ليبيا: انفجار في مقر محكمة بنغازي

التوتر يهيمن على علاقة المجلس بالحكومة.. وعبد الجليل ينفي مجددا إقالة الكيب

ليبيون أمام محكمة شمال بنغازي بعد تفجير مفخخ تعرضت له أمس (رويترز)
TT

بينما انفجرت قنبلة في محكمة بمدينة بنغازي في شرق ليبيا مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص وإلحاق أضرار بالمباني المحيطة، هيمن التوتر والارتباك على علاقات المجلس الانتقالي في ليبيا مع حكومته المؤقتة، حيث اضطر رئيس المجلس المستشار مصطفى عبد الجليل إلى نفي تكهنات جديدة بشأن إقالة الحكومة المؤقتة قبل شهرين من إجراء أول انتخابات حرة في البلاد.

وقال مصطفى عبد الجليل لوكالة «رويترز» إن المجلس لم يتخذ قرارا بشأن تغيير الحكومة، وإنه لن يتخذ أي قرارات بشان إجراء تعديل حكومي قبل بداية الأسبوع القادم. وعلى الرغم من ذلك فقد أوضح عبد الجليل أن بعض أعضاء المجلس الانتقالي جمعوا توقيعات من أجل تعديل الحكومة، لكن لم يتخذ قرار بعد بهذا الشأن.

وجاء نفي عبد الجليل بعد ساعات فقط من نفي مماثل على لسان المتحدث الرسمي باسم المجلس محمد الحريزي لتقرير بثته، مساء أول من أمس، قناة «ليبيا الأحرار» التلفزيونية عن إقالة رئيس الحكومة الانتقالية الدكتور عبد الرحيم الكيب، وخمسة من وزرائه. واعتبر الحريزي أن هذا الخبر عار عن الصحة تماما، فيما نفى فتحي باجة، عضو المجلس، إدلاءه بأي تصريحات تؤكد أن المجلس قرر إقالة الكيب وأعضاء من الحكومة.

وهذا الارتباك يسلط الضوء على عدم الاستقرار والصراع الداخلي بين السلطات الوطنية بعد ثمانية أشهر من نهاية الصراع الذي أطاح بمعمر القذافي، في وقت تحاول فيه هذه السلطات فرض النظام في بلد مليء بالأسلحة. وكان المجلس قد أعلن أنه يراجع عمل وزراء الحكومة مع احتمال تغيير بعضهم.

وتزامن الخلاف العلني غير المسبوق بين المجلس والحكومة مع إعلان استقالة الدكتور عثمان القاجيجي من منصبه كرئيس للمفوضية العليا للانتخابات. ولم تتضح بعد مبررات الاستقالة المفاجئة قبل الانتخابات التي يفترض أن تتم قبل نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل، لكن المجلس الانتقالي استبعد أي تأثير لهذه الاستقالة على الانتخابات المرتقبة، وقال إن قراره بشأن إعادة تسمية رئيس وأعضاء المفوضية العليا للانتخابات لن يغير في مسار وبرنامج عمل المفوضية.

وأكد الناطق باسم المجلس التزامه بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، مشيرا إلى أن تقليص عدد أعضاء المفوضية جاء بناء على توصية من الأمم المتحدة حتى تكون اللجنة أكثر فاعلية.

إلى ذلك، شرعت السلطات الليبية في إجراء تحقيقات أمنية موسعة في ملابسات انفجار ثلاث عبوات ناسفة استهدفت مبنى محكمة شمال مدينة بنغازي التي شهدت أولى إرهاصات الثورة ضد نظام القذافي.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الانفجار الذي وقع نحو الساعة الرابعة من فجر أمس أثار الهلع بين المواطنين، خاصة أنه استهدف المحكمة الكائنة بالقرب من ميدان الشجرة الذي تحيط به مؤسسات عامة من بينها مستشفى 7 أكتوبر وفرع المصرف المركزي.

وقالت مصادر أمنية إنه جرى على الأرجح تفخيخ المحكمة بعبوات ناسفة من قبل مجهولين، حيث زرعت هذه العبوات عند جدار في المحكمة، مما أدى إلى إحداث ثغرات في جدار المحكمة وتهشم نوافذ المبنى وتحطيم نوافذ المستشفى القريب منه.

ولفتت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إلى تجمع عدد كبير من أهالي المدينة للتعبير عن استنكارهم للحادث، فيما قامت وحدات من الأمن الوطني بتطويق المنطقة المحيطة بموقع الانفجار.

وكانت بنغازي مهدا للانتفاضة ضد نظام القذافي، ويشكو سكان من أن القيادة الجديدة في طرابلس تتجاهلهم.

يشار إلى أن متظاهرين اقتحموا مطلع العام الحالي مقر المجلس الانتقالي في مدينة بنغازي، وهشموا نوافذه بالحجارة والقضبان المعدنية، بينما ألقيت قنبلة بدائية الصنع على موكب رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في العاشر من الشهر الحالي لكن لم يصب أحد.

ويفتقر المجلس الانتقالي إلى جيش وطني أو قوة أمن داخلي لهما فاعلية، كما يسعى جاهدا لحل عشرات الميليشيات القوية التي تسيطر على أجزاء مختلفة من البلاد، بينما يقاوم زعماء الميليشيات محاولات لدمج رجالهم في قوات الجيش والشرطة.