طالباني: أؤيد الدولة الكردية لكن الظروف الموضوعية لها غير متوافرة حاليا

بارزاني يواصل جولته الخليجية ويزور قطر

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدى استقباله رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

بينما يواصل الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان جولته الخليجية، ويتوقع أن يزور قطر قبل أن يعود إلى كردستان لتهيئة الاستعدادات الجارية لعقد الاجتماع الموسع للقوى العراقية المقرر له الاثنين القادم، أكد الرئيس العراقي جلال طالباني «أنه يؤيد حق تقرير المصير للشعب الكردي بما فيها تشكيل دولته المستقلة» لكنه استدرك قائلا: «إن الظروف الموضوعية غير متوافرة حاليا لممارسة هذا الحق، ويترك الحديث إلى ظروف أكثر ملاءمة لتحقيق هذا الحلم الكردي العتيد».

ورغم أن المتحدث الرسمي باسم رئاسة إقليم كردستان قد شدد في تصريح سابق لـ« الشرق الأوسط» على أن زيارة بارزاني لدولة الإمارات العربية المتحدة تركز على التعاون الاقتصادي والتجاري دون الخوض في المسائل السياسية وعلى رأسها قضية الخلافات القائمة بين الإقليم وبغداد، لكن مصادر إعلامية مرافقة لبارزاني أكدت «أنه بحث مع رئيس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الأوضاع السياسية في العراق». وقال مصدر في ديوان رئاسة الإقليم إن بارزاني شرح لرئيس الوزراء الإماراتي «مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في العراق وجهود الأطراف السياسية من أجل دعم وحدة العراق». ورغم أن المتحدث الرئاسي لم يتطرق إلى زيارة بارزاني لدولة قطر، فإن مصادر الرئاسة تحدثت عن زيارة بارزاني لها والاجتماع مع قادتها لبحث الأوضاع السياسية في العراق.

في غضون ذلك وضع الرئيس العراقي جلال طالباني حدا للجدل الدائر في كردستان حول موقفه من تشكيل الدولة الكردية المرتقبة حيث أكد في كلمة له باجتماع المجلس المركزي (البرلمان الحزبي) للاتحاد الوطني الذي عقد بمقر المكتب السياسي الجديد في أربيل والذي سمي بـ(قصر السلام) «أن الاتحاد الوطني نادى منذ تأسيسه منتصف السبعينات من القرن الماضي بحق تقرير المصير للشعب الكردي، وأدرج هذا الحق ضمن أهداف نضاله الرئيسية وقدم لذلك تضحيات جسيمة». وقال طالباني: «إن شعار حق تقرير المصير هو شعار عتيد ناضل الاتحاد الوطني من أجل تحقيقه لعقود طويلة وقدم تضحيات جسيمة من أجله، ولسنا نادمين على رفع ذلك الشعار، ونضالنا سيستمر لحين تحقيق هذا الهدف الرئيسي للاتحاد الوطني، ولكن الكرد تمكنوا في هذه المرحلة من تثبيت حقهم بالفيدرالية في الدستور العراقي وصوتوا عليه، وفي مرحلة أخرى قادمة إذا كان مناسبا سيتبع الكرد شكلا آخر من حق تقرير المصير، بمعنى أن لكل مرحلة قراراتها».

وفي تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» أوضح عادل مراد رئيس المجلس المركزي للاتحاد الوطني «أن طالباني دعا قبل 50 عاما إلى إقرار حق تقرير المصير للشعب الكردي، وهو حق يشمل الانفصال والكونفدرالية والفيدرالية والحكم الذاتي، لكنه يرى أن الصيغة الفيدرالية هي الأنسب مع نضال الشعب الكردي في هذه المرحلة، والفيدرالية اختارها الشعب الكردي عبر برلمانه بمحض إرادته، وما زالت هي الصيغة الأقوى والأفضل لتنظيم العلاقة بين الإقليم والمركز لأسباب تتعلق بالظروف الإقليمية، وتتطابق مع العلاقات النضالية والتاريخية بين الشعبين الكردي والعربي في العراق» وتابع: «رغم وجود الخلافات العميقة بين الإقليم والمركز، لكن المسألة الجوهرية التي تتفق عليها جميع المكونات العراقية هي التأكيد على وحدة العراق، والفيدرالية هي الصيغة التي تحفظ هذه الوحدة، خاصة أن العراق يتكون من قوميات وأديان ومذاهب مختلفة، لذلك فإن أنسب صيغة للعلاقة بين تلك المكونات هي الفيدرالية الديمقراطية البعيدة عن الطائفية والعنصرية».

وأشار رئيس المجلس المركزي إلى جانب آخر من كلمة طالباني ويتعلق بالموقف من المشاكل الحالية بين أربيل وبغداد، حيث تحدث طالباني عن تصدع العلاقات بينهما على خلفية المواجهة الإعلامية والتصريحات المتشنجة الصادرة عن بعض الساسة من الطرفين، ويرى طالباني أن تلك الخلافات والمشاكل لا تحل بالحرب الإعلامية وتبادل الاتهامات، ولا بد من العودة لطاولة المفاوضات، وخلق الأجواء الإيجابية أمام انطلاق مفاوضات جادة وحاسمة باتجاه حل المشاكل العالقة، وخاصة تنفيذ المادة 140 وإقرار قانون النفط والغاز حسب الاتفاقات الموقعة بين الطرفين، مؤملا أن تتكلل جهود القادة العراقيين في اجتماعاتهم القادمة بإعادة ترتيب البيت العراقي، لأن هناك قوى خارجية تراهن على إسقاط التجربة الفيدرالية والديمقراطية في العراق.

أما فيما يتعلق بالخلافات القائمة بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني حول رؤيتهما لتشكيل الدولة الكردية، فقد أشار مراد إلى «أن طالباني شدد مرة أخرى على أهمية تدعيم العلاقات الاستراتيجية بين الحزبين، باعتبارها الضمانة الأساسية لوحدة الصف الكردي، وتثبيت الحقوق القومية المشروعة في الدستور العراقي، وأنا من جهتي أعتبر تلك الخلافات شيئا طبيعيا، وأن الاتفاق الذي يربطنا لا يعني أن تكون مواقفنا ورؤيتنا متطابقة في جميع المسائل».