انتهاكات الهدنة مستمرة في سوريا.. وعائلة كاملة ضحية قذيفة هاون في إدلب

«المرصد السوري»: مقتل 12 عسكريا في دير الزور خلال هجوم نفذته قوات النظام ضد معقل للمنشقين

ناشطون سوريون يقطعون الطريق باستخدام الوقود والإطارات المشتعلة في حي الميدان بدمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

في انتهاكات جديدة للهدنة الهشة التي أرساها بدء تنفيذ خطة المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان قبل أقل من ثلاثة أسابيع، لقي أكثر من خمسة وثلاثين شخصا، بين مدني وعسكري، حتفهم أمس في سوريا، في محصلة أولية، وتحديدا في إدلب ودير الزور. وقالت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا إن ثمانية عشر قتيلا قضوا في «مجزرة ارتكبها النظام السوري في قرى إدلب»، التي شهدت أمس مظاهرات متفرقة مطالبة بإسقاط النظام السوري، فيما أوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «عشرة سوريين، تسعة منهم من عائلة واحدة، قتلوا أمس في قرية مشمشان المجاورة لمدينة جسر الشغور في إدلب، إثر سقوط قذائف هاون على منزلهم».

وقال ناشطون إن مدينة جسر الشغور شهدت إضرابا عاما أمس، حدادا على أرواح القتلى، في حين عمدت قوات الأمن السورية إلى تكسير أقفال المحال التجارية بهدف فك الإضراب. وكان انتشار أمني كثيف شهدته سوق إدلب المدينة، مدعوما بآليات مصفحة، بموازاة إعلان «لجان التنسيق» عن «انشقاق ضابط مع ستة عناصر عن الجيش النظامي والتحاقهم بالجيش الحر في بلدة دركوش في إدلب».

وفي محافظة دير الزور، قتل 12 عسكريا في اشتباكات عنيفة مع منشقين في منطقة البصيرة. وذكرت «لجان التنسيق» أن «الطيران الحربي حلق فوق قرى البصيرة مع سماع أصوات إطلاق نار كثيف وتصاعد أعمدة الدخان، فيما قال «المرصد السوري» إن «القوات النظامية استخدمت القذائف والرشاشات الثقيلة، مما أدى أيضا إلى مقتل مواطن وإصابة آخرين بجروح»، مؤكدا استخدام «الطائرات الحوامة في العمليات العسكرية التي نفذتها قوات الأمن منذ صباح أمس في مناطق شرق محافظة دير الزور».

وذكر المرصد على صفحته على «فيس بوك» أن «ضابطا رفيع المستوى، يعتقد أنه نائب وزير الدفاع السوري، يتولى العمليات العسكرية في شرق محافظة دير الزور (البصيرة - خشام – البوعمر - موحسن). ونقل عن ناشطين قولهم إن «القوات النظامية استخدمت المدفعية باستهداف المنطقة، وإن قرار العملية العسكرية اتخذ إثر اجتماع عقد في مقر حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة دير الزور مساء أول من أمس». وأوضح الناشطون، وفق المرصد، أن «جنود الجيش النظامي قتلوا أمس خلال هجوم نفذوه على معاقل المجموعات المسلحة المنشقة، مما أدى إلى تصدي مقاتلي المجموعات المسلحة المنشقة لهم وقتل 12 منهم».

وفي مدينة البوكمال، أعلنت لجان التنسيق مساء أمس عن مقتل ثلاثة مواطنين هم عمر عبد الرزاق طوبي وشخصان آخران من آل الموصلي، جراء إطلاق «الشبيحة» النار عليهم وهم في سيارة أجرة.

وفي ريف دمشق، لا تزال العمليات العسكرية مستمرة ضد عدد من البلدات والمدن، حيث شهدت بلدة حمورية أمس حملة تمشيط ومداهمات منذ الصباح، بالتزامن مع عمليات اقتحام للمزارع المجاورة لها. كما استهدف قصف عنيف مزارع الغوطة الشرقية من جهة حمورية وبيت سوا ومسرابا، التي شهدت بدورها حملات دهم واعتقال، وسط ونهب وقتل المواشي. وفيما خرجت مظاهرة في ساحة الحرية في الضمير، هتفت للشهداء وطالبت بالإفراج عن المعتقلين، لقي رجل ثمانيني حتفه في مدينة قطنا، إثر إطلاق الرصاص عليه من حافلة صغيرة.

وفي دمشق، ذكرت «لجان التنسيق» أن «قوات الأمن و(الشبيحة) هاجموا موكب تشييع أحد القتلى ويدعى مجد صبح، بعد انطلاقه من جامع الأقصاب في شارع الملك فيصل، كما اعتقلوا عددا من الشباب المشاركين في التشييع».

من جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن مئات من المسلحين سلموا أنفسهم وأسلحتهم إلى «الجهات المختصة». وقالت الوكالة «سلم 371 شخصا ممن غرر بهم وتورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة في محافظات حماه وريف دمشق وحمص إدلب»، مشيرة إلى أنهم «تمت تسوية أوضاعهم» بعد أن قدموا وثائق وتعهدات خطية «بعدم العودة إلى حمل السلاح والتخريب أو ما يمس أمن سوريا مستقبلا بعد أن تأكد لهم حجم المؤامرة المحاكة ضد سوريا».

في موازاة ذلك، شهدت حمص مظاهرات عدة، وأفيد بمقتل مواطن يدعى عمر حمادي على أيدي قوات الأمن في شارع الشراكس في حي البياضة. وكانت مظاهرة مسائية خرجت في حي الوعر هتفت للحرية وطالبت بإسقاط النظام، فيما تحدث ناشطون عن «سماع دوي انفجارات متتالية في حي الوعر»، في الوقت عينه. كما خرجت مظاهرة مماثلة في مدينة القصير، هتفت للحرية وطالبت بالإفراج عن المعتقلين.

وفي حماه، فتحت قوات الأمن السورية النار على متظاهرين خرجوا في قلعة المضيق، من أجل تفريقهم، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وفي قرية الكريم، قتل المواطنان رياض وريان عنيزان بسبب إطلاق قوات الأمن و«الشبيحة» الموجودين على جسر التويني النار عشوائيا على القرية. وفي حي اللطامنة، قتل طفل يبلغ من العمر سبع سنوات ويدعى أحمد عبد الغفور شاهين برصاص الأمن السوري. وقالت لجان التنسيق إن «طائرات مروحية حلقت فوق مدن وبلدات شمال حلب ومرج دابق تحديدا، فيما اقتحمت قوات الأمن مبنى السكن الجامعي في جامعة حلب، وذلك بعد خروج مظاهرة طلابية حاشدة فيه هتفت لإسقاط النظام.

وفي درعا، شهد غرب مدينة أنخل إطلاق نار متواصل بعد ظهر أمس، عند منطقة المطوق - طريق التل، والتي وصلت إليها تعزيزات أمنية في ظل استنفار أمني على كل حواجز المدينة. وكانت مظاهرة صباحية خرجت أمس في المتاعية، تضامنا مع المدن التي تتعرض للقصف.