أنباء عن قرب سفر الرئيس اليمني السابق إلى الإمارات

«القاعدة» تفرج عن 73 جنديا من الجيش في أبين

الجنود اليمنيون الذين اختطفتهم مجموعة «أنصار الشريعة» يجلسون في مسجد في أبين قبل إطلاقهم أمس (إ.ب.أ)
TT

قال مصدر دبلوماسي أمس إن الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، سيغادر اليمن مؤقتا بعد أن ضغطت عليه دول الخليج لإفساح الطريق أمام الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي لتخفيف حدة التوتر التي تعقد الجهود الرامية لاستقرار البلاد. وتوقع الدبلوماسي أن يسافر صالح الأسبوع المقبل إلى الإمارات العربية المتحدة، بينما أفادت وكالة «رويترز» ان روسيا مستعدة لاستضافة صالح.

ووافق صالح أيضا على التخلي عن منصبه كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام. وتعليقا على الخبر قال مصدر مقرب من صالح، طلب عدم ذكر اسمه، في اتصال مع «الشرق الأوسط» : «مسألة خروج الرئيس صالح من اليمن تفصيل جزئي، لأن الرئيس عمليا هو خارج العملية السياسية، وخرج من الحياة السياسية وبقي صفحة في تاريخ العمل السياسي اليمني، وحتى الدور الذي يلعبه في المؤتمر الشعبي العام هو دور رمزي وليس دور العمل اليومي الميداني». وأضاف: «قرار مغادرة البلاد أو البقاء فيها هو قرار شخصي للرئيس صالح، وليس قرارا سياسيا، ولا يوجد قيد على تحركاته، وهو يملك خيار الانتقال إلى حيث شاء». وقد ورث هادي قائمة طويلة من التحديات، لا سيما من جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي كثف هجماته على قوات الأمن منذ أن تولى السلطة في وقت سابق هذا العام. وأفرجت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة أمس عن 73 جنديا يمنيا اختطفتهم خلال هجوم كبير في جنوب البلاد الشهر الماضي. وقال سكان ببلدة جعار بجنوب اليمن التي يسيطر عليها متشددو جماعة أنصار الشريعة، إنهم رأوا جنودا يغادرون مبنى المدرسة الذي كانوا محتجزين بداخله. وقال جندي مفرج عنه أثناء توجهه إلى منزله في شمال البلاد: «أمضينا أياما صعبة سجناء لدى (القاعدة) على الرغم من معاملتهم الطيبة والسخية لنا». وأضاف: «لم نتوقع العودة إلى الحياة العادية مرة أخرى. أنا الآن عائد إلى أسرتي. سأحاول نسيان ما حدث لكنني لن أعود لمحاربة أولئك الذين عاملونا بشكل جيد». وقالت جماعة أنصار الشريعة في بيان إن ناصر الوحيشي، زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وافق على الإفراج عنهم بعد مفاوضات مع شيوخ قبائل وعلماء دين زاروا جعار التي غير المتشددون اسمها إلى «إمارة وقار». وزاد عام من الاضطراب السياسي في اليمن أطاح في نهاية المطاف بالرئيس صالح من جرأة المتشددين في البلاد، خاصة في الجنوب، حيث سيطروا على مساحات من الأراضي ونفذوا عشرات الهجمات على قوات الأمن. واحتجزت جماعة أنصار الشريعة الجنود رهائن في هجوم على مدينة زنجبار قتل خلاله أكثر من مائة مجند آخرين. وتشعر الولايات المتحدة بالقلق بسبب العدد المتزايد للهجمات وجرأتها؛ لهذا تستخدم الطائرات من دون طيار لاستهداف المتشددين. وقال مسؤول محلي إن غارة بطائرة أميركية من دون طيار استهدفت عربة تقل عناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في محافظة الجوف بشمال اليمن أمس. ولم يتضح عدد الركاب أو مصيرهم. وفي وقت لاحق قال المتشددون في جعار إنهم أفرجوا عن الجنود من منطلق الاحترام للوسطاء الذين كان من بينهم الزعيم القبلي الشيخ طارق الفضلي. وقالت جماعة أنصار الشريعة في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني إن «الأمر بالإفراج عن الجنود الأسرى الذين أعلنوا توبتهم مما كانوا عليه من مناصرة لأعداء الشريعة إنما جاء تكريما للوفد، وإثباتا لحسن النية، على الرغم من عدم مبالاة حكومة صنعاء بهم وإهمالها لملفهم طوال الفترة الماضية». وكررت الجماعة مطلبها بالإفراج عن مقاتلين إسلاميين من السجن. وكانت قد هددت في السابق بإلحاق الأذى بالجنود ما لم ينفذ مطلبهم.