واشنطن: استمرار العنف في سوريا يساعد على زيادة نفوذ «القاعدة»

نولاند: لا ننوي إرسال مراقبين أميركيين

صورة لصبي سوري يحمل لافتة ضد بشار الأسد أمام مسجد خالد بن الوليد في حمص (رويترز)
TT

مع استمرار القلق الأميركي بسبب استمرار القتال في سوريا رغم وصول المراقبين الدوليين، نفت الخارجية الأميركية أن أميركيين سيرسلون إلى سوريا ضمن فريق المراقبين الدوليين، وقال مسؤولون أميركيون كبار إن استمرار العنف يساعد على زيادة نفوذ منظمة القاعدة. وقالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «صار واضحا أن نظام الأسد أخفق في الوفاء بالتزاماته بموجب خطة الـ6 نقاط (خطة كوفي أنان، موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية)». وأضافت: «إذا فشلنا فشلا كاملا، واتفقنا جميعا، سنعود إلى نيويورك (إلى مجلس الأمن)». وقالت بأن الخطوة التالية هناك هي إعلان عقوبات دولية على سوريا.

وفي إجابة على سؤال إذا كان القلق الأميركي على عدم قدرة المراقبين على وقف القتل، وإذا كانت الولايات المتحدة ستساهم بإرسال مراقبين على أمل أن ذلك سيقوي وجود وأهمية المراقبين، قالت نولاند: «لا ننوي إرسال مراقبين أميركيين. طبعا وكما هو واضح، نحن ندعم هذه البعثة الدولية ماليا، ونحن مستعدون لدعمها لوجستيا حسب تقييمنا للوضع ولاحتياجات البعثة». ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» اعتمادا على 3 مسؤولين في البيت الأبيض، قالت: إنهم طلبوا عدم نشر أسمائهم ووظائفهم، أن الرئيس باراك أوباما قلق من استمرار العنف في سوريا، ولسبب آخر هو الخوف من زيادة نفوذ «القاعدة» فيها. وكان المسؤولون يتحدثون بمناسبة مرور سنة على قتل أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم منظمة القاعدة. وركزوا على انتصار أوباما الكبير على منظمة القاعدة عندما أمر بقتل بن لادن حسب الخطة التي قدمها له البنتاغون. وقال أحد المسؤولين: «قلت كثيرا فرص هجوم على غرار هجوم 11 سبتمبر (أيلول) نتيجة لعمليات مكافحة الإرهاب التي قامت بها الولايات المتحدة». وقال: إن الهجمات «الإيجابية» التي أمر بها الرئيس أوباما أدت إلى «القضاء على قلب (القاعدة)». لكنه أضاف أن «القاعدة» ربما ستعود على الساحة العربية، وخاصة في سوريا. وأشار إلى «نشاط (القاعدة) المكثف في اليمن». وقال: إن استمرار العنف في سوريا يساعد على انتشار «القاعدة»، خاصة عبر الحدود من العراق. وأضاف: «نحن نتابع التطورات في سوريا من أكثر من زاوية. زاوية وقف العنف، وزاوية تحقيق الديمقراطية والاستقرار، وزاوية انتشار الإرهاب».

وكان مصدر في الخارجية الأميركية قال لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق بأن استمرار القتل رغم المراقبين الدوليين، يزيد قلق المسؤولين الأميركيين. وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته، إن الرئيس الأسد نجح في «تخدير المجتمع الدولي بقرارات من مجلس الأمن بالإجماع عن وقف مؤقت لحربه ضد شعبه. لكن، لا تدل هذه القرارات على رحيله، ولا حتى عن الإشارة إلى إمكانية رحيله».

