اشتباكات بين القوات النظامية و30 عسكريا انشقوا عن كتيبة بأمن القصر الرئاسي في اللاذقية

ناشط: الانشقاق حصل منذ فترة.. لكن النظام اكتشف وجودهم أمس في بلدة برج السلام

TT

أكد ناشطون سوريون الأنباء الواردة، أمس، عن انشقاق نحو 30 ضابطا وجنديا قرب القصر الرئاسي في مدينة اللاذقية، شمال سوريا. وأفاد «المركز الإعلامي السوري» عن اندلاع اشتباكات، فجر أمس، قرب القصر الرئاسي «بين جنود الجيش النظامي الموالي للرئيس بشار الأسد ونحو 30 ضابطا وجنديا أعلنوا انشقاقهم في قرية برج السلام، الواقعة قرب القصر الجمهوري في ريف اللاذقية».

وأوضحت الناطقة باسم المركز، سيما ملكي، إن نحو 30 عسكريا انشقوا عن كتيبة الدفاع قرب القصر الجمهوري في المنطقة المذكورة، لافتة إلى أن «هؤلاء انشقوا سابقا لكن لم يعلن عن ذلك إلا الآن».

وقال أحد الناشطين، من الذين تابعوا عملية الانشقاق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الضباط والجنود الذين انشقوا عن الجيش النظامي كانوا يوجدون في قرية برج سلام التي تبعد عن مدينة اللاذقية نحو 18 كيلومترا»، لافتا إلى أن «جميع العسكريين المنشقين هم من كتيبة الدفاع المكلفة حماية القصر الجمهوري، الذي يبعد عن القرية نحو كيلومترين، وقد لجأوا منذ مدة إلى قرية برج سلام، حيث احتضنهم الأهالي».

ورجح الناشط المعارض أن «تكون قوات الأمن السورية قد اكتشفت مكان وجود المنشقين، فاقتحمت القرية بحثا عنهم، الأمر الذي دفع بالمنشقين إلى الدفاع عن أنفسهم، فدارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين».

وبينما تحفظ الناشط المعارض عن الحديث عن مصير المنشقين وحصيلة الاشتباكات، أكد أن «العناصر المنشقة كبدت قوات النظام خسائر فادحة»، مشيرا إلى أن «معظم أهالي القرية يتحدرون من الأقلية التركمانية، وهم من بقايا العائلات التركية التي تمتد جذورها إلى السلالات التركية التي وجدت في سوريا أثناء الاحتلال العثماني، ويبلغ عددهم في عموم سوريا نحو 3 ملايين نسمة».

وينفي الناشط أن يكون الانشقاق حدث بهدف «تنفيذ عملية ضد القصر الجمهوري الموجود في المنطقة، ذلك أن القصر فارغ ولا يوجد الرئيس فيه إلا في أوقات قليلة، وهو حاليا لا يتردد إليه، وبالتالي فلا معنى للقيام بأي عملية ضده».

وربط الناشط المعارض بين عملية الانشقاق و«القمع الذي تتعرض له المنطقة من قبل القوات النظامية، إذ تم اقتحام عدد من القرى في الفترة الأخيرة، ونفذت حملات اعتقال واسعة بحق ناشطين وشبان معارضين للنظام». ولفت إلى أن «القرى المحيطة بالقصر الجمهوري هي ذات غالبية علوية»، وهي الطائفة التي يؤيد معظم أبنائها نظام الأسد. كما توجد «بعض القرى السنية التي خرج أبناؤها في مظاهرات معارضة لنظام الأسد وتم قمعها بشدة، ليس من قبل قوات الأمن فحسب، وإنما من عناصر «الشبيحة» الذين أتوا من القرى الموالية مدججين بالسلاح».

وكانت قرى ريف اللاذقية قد تعرضت في الفترة الأخيرة لحملة أمنية عنيفة شنتها قوات الأمن و«الشبيحة» ضد السكان المعارضين لنظام الأسد، استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وطائرات استطلاعية، وفقا لناشطين. وتجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها اشتباكات قرب أحد القصور الرئاسية، ففي العشرين من شهر مارس (آذار) الماضي، دارت معارك ضارية قرب القصر الجمهوري في دمشق، وتحديدا داخل شوارع حي المزة المحاذي للقصر، بين كتيبة «شهداء العاصمة» التابعة لـ«الجيش السوري الحر» والقوات الموالية للنظام السوري، وراح ضحيتها عدد من القتلى وعشرات الجرحى.