اقتراح سلفي بتحويل قصر رئاسة الجمهورية لفندق عالمي

مقدمه قال لـ «الشرق الأوسط» إنه شهد خروج مبارك تحت ضغط الإرادة الشعبية

TT

تلقى البرلمان المصري اقتراحا يدعمه نواب سلفيون، بتحويل قصر رئاسة الجمهورية الذي كان الرئيس السابق حسني مبارك يدير منه البلاد ويستقبل فيه كبار الزوار، إلى فندق عالمي. وقال مقدم الطلب، النائب مصطفى عبد اللطيف، من حزب النور السلفي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه سلم الطلب بالفعل لأمانة مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان)، وإن نوابا من الحزب وخارجه يدعمون الاقتراح. وأضاف «إذا كان أحد المقاهي في لندن تحول لمزار سياحي لمجرد أن (الأميرة الراحلة) ديانا شربت فيه القهوة قبل وفاتها، فما بالك بالقصر الذي شهد خروج أسرة الرئيس مبارك من الحكم مجبرة تحت الضغوط الشعبية؟».

ويشغل حزب النور نحو ربع مقاعد البرلمان، لكن موقفه غير واضح من المزارات الفرعونية والنشاط السياحي عامة الذي يعتبر من مصادر الدخل القومي للبلاد. وقال النائب مصطفى عبد اللطيف، إنه يجب النظر في تحويل القصر الجمهوري الذي أدار منه مبارك الحكم، والمعروف أيضا باسم «قصر الاتحادية» أو «قصر العروبة» في ضاحية مصر الجديدة، إلى فندق عالمي مفتوح لزيارة السياح.

وكان القصر الجمهوري قد تأسس في الأصل كفندق ضخم عام 1910 على طراز معماري فريد على مساحة كبيرة، وأقام فيه عدد من الملوك والقادة العسكريين وكبار رجال الأعمال والساسة خاصة في فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية، إلى أن تم تأميمه مع تولي الجيش السلطة في خمسينات القرن الماضي، لكن الرئيس الراحل أنور السادات حوله إلى مقر لما عرف باتحاد الجمهوريات العربية (مصر وسوريا وليبيا) في مطلع السبعينات، وأصبح في عهد مبارك مقرا رئاسيا.

وأوضح عبد اللطيف «نريد أن يعود هذا القصر إلى أصله الذي أقيم من أجله منذ نحو مائة عام، أي (فندق عالمي)»، مشيرا إلى أن القصر يضم 400 غرفة فندقية و55 جناحا وكان أفضل فندق في العالم ونزل فيه المشاهير. وأضاف نائب «النور» أن القصور الرئاسية في كل دول العالم «يتغير وضعها من فترة لأخرى حيث تكون تابعة أحيانا لهيئة السياحة والفنادق لاستغلالها سياحيا.. رأينا كثيرا من قصور الحكم التي تحولت لفنادق، وهذا يسهم في الرواج السياحي وتحقيق مزيد من الدخل، خاصة أن الرئيس القادم لن يستخدم هذا القصر، لأن لدينا الكثير من هذه القصور في القاهرة وخارجها.

وعما إذا كانت وجهة نظره تتعارض مع توجهات حزب النور والحركة السلفية، وفقا لما أعلنته قيادات منهما عن ضوابط صارمة للنشاط السياحي في مصر «كدولة إسلامية»، أوضح النائب عبد اللطيف بقوله إن حزب النور «لا يحارب السياحة، لكنه يبحث عن الحلول الابتكارية لها، وألا تكون مقتصرة على سياحة الآثار أو العري، والتركيز على السياحة العلاجية وسياحة السفاري.. نحن نبتكر حلولا ونبتكر أوجها جديدة للسياحة».

وعما إذا كان السلفيون وحزب النور يسعون إلى إحلال نمط سياحي محل آخر، قال النائب عبد اللطيف «ما نسعى إليه هو تطوير للسياحة وليس إحلال نظام سياحي محل آخر.. نحن نقول (للسياح) تعالوا عيشوا الواقع وانظروا ماذا يوجد لدينا من حياة وتاريخ». وعن المكان الذي يرى أن الرئيس القادم سيدير منه شؤون البلاد فقال «لدينا أكثر من قصر بديل، وهذه ليست مشكلة».