نقل أمين عام الجبهة الشعبية الأسيرإلى المستشفى

فلسطين تطالب العربي بدعم قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية

أحمد سعدات
TT

نقلت إدارة سجن «ريمون» الإسرائيلي، الأسير المضرب عن الطعام منذ ثلاثة عشر يوما، أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية، أمس، إلى مستشفى سجن الرملة بعد تدهور حالته الصحية، لينضم بذلك إلى خمسة أسرى يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية نتيجة تدهور حالاتهم الصحية.

ويعتبر سعدات واحدا من 19 أسيرا يقبعون في عزل انفرادي داخل السجن منذ سنوات. فهو في الزنزانة منذ عام 2009، وهناك خمسة أسرى معزولون قبله بكثير، مثل: محمود عيسى من القدس المحتلة الذي تم عزله في سجن ريمون منذ 2002، وحسن سلامة من قطاع غزة، في عزل سجن ريمون أيضا، وعبد الله البرغوثي من رام الله في عزل سجن الرملة، وكلاهما معزولان منذ سنة 2003، وجمال أبو الهيجا من جنين في سجن جلبوع، معزول منذ 2004، وأحمد المغربي من بيت لحم في سجن ايشل ومعزول منذ 2005، وإبراهيم حامد من رام الله، في سجن عسقلان ومعزول منذ 2006. وكانت إسرائيل رفضت إطلاق سراحهم في صفقة شاليط. وقد باتت قضيتهم، في أعلى سلم مطالب إضراب الأسرى عن الطعام، وقد أعلنوا أنهم لن يقبلوا بعد بهذا العزل، الذي يعني أن لا يحتكوا بالأسرى الآخرين أو يلتقوا محاميهم.

وقد حاولت إدارة السجون التوصل إلى حل وسط معهم، فاقترحت خلال المفاوضات الجارية حاليا، إخراجهم من العزل مقابل إنهاء الإضراب، بشرط أن يقطعوا أية صلة بالنشاطات السياسية في الخارج، ويمتنعوا عن إطلاق تصريحات سياسية، لكن الأسرى رفضوا ذلك، وقالوا إنهم يرفضون الحلول الجزئية. ويطلبون إنهاء العزل تماما بلا شروط، وإعادة الامتيازات التي حظي بها الأسرى خلال كفاح سنوات، ومنها السماح لهم بالدراسة في مرحلة التوجيهي، واللقب الجامعي وتحسين المعاملة وشروط المعيشة في السجون.

المعروف أن إضراب الأسرى يدخل اليوم أسبوعه الثالث، ويشارك فيه نحو 2000 من مجموع 4800 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية. ومن المتوقع أن ينضم إليهم بقية الأسرى، غدا، الأول من مايو (أيار). وقد حاولت مصلحة السجون كسر إرادتهم منذ اليوم الأول بالتعامل الفظ وسحب كل التلفزيونات وأجهزة التقاط الإذاعات وجميع الأجهزة الكهربائية من غرفهم، وحتى الكتب والدفاتر والأقلام. وأعلنت أنها لن تتجاوب مع مطالبهم. إلا أنها تراجعت في الأسبوع الماضي، وبدأت تدير مفاوضات معهم. ومن المقرر أن تعطي بعد غد ردودها على مطالبهم بشكل عيني.

وتتسع حلقة التضامن مع الأسرى في الشارع الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما بدأت تتصاعد حملة تضامن معهم في صفوف المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48). وبدعوة من مركز حريات وشباب من أجل الأسرى شارك في الليلة قبل الماضية العشرات من أبناء الحركة الوطنية في منطقة البطوف في الجليل، من المنتمين إلى حركة أبناء البلد والحركة الإسلامية وحزب التجمع الوطني الديمقراطي والرابطة العربية للأسرى والمحررين. وأقيمت المظاهرة التضامنية مع الأسرى على دوار الشهداء في قرية عرابة. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصورا للأسرى وشعارات تدعو إلى الوقوف بجانب الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها من أجل رفع الظلم وتحقيق مطالبهم في إلغاء الاعتقالات الإدارية وإلغاء ما عرف بـ«قانون شاليط» (الامتيازات التي سحبت بسبب أسر شاليط، والتي لم تعدها مصلحة السجون رغم إطلاق سراح شاليط). ودعا رئيس الرابطة العربية للأسرى والمحررين، منير منصور، إلى المزيد من الفعاليات والنشاطات التضامنية للجماهير العربية و«عدم ترك أسرانا وحيدين في المعركة».

في السياق عينه، طالبت فلسطين جامعة الدول العربية أمس بدعم قضية الأسرى، قائلة إن على الجامعة أن تخاطب وزراء الخارجية العرب وبعثات الجامعة في الخارج، لتكثيف حملاتهم السياسية والإعلامية لدى المجتمع الدولي للتعريف بقضية الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية ومن أجل الضغط على إسرائيل للإفراج الفوري عنهم وعن المعتقلين العرب.

وأعلن سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، الدكتور بركات الفرا، أنه تم الاتفاق مع الأمين العام للجامعة، دكتور نبيل العربي، على عقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين قريبا، لبحث التحرك الفلسطيني والعربي لطرح قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في المحافل الدولية والتحضير للمؤتمر الدولي الخاص بقضية الأسرى الذي أقره مجلس الجامعة العربية هذا العام.