المعارضة السورية تتحدث عن اكتشاف سجون أمنية سرية

طيارة لـ«الشرق الأوسط»: إنها معتقلات أمنية لا تخضع لسلطة القضاء

TT

أعلنت المعارضة السورية عن «اكتشاف عدد من السجون والمعتقلات الجديدة السرية في سوريا، التي يستخدمها النظام لزج معتقلي المعارضة فيها». وفي هذا الإطار، لفت عضو «المجلس الوطني السوري» نجاتي طيارة، إلى أن «هناك العديد من المعتقلات والسجون الأمنية تكتشف كل فترة، وهي خارج السجون المدنية الرئيسية». وأوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه السجون المكتشفة حديثا هي عبارة عن معتقلات أمنية لأنها غير مسجلة في قيود وزارة الداخلية ولا يستطيع القضاة والمحامون أو أي شخص المراجعة فيها»، مشيرا إلى أن «هذه الأمور الخطيرة عرفنا بها من خلال أشخاص كانوا معتقلين ونزلاء هذه المعتقلات قبل الإفراج عنهم».

وعدد طيارة بعض هذه المعتقلات والسجون السرية، ومنها «معتقل فرع الأمن 251 التابع للأمن العسكري والمخابرات الجوية والذي يقع تحت مطار دمشق القديم المعروف حاليا بمطار المزة، وسجن آخر يقع تحت الثكنة العسكرية القريبة من مطار دمشق الدولي، ومعتقل الضمير القريب من مطار الضمير العسكري في ريف دمشق، وكذلك اكتشفنا حديثا وجود أكثر من 400 معتقل داخل شعبة حزب (البعث) في منطقة الحميدية في حمص». وقال «في اليوم الذي أعلن فيه عن إلغاء حالة الطوارئ في سوريا في 19 أبريل (نيسان) من العام الماضي، أصدر (الرئيس السوري) بشار الأسد مرسوما قضى بتعديل صلاحيات الشرطة العدلية التي كان يحق لها أن تعتقل أي شخص وتحتجزه لديها لمدة 72 ساعة، أي ثلاثة أيام، على أن تحيله بعدها حكما على النيابة العامة، وهذا المرسوم الجديد مدد مهلة الاحتجاز المعطاة للشرطة العدلية من ثلاثة أيام إلى شهرين قابلة للتجديد لشهرين آخرين من دون أي مذكرة قضائية، وقد سارع مجلس الشعب السوري (البطل) إلى إقرار هذا المرسوم وتحويله إلى قانون في غضون ساعات قليلة، وهو ما شرع للأمن هذه الاعتقالات التعسفية».

إلى ذلك، أعلن مصدر قيادي في المعارضة السورية، أنه «منذ بدء بعثة مراقبي جامعة الدول العربية أنشأ النظام السوري سجونا ومعتقلات بديلة من أجل نقل المعتقلين إليها لتضليل المراقبين». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أبلغنا المراقبين بعمليات الاحتيال التي يقوم بها النظام السوري، فإذا قرر المراقبون زيارة منطقة فيها أحد السجون يعمل على نقل المعتقلين منه وإخفائهم في هذه المعتقلات الجديدة، وخصوصا المعتقلين الذين لا يعترف بوجودهم لديه والذين نعتبرهم مفقودين»، مشيرا إلى أن بعض هذه السجون تقع داخل ثكنات الجيش النظامي. وأكد القيادي المذكور أن «هذه السجون ليست في منطقة واحدة، فهناك سجون سرية في ضواحي دمشق وأخرى في ضواحي حلب وحماه وفي مناطق قريبة من تدمر، لأن النظام يحاول الابتعاد عن المناطق المأهولة باتجاه المناطق الصحراوية البعيدة عن الناس والتي تقع داخل الثكنات العسكرية أو بالقرب منها، بحيث إذا حاول المراقبون الاقتراب منها يعرفهم أنها منطقة معسكرات ممنوع الدخول إليها أو الاقتراب منها».