الاتحاد الإسلامي الكردستاني يعقد مؤتمره العام

أمينه العام المستقيل ينتقد «السياسات الطائفية» للحكومة العراقية

TT

بدأت في أربيل أمس أعمال المؤتمر الحزبي السادس للاتحاد الإسلامي الكردستاني (تيار الإخوان المسلمين)، الذي سيشهد لأول مرة تغييرا في زعامته بعد إعلان أمينه العام الحالي صلاح الدين محمد بهاء الدين استقالته من منصبه.

وعقد المؤتمر تحت شعار «نحو تجديد الرؤى وتطوير القابليات وبناء مجتمع متطور وتحقيق العدالة الاجتماعية»، بحضور 755 مندوبا منتخبا من قبل الفروع والمنظمات الحزبية. وانتخب المؤتمر في مستهل جلسته الافتتاحية، التي خلت من دعوة الضيوف من الجهات الرسمية والحزبية، أمينه العام السابق رئيسا لإدارة جلساته، وألقى كلمة تحدث فيها عن مراحل التنظيم الحزبي للاتحاد وما واجهته من تحديات عبر مسيرته الممتدة للثماني عشرة سنة الماضية. وتطرق بهاء الدين إلى الثورات التي تشهدها المنطقة العربية، وقال: «إنه لا يمكن أن نمر على الأحداث التي شهدتها المنطقة، وخصوصا ثورات الربيع العربي، مرور الكرام، لأنها أحداث غيرت الخارطة السياسية في المنطقة، ولها تداعياتها وتأثيراتها على كردستان والعراق»، ووجه خلال كلمته انتقادات شديدة إلى الحكومة العراقية، وخصوصا ما وصفه بالخطوات التي توجه العراق نحو الطائفية».

وكرست الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي سيستمر لثلاثة أيام لمناقشة المقترحات المتعلقة بتعديل النظام الداخلي، ويتوقع أن يتم في الجلسة الأخيرة للمؤتمر بعد مناقشة التقارير المالية والتنظيمية انتخاب أمين عام جديد للاتحاد بعد قبول المؤتمر لاستقالة أمينه العام السابق صلاح الدين محمد بهاء الدين، التي تقدم بها قبل عدة أشهر في محاولة منه لدعم الحزب بالعناصر القيادية الجديدة. ولكن النظام الداخلي للاتحاد الإسلامي يشترط أن يكون المترشح لشغل منصب الأمين العام قد أمضى دورتين كعضو في المكتب السياسي، وبهذه الصيغة فإن عشرة أعضاء فقط من قيادة المكتب واللجنة القيادية وكوادر الحزب يحق لهم الترشح، وقد تأكد لـ«الشرق الأوسط» إلى الآن ترشح أربعة أعضاء من المكتب السياسي للمنصب، وهم: محمد فرج وهادي علي ومولود باومراد ومحمد أحمد.

يذكر أن الاتحاد الإسلامي الكردستاني، وهو حزب إسلامي معتدل غير مسلح، تأسس في الأول من شهر أبريل (نيسان) من عام 1994 وطرح نفسه في البداية كمنظمة خيرية قامت بإنشاء الكثير من المستشفيات والمدارس ووزعت في سنوات الحصار مساعدات غذائية ومالية على المواطنين، واستطاع بذلك كسب عدد كبير من المؤيدين له وتحوله إلى حزب سياسي. وكان الاتحاد الإسلامي قد حقق منذ بدايات ظهوره نجاحات ملحوظة في الانتخابات المهنية والمنظمات الطلابية والشعبية، ولكن النجاح الأكبر حققه في الانتخابات البرلمانية التي جرت بعد سقوط النظام السابق في عامي 2005 و2009، واحتل عددا من مقاعد البرلمانين الكردستاني والعراقي، وتحول منذ اندلاع المظاهرات الشعبية في مدينة السليمانية عام 2011 إلى صف المعارضة الكردية التي تضم كلا من حركة التغيير بزعامة السياسي الكردي المعروف نوشيروان مصطفى والجماعة الإسلامية بقيادة أميرها علي بابير.