وأضاف: «يجب ألا تشغلنا التفاصيل الدقيقة عن عدد المراقبين وتوقيت إرسالهم عن الصورة الكبيرة، وهي أن سيطرة الأسد على سوريا، لم تقل فقط، ولكنها، أيضا، زادت، بحماية مجلس الأمن الذي يركز على وقف العنف، وليس على السبب الرئيسي للعنف وهو حكم الأسد الديكتاتوري». وكانت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، قالت بأنها ما زالت تأمل، رغم الأدلة المضادة، أن مهمة كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، سوف تنمو لها جذور قوية. لكنها قالت: إنها متشائمة. وكانت افتتاحية رئيسية لصحيفة «واشنطن بوست» انتقدت المراقبين الدوليين تحت عنوان: «مراقبو الموت». وقبل ذلك، كانت افتتاحية، عنوانها «خطة بلسوريا»، انتقدت «احتضان إدارة أوباما لخطة سلام الأمم المتحدة غير العملية». وقالت الافتتاحية: «الخبر السعيد الجديد الوحيد هو أن إدارة أوباما تبدو أنها بدأت النظر في البدائل».

وعن خطة أنان، التي كانت افتتاحيات الصحيفة انتقدتها مرات كثيرة خلال الأسابيع الماضية، قالت الافتتاحية: «خطة أنان لم تحترم بأي نوع من أنواع الاحترام من جانب نظام بشار الأسد. هذه نتيجة كان يمكن التنبؤ بها تنبؤا مؤكدا، وهي النتيجة التي أدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص». وأضافت الافتتاحية: «لن تغري أبدا الدبلوماسية الأسد لوضع حد للهجمات على المدن السورية، وللسماح بمظاهرات سلمية، وللإفراج عن السجناء السياسيين. والسبب الرئيسي هو أنه غير راغب في ترك السلطة، وفي السماح لنظامه بأن ينهار. مجرد جهود حسنة النوايا من الأمم المتحدة، وجهود مثل تلك التي كانت جاءت من جامعة الدول العربية فقط توفر غطاء للأسد ليواصل ذبح شعبه».

وأضافت الافتتاحية: «يجب أن تعرف الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو من تجربة بعثة المراقبين التابعين للجامعة العربية في سوريا في العام الماضي أن المراقبين لن يوقفوا عنف هذا النظام. وأن هؤلاء المراقبين الجدد سوف يعوقون ويرهبون». وكان جون إرنست، مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض، قال أول من أمس للصحافيين المراقبين في طائرة الرئيس أوباما، إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل لأن سوريا فشلت في تنفيذ التزاماتها مع كوفي أنان. وقال: «الولايات المتحدة تعتزم مواصلة الضغط الدولي ضد نظام الأسد، وتشجيعه بأقوى العبارات الممكنة للارتقاء إلى مستوى الالتزامات والتعهدات التي قطعها على نفسه في إطار خطة أنان».

وكان جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، رفض الإجابة مباشرة على سؤال إذا كانت الحكومة الأميركية عندها «الخطة ب» التي ستقدمها إلى مجلس الأمن إذا فشلت «الخطة أ»، وهي وقف إطلاق النار، وإرسال مراقبين إلى سوريا للتأكد منه. وقال كارني إنه لن يتحدث عن «الخطة أ» و«الخطة ب»، لكنه قال: «ليست هناك حاجة لإعلان، أو تسمية في الوقت الحاضر... لكن، تأكدوا أننا نناقش الخطوات المقبلة وخيارات المستقبل مع حلفائنا وشركائنا». وأضاف: «إننا نشعر بقلق بالغ إزاء فشل نظام الأسد الصارخ في الوفاء بالتزاماته بموجب خطة أنان. وإننا، إذا لم ننجح في إلزامه، وإذا لم نر تغييرا في سلوك النظام السوري، وإذا لم يحدث التزام بوقف إطلاق النار، وإذا لم يحدث وفاء بالنقاط الأخرى في خطة أنان (مثل إطلاق سراح المعتقلين، والسماح للصحافيين الأجانب بالدخول)، سنواصل التشاور مع حلفائنا والشركاء، فضلا عن أعضاء آخرين في مجلس الأمن الدولي حول الخطوات المقبلة».