حي «زيزينيا» بالإسكندرية يتحول إلى إمبراطورية من القصور

سكنه أمراء الأسرة العلوية وأثرياء الجاليات الأجنبية

TT

بعد أن بنى «زيزينيا» قصره في منطقة رمل الإسكندرية، التي كانت في الماضي ضاحية الرمال والجمال، تحول الحي إلى إمبراطورية من القصور والفيللات الفخمة التي تقطنها كبرى العائلات الأرستقراطية في مصر والعالم العربي.

كان استيفان زيزينيا قد أغرم بمنطقة مرتفعة برمل الإسكندرية فكان أول الأجانب الذين سكنوا تلك المنطقة، وبنى قصرا مهيبا يشبه قصور «ألف ليلة وليلة»، في حين أن باقي سكانها كانوا من الأعراب، ويرجح أن زيزينيا كان قد جاء إلى مصر هربا من مذابح الأتراك، وعمل بتجارة القطن، وكان أحد المقربين من الأسرة العلوية حيث منح أراض كثيرة في القطر المصري، وقد شيد كنيسة سان استيفانو التي تهدمت في الثمانينات، وكذلك كازينو سان استيفانو عام 1887.

وقد تحول قصر زيزينيا إلى فندق «جلوريا أوتيل»، ثم اشتراه الأمير محمد علي وأعاد بناءه عام 1927 وأطلق عليه اسم «قصر الصفا»، وهو الاسم الحالي له، الذي دخل ضمن القصور الرئاسية وهو معد لاستقبال ضيوف الرئاسة أو كبار الوزراء ورجال الدولة أثناء وجودهم في الإسكندرية.

ويقف على مقدمة الحي من جهة الكورنيش قصر أنيق هو قصر عزيزة فهمي، يليه قصر مظلوم باشا ومكانه كليه الفنون الجميلة حاليا، ثم قصر عدلي يكن باشا (رئيس وزراء مصر في العشرينات)، فقد كان الحي في الماضي يتكون من عدد قليل من القصور الفاخرة وكثبان رملية ومجموعات من الأعراب، وكانت هناك أراض فضاء مخصصة للعب كرة القدم لطلبة المدارس الأجنبية في أوائل القرن العشرين.

ولا يزال التجول في الحي نزهة محببة، حيث تندر به المحال التجارية، حتى إن التجول به يشبه السير في «بيفرلي هيلز» من حيث روعة الحدائق الخاصة التي تزينه، ويكفي التجول بناظريك لكي تتعلق عيناك بتفاصيل الزخارف المعمارية التي تعلو قصور الحي التي سكنها في الماضي أمراء الأسرة العلوية إلى جانب الإنجليز والإيطاليين واليونانيين.