بعد نصر الله.. أسانج يقابل المرزوقي

الرئيس التونسي ينتقد الولايات المتحدة بسبب غوانتانامو.. ويحذر من السلفيين

TT

بعد المقابلة التي أجراها القائم على «ويكيليكس» جوليان أسانج، مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أجرى أسانج أمس مقابلة مع الرئيس التونسي منصف المرزوقي ضمن سلسلة حواراته لبرنامج «عالم الغد» لقناة «آر تي» الروسية. ووجه المرزوقي انتقادا للولايات المتحدة بسبب انتهاك حقوق الإنسان في سجن غوانتانامو. ووصف أسانج المرزوقي بأنه «صاحب الشرعية الأخلاقية الأكبر بين باقي الزعماء العرب»، لكنه في الوقت نفسه قال إن على المرزوقي أن «يواجه حقائق السلطة». ومن جهته، عبر المرزوقي في مستهل المقابلة عن إعجابه بأسانج، قائلا له «كنت دائما معجبا جدا بالعمل الذي قمت به.. إن كنت تتعرض لبعض لمشاكل فأنت موضع ترحيب في تونس». وتحدث المرزوقي خلال المقابلة عن فترة سجنه، وكانت أربعة أشهر، قائلا «لقد جننت بحق.. كما تعلم، يمكنك فقط الحديث مع نفسك.. أن تكون وحيدا مع نفسك طيلة تلك المدة.. إنها تجربة فظيعة». واستغل أسانج حديث المرزوقي عن السجن وانتهاك حقوق الإنسان في تونس خلال حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ليسأله عن دعم الولايات المتحدة لذلك النظام، بالإضافة إلى انتهاك حقوق الإنسان في الولايات المتحدة.. فأجاب المرزوقي بأنه رفض لقاء مسؤول في البيت الأبيض مهتم بحقوق الإنسان قبل 4 سنوات «لأنه سيكون من السخف الحديث مع شخص أنت تعرف جيدا أن له صلة بمشكلة غوانتانامو». وأضاف «لا يمكنك أن تأخذ شخصا على محمل الجد وهو متورط في التعذيب في بلاده ثم يأتي ليعطيك الدروس بشأن كيفية الارتقاء بوضع حقوق الإنسان في تونس، لذا لم أقبل اللقاء به». وأفاد المرزوقي بأن الحكومة التونسية الآن تعمل على إعادة هيكلة الأمن وإزالة المسؤولين عن التعذيب من النظام السابق، قائلا «علينا أن نزيحهم واحدا واحدا»، لكنه اعتبر أن الأمر الأهم الآن مواجهة السلفيين في البلاد. وأوضح «الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي هو أننا سنواجه أمورا صعبة كالحركة السلفية مثلا.. هذه حركة ميالة لليمين بشكل متطرف هنا في تونس، وهم بإمكانهم أن يشكلوا خطرا على الديمقراطية، ويتوجب علينا أن نواجه المشكلة من منظور سياسي... علينا أن نتناقش معهم أو ما شابه.. لكن البعض منهم لا يقبلون أي نوع من النقاش السياسي، والبعض منهم سيشكلون نوعا من التهديد للديمقراطية». وفي ما يخص الملف السوري، قال المرزوقي «الديكتاتورية التي يعاني منها الشعب السوري هي بالضبط كتلك التي كانت في تونس سابقا، قبل الثورة، ولذلك نحن نشعر بأننا قريبون جدا من الشعب السوري». وأضاف «ندعم سوريا كليا.. الشعب السوري يكافح ضد طاغيته كما كافحنا ضد طاغيتنا». وفي ما يخص عرض المرزوقي على الرئيس السوري بشار الأسد اللجوء إلى تونس، أجاب المرزوقي «المهم بالنسبة لنا أن يتوقف نزيف الدم في سوريا، هذا هو أهم شيء.. لهذا قلت إن لدينا سيناريو وشيكا يمكن أن يكون حلا جيدا للشعب السوري». لكنه أردف قائلا:«أعلم أن الأسد لن يطلب أبدا اللجوء إلى تونس»، مشيرا إلى أن كلامه عن الاستعداد لاستقبال الأسد كان ردا على سؤال صحافي وليس مقترحا منه. وأضاف أن الأسد «ربما يهرب إلى روسيا أو أي بلد آخر.. لكن ليس إلى تونس». وكرر المرزوقي رفضه للتدخل الأجنبي والعسكري في سوريا، قائلا «أؤمن بأن تسليح السوريين سيؤدي إلى حرب أهلية.. أعتقد أن ذلك ليس خيارا جيدا.. الحل الوحيد لا بد أن يكون سياسيا، وإننا يجب أن نجد أرضية مشتركة بين المعارضة والنظام».