تييري ماركس.. «بروس لي المطبخ»

طاه يلعب بالحرارة والخامة

TT

تييري ماركس اسم ساطع في سماء المطبخ الفرنسي غير التقليدي، وقصة نجاح بدأت منذ نعومة أظافره عندما كان في سن الـ15. وها هو اليوم يحصد ثمار جهده بحصوله على نجمتي تقدير من دليل ميشلين للتميز بعد 6 أشهر فقط من افتتاح مطعمه «سور موزور» في فندق «ماندارين أورينتال» الذي افتتح الصيف الماضي في باريس.

قبل إجراء أي حوار مع أي من الطهاة، من الضروري القيام بقراءات موسعة عن شخصية الطاهي واهتماماته وأسلوبه ليكون الحوار ثريا بالمعلومات التي تعرف القارئ أكثر على الطاهي الذي يمكن فهم مطبخه من خلال شخصيته، ولكن هذه المرة، ولا أخفي عنكم سرا، لم أكن أعرف من أين أبدأ الحوار مع الطاهي تييري ماركس الذي يعتبر من أهم الطهاة المتخصصين في ما يعرف بالمطبخ الجزيئي، أو Cuisine Moleculaire، فعادة يكون اهتمام الطاهي بالمطبخ وليس سواه، ويدور الحديث عن أسلوبه في الطهي وعن تأثره بوالدته وخالته في المطبخ وعن أهمية المنتج ومصدره. وليس هناك أي خطأ في ذلك، فهذا هو الحوار الطبيعي لأي طاه محترف، إلا أن ماركس رياضي محترف يدرب ويتدرب بانتظام على الجودو والكيندو وفنون الدفاع عن النفس، وعسكري سابق في الجيش في قسم المظلية خدم في الماضي في لبنان، وأحد أعضاء لجنة التحكيم في برنامج مسابقات الطهي «توب شيف» بنسختيه الفرنسية والعربية التي تعرضه المؤسسة اللبنانية للإرسال «إل بي سي» حاليا على شاشاتها كل يوم اثنين، وواحد من أصحاب كتب الطهي الأكثر مبيعا في السوق، وأحد مؤسسي «الطعام المختبري» Lab Food مع علماء مختصين مهمتهم العمل على خلق النكهات واللعب على النار والحرارة والخامة وخلق مطبخ لا يمكن وصفه إلا بالساحر الذي يلعب على كل الحواس ومأكولات ليست فقط لإشباع البطون إنما تناولها هو أشبه بالتجربة والمغامرة وتحدي كل من يقول إن المطبخ الجزيئي ليس مطبخا حقيقيا، وتييري ماركس ليس ببعيد عن تلك الانتقادات التي تأتيه من طهاة فرنسيين مخضرمين يتقوقعون في مهنة الطهي منذ القرن الثامن عشر، ورفضهم للمطبخ الجزيئي يأتي من عدم فهمهم له وعدم قدرتهم على تنفيذه , والنقد لا يأتي ماركس من بعض الطهاة فقط إنما من بعض الصحافيين الفرنسيين الذين هم أيضا لا يعرفون الكثير عن هذا النوع من المطبخ، ولكن الانتقادات لا يمكن أن تبنى بحسب الذوق الشخصي للمرء إنما يجب أن تكون مبنية على واقعية ومهنية عالية.