسليم رسالته حول المفهوم الفلسطيني للسلام العادل، وسبل استئناف عملية التفاوض، لرئيس الوزراء الإسرائيلي؛ بنيامين نتنياهو، خاصة أن الاجتماع الذي عقد بناء على طلب من فياض، جاء بعد أسبوع واحد فقط من موعد تسليم الرسالة.

وتركز الاجتماع (حسب المصادر) حول قضايا الوضع العام بكل أبعاده، والقضايا التي تحتاج إلى متابعة والخطوات التي يجب اتخاذها على المدى القريب. كما حظيت قضية الحكومة والتعديل الوزاري بقسط كبير من الاجتماع. وقالت المصادر إن نتائج الاجتماع كانت مخيبة لتوقعات الكثير من المسؤولين في السلطة لا سيما من حركة فتح الذين كانوا يعتقدون بأن موقف فياض هذا لن يمر على خير «وأن أبو مازن الغاضب جدا منه لن يغفر له هذه الغلطة».

وأضافت المصادر أن الكثير من المحيطين بأبو مازن وفياض كانوا ينتظرون اجتماعا يفرغ فيه «أبو مازن جام غضبه على الأقل، إن لم يكن إقالة فياض الذي خالف أمره، خاصة أن الرئيس أعلن إلى وسائل الإعلام بنفسه تشكيلة الوفد» الذي كان يفترض أن يضم إلى جانب فياض صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، وياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، الذي قاطع أيضا ولم يشارك في الوفد، وفسر ذلك على أنه محاولة للتمرد على قرار الرئيس.

وحسب المصادر، فإن أبو مازن لم يتطرق بأي شكل من الأشكال إلى موضوع الوفد وتسليم الرسالة، إلا أن فياض نفسه اضطر إلى طرح الموضوع في أواخر الاجتماع لتصفية الأجواء ربما، ونوقشت القضية، كما ذكرت المصادر، بشكل هامشي وعابر، وفي أقل ما يتوقع من الوقت. وأكدت مصادر من الطرفين أن أبو مازن لم يعر الموضوع أي اهتمام.

وكانت الأقاويل قد كثرت حول أسباب رفض فياض ترؤس الوفد؛ فهناك من قال إنه رأى في ترؤسه للوفد في ذاك التاريخ الذي يصادف يوم الأسير الفلسطيني في وقت تشهد فيه السجون الأسيرة غليانا وإضرابات، كما يصادف ذكرى اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد)، أحد أهم قادة المقاومة بعد ياسر عرفات، في تونس، وكذلك اغتيال عبد العزيز الرنتيسي، زعيم حركة حماس، مطبا سياسيا رسمه له خصومه السياسيون داخل فتح وهم كثر. وهناك من قال إن فياض كان يعارض فكرة الرسالة بشكل عام، وإنه رفض ربط نفسه بما وصفوها بـ«حركات استعراضية بحثا عن انتصارات وهمية يعتبرها استخفافا بعقول الناس».