أنباء عن إضراب مازن درويش وزملائه عن الطعام وواشنطن تدعو سوريا لإطلاق سراحهم

عامر مطر لـ«الشرق الأوسط»: الحقد على الصحافيين أكبر من مثيله على المسلحين

مازن درويش
TT

بينما دعت الولايات المتحدة الأميركية السلطات السورية إلى إطلاق سراح الناشط الحقوقي والصحافي مازن درويش، الذي اعتقل في فبراير (شباط) الماضي مع 13 ناشطا وصحافيا آخرين كانوا يوجدون في مقر «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير»، الذي يرأسه درويش في دمشق.. ترددت أنباء عن دخول درويش وزملائه في إضراب عن الطعام، احتجاجا على اعتقالهم وتعذيبهم.

وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، التي وجهت نداءها قبيل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف غدا 3 مايو (أيار)، أن «الحكومة السورية تمنع أي اتصال مع درويش منذ أن قامت قوات الأمن بالهجوم على مكاتبه في 16 فبراير». وأعربت عن «القلق الكبير من إمكان تعرضه لأعمال تعذيب وانتهاكات أو أي تعاط آخر لا إنساني». وناشدت نولاند الحكومة السورية «الإفراج عن درويش وصحافيين آخرين معتقلين، فضلا عن كافة السجناء السياسيين تطبيقا لخطة النقاط الست لموفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان».

وتأتي دعوة الخارجية الأميركية بعد أيام على إبداء «رابطة الصحافيين السوريين» قلقها البالغ حيال ظروف الاعتقال التعسفي بحق درويش وزملائه المعتقلين حسين غرير وهاني زيتاتي ومنصور حميد وعبد الرحمن الحمادة، ومطالبتها «المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصليب الأحمر الدولي بالتدخل لزيارة المعتقلين والكشف عن مصيرهم والاطمئنان على أوضاعهم»، وذلك على خلفية «ورود أنباء عن استخدام التعذيب على نطاق واسع وممنهج على درويش ورفاقه المعتقلين في فرع المخابرات الجوية في دمشق».

وأشار الصحافي والناشط عامر مطر، الذي تم اعتقاله أكثر من مرة، أمس إلى أن «التعذيب لا يزال مستمرا بحق درويش وزملائه المحتجزين في سجون انفرادية»، لافتا إلى «أنباء وردتنا مؤخرا عن سوء وضعهم الصحي بسبب إضرابهم عن الطعام، احتجاجا على اعتقالهم».

وأوضح مطر لـ«الشرق الأوسط» أن «أجهزة الأمن السورية تتعاطى مع الصحافيين على أنهم مجرمون»، وقال: «أنا واحد من الصحافيين الذين اعتقلوا أكثر من مرة، وأؤكد أن حجم الحقد على أي صحافي داخل الفروع الأمنية أكبر بكثير من الحقد على أي مسلح، كما أن التعذيب الذي يتعرض له مختلف كليا».

وأعرب عن اعتقاده أن «سوريا تشهد اليوم حربا إعلامية، والنظام السوري يدرك جيدا حجم الدور الذي يقوم به الإعلام»، مجددا الإشارة إلى أن «العمل الإعلامي تحول إلى تهمة في سوريا». وقال: «مازن درويش وزملاؤه هم من الصحافيين الشجعان في سوريا، والذين كانوا يعملون وسط الأحداث منذ بدء الثورة في سوريا»، معتبرا أن «توقيف درويش الذي يرأس مركزا للدفاع عن الحريات الإعلامية أمر مخز لجميع الصحافيين السوريين».

تجدر الإشارة إلى أن درويش (38 عاما)، وهو عضو في الاتحاد الدولي للصحافيين وفي المكتب الدولي لمنظمة «مراسلين بلا حدود»، سبق أن تحدث لـ«الشرق الأوسط» مرات عدة قبل اعتقاله، كما نشرت «الشرق الأوسط» ملخصا عن تقارير عدة صدرت عن «المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير»، المرخص في فرنسا منذ عام 2004 والحاصل على صفة استشارية لدى الأمم المتحدة عام 2011، وتناولت هذه التقارير تواتر توزيع المطبوعات والانتهاكات الواقعة على صحافيين في سوريا، وكان درويش قد أشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» في السادس من ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى أن «اعتقال المدونة رزان غزاوي يأتي في إطار الضغط والتضييق المستمر على حرية التعبير، وهي محاولة لترهيب الإعلاميين والمدونين بشكل عام بهدف تقييد حركة المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية التي لا تعترف الحكومة السورية بوجودها أصلا». كما أبدى أسفه لأن «الوضع لا يزال على ما هو عليه في سوريا لناحية توقيف الإعلاميين والمدونين وناشطي المجتمع المدني، لا بل إنه يذهب باتجاه الأسوأ».

وكانت «رابطة الصحافيين السوريين» حملت بشدة على توجيه السلطات السورية «تهمة حيازة منشورات محظورة بقصد توزيعها وفقا للمادة 148 عقوبات؛ إلى أعضاء المركز السوري للإعلام وحرية التعبير المعتقلين، وهم كل من الزملاء: هنادي زحلوط، ويارا بدر، ورزان غزاوي، وثناء الزيتاني، وميادة خليل، وبسام الأحمد، وجوان فرسو، وأيهم غزول، والذين تم إيداعهم في سجن عدرا المركزي».