عباس يبحث في تونس استعادة أرشيف عرفات

في زيارة رسمية تستغرق 4 أيام

الرئيس التونسي المنصف المرزوقي برفقة الرئيس محمود عباس بعد وصوله العاصمة التونسية (إ.ب.أ)
TT

التباحث بشأن الأرشيف الفلسطيني، وخاصة أرشيف الرئيس الراحل، ياسر عرفات، سيكون إحدى أهم النقاط التي سيبحثها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في تونس، خلال زيارته التي بدأت بعد ظهر السبت الماضي، وتتواصل لمدة أربعة أيام. وكان الأرشيف موضع جدل متواصل منذ وفاة الزعيم الفلسطيني، وانقسام الساحة الفلسطينية، بين حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في رام الله. ويحاول كل من الطرفين الحصول على الأرشيف والاستئثار بميزاته الكثيرة، ولم يسمح الاتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بتسليم الأرشيف، بتفعيل القرار المتخذ منذ مدة. وكانت الحكومة التونسية تعتمد في تأجيل عملية التسليم على فرض القانون التونسي تسليم الأرشيف إلى أحد الأقارب المباشرين. وأشارت أنباء في حينها، إلى سعي سهى عرفات إلى تعطيل عملية التسليم بحكم علاقاتها الوطيدة مع العائلة الحاكمة آنذاك.

وتشير مصادر مطلعة في تونس، إلى أن المباحثات ستكون عسيرة، وأن الجانب الفلسطيني سيطالب على الأقل بنسخة إلكترونية من الأرشيف في مرحلة أولى، في انتظار استكمال المفاوضات على أن تبقى النسخ الأصلية للأرشيف في تونس.

ويكتسب الأرشيف الفلسطيني على وجه العموم وأرشيف الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات، أهمية كبرى في الاطلاع على خفايا فترة مهمة من فترات تاريخ النضال الفلسطيني، وهو يتضمن الكثير من الوثائق السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الأهمية، ويوثق لمرحلة تمتد من 1982 أي سنة انتقال قيادة منظمة التحرير إلى تونس بعد اجتياح إسرائيل لبنان، إلى حين انتقال عرفات من تونس إلى الأراضي الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو، أي لمدة تتجاوز العشر سنوات. وتصف قيادات فلسطينية الأرشيف بـ«الضخم»، وتقول إنه «يحمل تاريخ المنظمة لفترة طويلة».

وتؤكد المصادر نفسها، أن أرشيف عرفات يحتوي على كنز من المعلومات الاستخباراتية، عن مجموعة من رؤساء الدول العربية والإسلامية، ورجال السياسة والاقتصاد والجيش والعلوم في هذه الدول. كما أن تلك المعلومات تكتسب أهميتها، باعتبارها تتعلق بشخصيات دولية مهمة، وبأفراد عائلاتهم أيضا. ويتعلق جانب من الأرشيف بمعلومات عن إسرائيل. وتؤكد المصادر أن خطورة المعلومات التي يحتويها الأرشيف الفلسطيني هي التي جعلت عرفات يبقى في تونس بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، خشية قيام إسرائيل بالسيطرة على الأرشيف.

ومن المتوقع أن تسيطر على المباحثات التونسية - الفلسطينية كذلك، مسألة أملاك الفلسطينيين في تونس، من بينها أحد منازل معتمد منظمة التحرير السابق في تونس، الحكم بلعاوي، ومنزل يقع في منطقة الحمامات (60 كلم شمال شرقي العاصمة التونسية) ملك لابنة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وتشير بعض المصادر، إلى إمكانية تعرض بعض الأملاك الفلسطينية في تونس، إلى المصادرة في إطار مصادرة أملاك التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، وبناء بعض الممتلكات الفلسطينية على أراضٍ تعود إلى التجمع بيعت للمنظمة بأسعار رمزية.

ومن الناحية السياسية، من المنتظر أن يجتمع الرئيس الفلسطيني خلال زيارته إلى تونس بحمادي الجبالي، رئيس الحكومة التونسية، وبمصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي. وكان عباس زار، أمس، متحف باردو بالعاصمة التونسية، وقدمت له تشكيلة من القطع الأثرية الفلسطينية المحفوظة بمتحف باردو، وتعود إلى العهدين الروماني والفينيقي، كما أعلنت عن ذلك وكالة الأنباء التونسية الرسمية. كما قام عباس بزيارة إلى منطقة حمام الشط بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، ووضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري للشهداء الفلسطينيين والتونسيين الذين سقطوا خلال الغارة الإسرائيلية على مقر قيادة الأركان الفلسطينية أول أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 1985، كما زار مقبرة الشهداء بالسيجومي بضواحي العاصمة التونسية.

ويضم الوفد الفلسطيني نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، ورياض المالكي، وزير الخارجية، وعزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.