طهران تصعد وتعتبر ملكيتها للجزر الإماراتية مسألة منتهية

تقارير عن نشر طائرات شبح أميركية وانطلاق مناورات درع الجزيرة

TT

تصعيد جديد شهدته أمس قضية الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران بعد أن هدد مسؤول في القوات المسلحة الإيرانية بأنه «إذا اشتعلت النيران فإنها ستحرق الإمارات قبل الجميع»، ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية تصريحات هذا المسؤول في معرض ما اعتبره ردا على تصريحات مسؤول إماراتي هو القائد العام لشرطة دبي، ضاحي خلفان، الذي أكد في وقت سابق أن الإمارات على استعداد للمواجهة العسكرية مع إيران، محذرا من أن بلاده «لا تريد حربا، ولو أردناها لأحرقنا الأخضر واليابس في الجزر». وجاءت هذه التداعيات عشية استعداد قوات درع الجزيرة لمناورات، قالت مصادر إنها الكبرى في تاريخ القوة العسكرية الخليجية المشتركة، ستنفذ على مستوى قيادات الأركان، وتشمل الجزر والسواحل والمياه الإقليمية الإماراتية التي أعلن عن إجرائها ردا على نشر إيران منظومات صاروخية على جزيرة «أبو موسى» المحتلة.

وقال مسؤول في قوات الحرس الثوري الإيراني، لم يكشف عن اسمه أو منصبه، أمس، إنه «إذا اشتعلت النيران فستحرق الإمارات قبل الجميع»، معتبرا أن مما يبعث على الأسف ما جاء في تصريحات قائد شرطة الإمارات، مضيفا، بحسب وكالة أنباء فارس، «أن موضوع الجزر الثلاث وعائديتها إلى إيران تمنع قائد شرطة الإمارات من تحديد مصيرها، وإذا ما اشتعلت النيران فإنها ستصيب الإمارات بأضرار بالغة»، لافتا إلى أن مما يدعو إلى الأسف هو أن السياسات الدفاعية والأمنية للإمارات تحدد على يد الشرطة، معتبرا أن من الضروري منع إطلاق مثل تلك التصريحات غير الودية المثيرة للحروب من قبل الإمارات.

ويأتي هذا التصريح للمسؤول العسكري الإيراني كرد على ما دونه القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، على صفحته في «تويتر» عندما اعتبر أن نشر قوات إيرانية في جزر الإمارات المحتلة «دليل خوف إيران من الإمارات دون أدنى شك»، معتبرا أنه «لو كانت الإمارات تريد حربا لأحرقت كل أخضر ويابس على الجزر، لكننا ميالون إلى الحلول السلمية مع كل جار».

وشدد خلفان في تغريداته على «تويتر»، على أنه يتكلم بصفته مواطنا إماراتيا ليس بصفة القائد العام لشرطة دبي، معتبرا أنه «إذا كان من حيث القوة فالإمارات قوية جدا»، وأشار إلى أن إيران احتلت الجزر الإماراتية قبيل ساعات من إعلان دولة الإمارات، ولم يكن عندها آنذاك جيش، بينما قوة إيران آنذاك الخامسة على مستوى العالم، «واليوم الوضع مختلف»، مشددا على تفوق القوة الجوية الإماراتية، مستشهدا «يقول كلوب باشا في مذكراته تفوق إسرائيل الجوي في جميع حروبها هو سبب انتصارها على الأمة العربية»، مشيرا إلى أن «الإمارات قوة جوية حق وحقيقة، وسلاح الجو الإماراتي ضارب».

وفي غضون ذلك اصدرت السفارة الإيرانية في الكويت لتصدر بيانا تحت عنوان «ملكيتنا للجزر الثلاث مسألة منتهية». وقالت السفارة في بيانها، بحسب ما نشرته وكالة تابناك الإيرانية المقربة من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي: «إن إيران على استعداد للتفاوض مع الإمارات في شأن تعزيز العلاقات بين البلدين».

وأعربت «عن أسفها للادعاءات والمزاعم المطروحة بشأن الجزر الإيرانية الثلاث؛ أبو موسى، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وتعتبرها تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية».

وأكدت السفارة «أن عهد المواقف غير البناءة بشأن هذه الجزر الإيرانية قد انتهى، وليس لمثل هذه التصريحات والبيانات أي أثر على ملكية إيران وسيادتها عليها»، مؤكدة أن مثل هذه المزاعم لا تساعد على تعزيز السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وجددت مرة أخرى تأكيدها على سياسة إيران «القائمة على تعزيز العلاقات وتطوير التعاون مع جيرانها في المنطقة على أساس حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، معلنة بذلك استعداد إيران للتفاوض مع دولة الإمارات لتعزيز العلاقات القائمة بين البلدين.

ويأتي هذا التصعيد المتبادل فيما تشهد الإمارات اليوم انطلاق مناورة هي الأولى من نوعها من حيث الحجم والمهمة، في ظل تصاعد التوتر مع إيران، وذلك على مستوى قيادات وهيئة الركن في قوات درع الجزيرة. وتبدو الاستعدادات على قدم وساق لتنفذ قيادة قوات درع الجزيرة المشتركة تمرينا مشتركا على مستوى القيادات وهيئة الركن تحت اسم «جزر الوفاء»، اليوم وغدا، لاختبار مدى الانسجام والتنسيق بين صفوف القوات البرية والجوية والبحرية لقوات درع الجزيرة، وقدرتها على تنفيذ المهام الخاصة المحدودة، والعمليات الكبرى في السواحل والجزر الواقعة بالمياه الإقليمية، وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إن المناورات تأتي «في ظل المعطيات الراهنة».

ويأتي الإعلان عن المناورات العسكرية الخليجية التي تشير مصادر إلى أنها قد تكون الكبرى منذ تأسيس قوات درع الجزيرة بعد يوم واحد من إعلان البحرية الإيرانية أنها نشرت منظومة صاروخية دفاعية وهجومية على الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها: أبو موسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى.

وتأتي التطورات وسط تصاعد التوتر بين الدول الخليجية العربية من جهة، وإيران من جهة أخرى، في أعقاب الزيارة المثيرة للجدل، التي قام بها الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى جزيرة «أبو موسى» مؤخرا.

إلى ذلك، أفادت تقارير بأن الجيش الأميركي نشر مؤخرا الكثير من أحدث الطائرات الحربية من طراز «إف - 22 إس» في قاعدة في الخليج على بعد أقل من 200 ميل من إيران.

وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) رفضت تأكيد التقارير بأنه تم نشر تلك الطائرات المتطورة في الخليج، فإنها أكدت وجود طائرات «ستيلث» (الشبح) الأميركية المتطورة «في جنوب غربي آسيا».

وقال ناطق باسم سلاح الجو الأميركي، النقيب فيل فنتورا، إن نشر هذه الطائرات «مجدول بانتظام» كجزء من خطوات تتخذ لتعزيز العلاقات العسكرية مع الدول الأخرى، وتعزيز الأمن الإقليمي، وتمارين «التشغيل المتداخلة التكتيكية» مع بقية الأسلحة العسكرية الأميركية ومع أسلحة الدول الأخرى.

لكنه رفض تحديد عدد هذه الطائرات، موديل «إف 22 إس»، بهدف «حماية أمن العمليات». وأيضا، رفض تحديد مكان وجود الطائرات، وقال إنه في «قاعدة في جنوب غربي آسيا».