واشنطن: «القاعدة» لن تستطيع تكرار هجمات سبتمبر

مسؤولون أميركيون: نواة التنظيم «زالت تقريبا» بعد عام على مقتل بن لادن

أوباما ونائبه جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس وكبار رجال الإدارة الأميركية يتابعون عبر الفيديو مقتل بن لادن في أبوت آباد الباكستانية في مايو الماضي (أ.ب)
TT

صرح مسؤولون في المخابرات ومكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة بأن من غير المحتمل أن يكون تنظيم القاعدة الرئيسي قادر على تنفيذ هجوم آخر على مستوى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

وقال روبرت كارديلو، نائب مدير المخابرات الوطنية الأميركي، إن خبراء الحكومة الأميركية يعتقدون أيضا أن احتمال وقوع هجوم باستخدام الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية أو النووية أو المشعة خلال العام المقبل ليس كبيرا. وقدم كارديلو ومسؤولون أميركيون آخرون، تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم، هذه التقديرات خلال مؤتمر عبر الهاتف مع صحافيين وصف بأنه فرصة لخبراء الحكومة لتوضيح تقييمهم لقوة «القاعدة» بعد عام من قتل أسامة بن لادن في غارة لكوماندوز أميركيين. وقال كارديلو إن تنظيم القاعدة الأساسي الذي أنشأه بن لادن مني بنكسات استراتيجية بسبب تفجر احتجاجات «الربيع العربي»، وعمليات التمرد في الدول الإسلامية التي لم تنشر تعاطفا كبيرا مع الخط المتشدد والعنيف لـ«القاعدة».

وما يقلق مسؤولي مكافحة الإرهاب الأميركيين وحلفاءهم في الخارج بشكل أكبر هو احتمال ظهور متطرفين محليين يكتسبون أفكارهم المتطرفة عبر الإنترنت أو في خلايا صغيرة ويلقون أيضا تشجيعا الآن من وسائل الإعلام المرتبطة بـ«القاعدة» والجماعات التابعة لها.

وعلى الرغم من عدم استعدادهم لإعلان أن «القاعدة» على وشك هزيمة استراتيجية قال المسؤولون الأميركيون إنهم يعتقدون أن المنظمة المركزية التي أنشأها بن لادن غير قادرة ببساطة على حشد نفس نوع الموارد والتخطيط الذي أدى إلى هجمات 11 سبتمبر.

وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة تعتبر أن 4 جماعات تابعة لـ«القاعدة» ما زالت تشكل تهديدات بدرجات أكبر أو أقل للمصالح الأميركية. وأشاروا إلى أن أخطرهم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له، والذي يعتقد المسؤولون الأميركيون أنه المسؤول عن المحاولات غير الناجحة لمهاجمة أهداف أميركية خلال الـ18 شهرا الماضية باستخدام قنابل على متن طائرات أخفيت في ملابس داخلية لراكب وفي طابعة.

وما زال تنظيم القاعدة في العراق الذي ظهر في أعقاب الغزو الأميركي عام 2003 لإسقاط صدام حسين يحتفظ بوجود قد يكون مدمرا في ذلك البلد، وقد يوسع أنشطته إلى سوريا المجاورة رغم عدم إشارة المسؤولين إلى اعتقادهم أنه يشكل تهديدا كبيرا للمصالح الأميركية خارج تلك المنطقة.

وقال المسؤولون الأميركيون إنهم يعتبرون تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي الذي يتخذ من شمال أفريقيا قاعدة له تنظيما إجراميا إلى حد كبير يقوم بعمليات خطف للغربيين مقابل الحصول على فدى.

ولكنهم يقولون إنهم يشعرون بقلق من احتمال تطور هذه الأساليب إلى عمليات خطف لافتة للنظر تهدف إلى تحقيق الدعاية لأغراض المتشددين.

وقال مسؤولون أميركيون إنه بعد فترة أصبح فيها نضالها جاذبا للشبان المسلمين الساخطين في كل من الولايات المتحدة وأوروبا شهدت حركة الشباب التابعة لـ«القاعدة» في الصومال تراجعا كبيرا في عمليات التجنيد والدعم في الغرب.

كذلك قال مسؤولون أميركيون في الاستخبارات إن النواة المركزية لـ«القاعدة»: «زالت تقريبا»، والتنظيم لم يعد قادرا، على ما يبدو، على تنفيذ هجمات مماثلة لاعتداءات 11 سبتمبر 2011 بعد عام على مقتل أسامة بن لادن.

وأضافوا: «يمكننا أن نعتبر أن التنظيم زال تقريبا». وقال مسؤول أميركي: «لكن الحركة ما زالت مستمرة وعقيدة الجهاد العالمي قائمة»، معتبرا أنها «فلسفة بن لادن».

وأكد أن إضعاف التنظيم إلى هذا الحد خصوصا بسبب القضاء على كوادره في الضربات التي وجهتها الطائرات الأميركية في باكستان بدأ «قبل سنتين على الأقل» من مقتل زعيم التنظيم في عملية لقوات خاصة أميركية في الثاني من مايو (أيار) 2011.