إسرائيل تضع مخططات لبناء فندق في حي استيطاني جديد في القدس

بعد 24 ساعة على تخيير أبو مازن لنتنياهو بين الاستيطان والسلام

TT

بعد أقل من 24 ساعة على دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للاختيار بين الاستيطان والسلام، انتهت لجنة التنظيم والبناء في المجلس البلدي اليهودي بالقدس من رسم خرائط لإنشاء فندق في مستوطنة «جفعات همطوس» جنوب المدينة المقدسة، وأودعت الخرائط قيد التنفيذ.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إن الفندق المنوي بناؤه كجزء من الحي الجديد في المستوطنة، سيضم 1100 غرفة على تل مرتفع يقع قرب بيت صفافا على طريق الخليل. ويمثل الفندق مرحلة متقدمة من التخطيط للمستوطنة «الجديدة» التي كانت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الإسرائيلية قد أقرت بناء 4000 وحدة استيطانية إضافية فيها، صودق على 2600 منها قبل أشهر، على أن يصادق على المخطط الجديد في أقرب وقت.

وقالت رئيسة قسم مراقبة البناء الاستيطاني في حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، حجيت عفران، إن حكومة نتنياهو تفرض واقعا جديدا على الأرض قبل الانتخابات البرلمانية. وأضافت أن «البناء في المنطقة يفرض واقعا جديدا سيحول دون التوصل إلى اتفاق مع الجانب الفلسطيني». وأردفت «إن هذه العملية تعتبر بمثابة الضربة القاضية لفكرة دولتين لشعبين وستمنع التواصل بين القدس الشرقية مع جنوب الضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا».

وتمثل الخطط الإسرائيلية الحالية أكبر تحد للمجتمع الدولي، وليس للجانب الفلسطيني وحسب، بعدما أثارت خطط إقامة المستوطنة الجديدة على الأراضي المحتلة عام 1967، غضبا دوليا، هاجمت معه آنذاك، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، الحكومة الإسرائيلية واتهمتها بعدم الالتزام بعملية السلام قائلة، «حسب القانون الدولي، فإن المستوطنات غير قانونية، ويجب إلغاء القرارات الإسرائيلية». وأضافت «إن قرار البناء في جفعات همطوس، الذي سيفصل القدس عن بيت لحم، قرار مقلق ولا يساهم في بناء الثقة بين الجانبين في المفاوضات».

وتضاف هذه الخطط إلى أخرى جديدة، تتضمن بناء 654 وحدة استيطانية في مستوطنة جبل أبو غنيم في القدس الشرقية، و180 وحدة أخرى في مستوطنة جفعات زئيف شمال القدس.

وبهذه الخطط يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي رد سريعا على تخييره بين السلام والاستيطان، الذي جاء على لسان أبو مازن من تونس أول من أمس. وطالب أبو مازن، نتنياهو بالاختيار بين الاستيطان والسلام، داعيا إلى وقف النشاطات الاستيطانية والاعتراف بحل الدولتين وبقيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 «لا أكثر ولا أقل».

وأضاف، في كلمة ألقاها أمام المجلس الوطني التأسيسي في تونس «أنا سأختارك يا نتنياهو لأنك شريكنا في السلام، سأعمل سلاما مع من، يعني قضاء الله وقدره أنك رئيس وزراء إسرائيل، وأنا مضطر لأن أتعامل معك، لكن أنت عليك أن تختار ما بين الاستيطان وما بين السلام». وطالب عباس الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان، الذي «يقتلع الأرض الفلسطينية شبرا بعد شبر، وتحديدا القدس الشريف والأحياء العربية المسيحية والإسلامية فيها»، مؤكدا «سعي إسرائيل إلى محو معالم هذه المدينة المقدسة، إضافة إلى باقي الضفة الغربية».

وربط عباس مجددا بين توقف الاستيطان واستئناف المفاوضات، وقال: «لا مفاوضات إذا لم تتوقف إسرائيل عن هذه النشاطات الاستيطانية»، غير أنه أكد في نفس الوقت ضرورة إجراء المفاوضات، قائلا «إنه لا يمكن الاستغناء عنها لبحث تفاصيل القضايا السبع المشتركة بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، وهي قضايا «لا تحل بالأمم المتحدة، بل بالمفاوضات». وتابع مخاطبا نواب المجلس التونسي «حتى هذه اللحظة التي أقف فيها بينكم، لا توجد أية بوادر توحي بأن الطرف الإسرائيلي يوافق على المفاوضات».