اجتماع لحماس في القاهرة يناقش الانتخابات والمصالحة.. والحركة ستلجأ للتعيينات في الضفة

مصدر لـ «الشرق الأوسط»: توجه أكثر جدية نحو المصالحة بعد تعزيز مكانة مشعل

مشعل واقفا وأبو مرزوق وسامي الخاطر جالسين في فندق بأبوظبي قبل أسبوع («الشرق الأوسط»)
TT

قال مصدر فلسطيني مطلع، لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماعا على مستوى قيادة الخارج والداخل في حماس سيعقد خلال يومين في العاصمة المصرية القاهرة، وعلى جدول أعماله نتائج انتخابات مجلس الشورى المصغر في غزة، ومصير الانتخابات المتعثرة في الضفة، ومستقبل المصالحة مع فتح.

وأكد المصدر أن عددا من قيادات حماس في غزة، بينهم المعارض الكبير داخل الحركة محمود الزهار، سيغادرون القطاع باتجاه القاهرة على أبعد تقدير صباح غد إذا لم يكن مساء اليوم، وذلك للاجتماع برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الذي يصل القاهرة اليوم، ونائبه موسى أبو مرزوق المقيم في القاهرة، وعدد من قيادات الخارج.

ووصل مشعل إلى القاهرة أمس، على رأس وفد، قادما من قطر، التي اجتمع فيها مع الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، وأطلعه على نتائج الانتخابات داخل حماس وما وصل إليه ملف المصالحة، ومستقبله، وقدم له شرحا عن معركة الأسرى المضربين. وقال بيان لحماس «إن اللقاء تناول ملف المصالحة الوطنية وسبل تفعيلها، وتوفير البيئة والمناخ المساعدين على تسريع خطواتها، وإن حماس مستمرة في السعي لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام».

وستكون المصالحة أحد أهم الملفات التي سيبحثها اجتماع حماس. وقال المصدر «الاجتماع سيناقش ملفات داخلية وخارجية من بينها ملف انتخابات غزة، ونتائجها، وملف انتخابات الضفة الغربية التي ما زالت عالقة وتواجه صعوبات جمة بسبب الظروف الأمنية التي تحيط بقيادات الحركة في مناطق مختلفة بالضفة، وملف المصالحة».

وبحسب المصدر فإن نتائج الانتخابات الداخلية في غزة، التي صبت في صالح مشعل، وهذا ما ينتظر من الضفة والخارج، ستحسم العديد من الملفات الأخرى، محل الخلاف، ومن بينها ملف المصالحة». وأضافت المصادر «يمكن القول إن الخلافات الداخلية في طريقها للحسم، وإن المصالحة ستشهد توجها أكثر جدية». وكانت قيادات في غزة تعارض اتفاق الدوحة الأخير، من أبرزهم محمود الزهار، تفاجأت بنتائج الانتخابات في القطاع التي أظهرت دعما كبيرا لمشعل وتراجعا في شعبية الزهار الذي قيل إنه حصل على أقل الأصوات في انتخابات الحركة في غزة.. وهناك من قال إن نجاح الزهار جاء بعد تدخل من أبو مرزوق مباشرة.

وكانت المعارضة التي قادها الزهار أدت إلى تعطيل الاتفاق على تشكيل الحكومة التي اتفق على أن يرأسها الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، بنفسه، تمهيدا لإجراء انتخابات عامة في الأراضي الفلسطيني خلال 6 شهور. لكن مع تعزيز قوة مشعل الآن يتوقع أن تنطلق عجلة المصالحة من جديد.

ويرجح المصدر أن يتم الاتفاق في القاهرة على العودة لعقد جلسات ثنائية مع قيادات فتح، وترتيب لقاء مستقبلي بين عباس ومشعل. وكان الاثنان تواصلا هاتفيا أول من أمس، بما في ذلك من دلالات تصب في الاتجاه ذاته.

وفي السياق ذاته، نفى المصدر ما تناقلته وسائل إعلام عن أن رئيس الوزراء المقال في غزة، إسماعيل هنية، قد تولى منصب رئيس المكتب السياسي بغزة، وقائد الحركة، موضحا أنه لا وجود لمكاتب سياسية متفرقة في غزة والضفة والسجون والخارج، وإنما مكتب واحد يمثل كل هذه المناطق. وأضاف «ما حصل هو انتخابات أجراها مجلس الشورى العام لانتخاب مجلس الشورى المصغر الذي يعمل على ترشيح عدد من القيادات من كل المناطق للمكتب السياسي العام، وهذا انتهى في غزة والسجون، بانتظار تنظيمه في الخارج، وهذا متوقع في أول مايو (أيار) المقبل، وحل مشكلة الضفة».

وتعاني حماس في الضفة من اعتقال إسرائيل لمعظم قادتها السياسيين وأصحاب القرار فيها، كما غيب الموت أحد أبرزهم، وهو الشيخ حامد البيتاوي، رئيس علماء فلسطين، ويجري اقتراح باختيار مجلس الشورى المصغر هناك بالتشاور هذه المرة مع المجلس الموسع وليس بالانتخاب، لتجاوز المعضلة.

وتتكتم حماس على أسماء أعضاء مسؤوليها السياسيين في الضفة، وأعضاء مكتبها السياسي ومجلس الشورى، حتى لا يكونوا عرضة للاعتقال، غير أن إسرائيل تعتقل معظم مسؤولي الحركة المعروفين وغير المعروفين، بالإضافة إلى اعتقال معظم أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني من حماس. كما تفرض الحركة تعتيما على أسماء أعضاء مجلس الشورى فيها، وقائدها في قطاع غزة، بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين وخلفه عبد العزيز الرنتيسي، وما زالت الحركة تتعامل مع هياكلها التنظيمية وطرق ونتائج الانتخابات داخلها بكثير من السرية.