المعارضة السورية: مبادرة أنان ولدت فاشلة والمراقبون أصبحوا طعما لـ«اصطياد» الناشطين

العقيد قاسم سعد الدين: ملتزمون بوقف إطلاق النار.. ونحمل النظام مسؤولية التفجيرات

TT

أكد العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين، الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، التزام الجيش الحر بالمبادرة الدولية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ملتزمون بشكل كامل بوقف إطلاق النار».

وأضاف قائد المجلس العسكري بمدينة حمص وريفها «نحن نأمل في أن تنجح خطة أنان، لكن النظام يخترقها يوميا بعدة أشكال من أجل إفشالها وهو مستمر بالقتل». ووصف العقيد قاسم سعد الدين حمص قائلا إنها «مدينة منكوبة تعرضت للقصف عدة مرات وحاليا يعمل النظام فيها بأسلوب القنص وفي حالة وجود المراقبين يوقف عملياته». وحول المراقبين قال العقيد، إن «الناس في سوريا يجب أن يتفهموا طبيعة عملهم». وقال في اتصال هاتفي معه أمس «تقابلت شخصيا مع العقيد أحمد حميش الذي شرح لي أن عملهم فقط هو مراقبة إن كان النظام قد أوقف إطلاق النار وسحب آلياته وأعادها إلى أماكن تمركزها أو لا، ولا شيء غير ذلك بالنسبة للمراقبين».

وعن التفجيرات التي شهدتها دمشق وعدة مناطق سوريا مؤخرا، قال سعد الدين «نحمل المسؤولية كاملة للنظام الذي كان في السابق ومع قدوم بعثة مراقبي الجامعة العربية قد افتعل تفجيرات، ويحاول القيام بنفس الشيء في حضور بعثة المراقبين الدوليين، للتأثير على المراقبين من أجل خلق ذريعة لأننا خرقنا خطة كوفي أنان».

ومن جهته، دعم ثائر الحاجي، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية والناطق الإعلامي باسمها في أوروبا هذا الرأي، وحمل بدوره النظام مسؤوليتها. وأضاف «التفجيرات التي حصلت في إدلب لماذا لم تحصل قبل دخول المراقبين؟ نحن متأكدون أن النظام هو الذي يقوم بها». وأضاف «الجيش الحر لا يستهدف المقار الأمنية، وقد أثبت مع المعارضة أن لهم أخلاقا عالية عندما التزموا بالخطة الدولية».

لكنه استدرك «إنهم في اتحاد التنسيقيات السورية لن يدعموا لجنة المراقبين أكثر بعد الآن، وقال «لن نتقابل معها أو نرحب بها، إذا لم يتوقف القتل»، وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي أمس، قال «نعتبر مبادرة أنان مبادرة ميتة، ولأن بندها الأول لم ينفذ منذ البداية فهي لا تعنينا». وأضاف الحاجي «نحن لن نرضى باستمرار عمل المراقبين لأننا نعتبرها مؤامرة للمساعدة على القبض على بقية الناشطين، المراقبون ساعدوا في القبض على 7 ناشطين وإعدامهم ميدانيا بعد أن التقوا بهم».وأكد «نحن لا نريد مراقبين، فالأقمار الصناعية تظهر كل الحقائق، ولا نريد إغاثة، نطالب فقط بمنطقة حظر جوي من أجل حماية المدنيين والمنشقين».

ومن جهته، قال المعارض السوري ومدير الشبكة العربية العالمية، غسان إبراهيم، إن «مبادرة أنان ولدت فاشلة، وقد كان من المفترض أن يلتزم النظام ببعض البنود أولها سحب الآليات وسحب الجيش وإعادتها لمقراتها الأمنية والسماح بالتظاهر السلمي، ثم يأتي المراقبون، لكن لم يتحقق شيء من هذا». وأضاف «المفروض أن البعثة موجودة من أجل حفظ السلام، لكن النظام يوظفها مثلما وظف المبادرة العربية من قبلها للاستمرار في القتل». وأكد إبراهيم أن «النظام يستعملها كوسيلة لكسب الوقت، وكان الأجدر بمجلس الأمن إرسال مراقبين عسكريين تحت حماية عسكرية كاملة وبأعداد بالآلاف، وليس 300 مراقب فقط وهم عاجزون حتى على حماية أنفسهم، وبأنه من مصلحة النظام أن يكون عددهم قليلا حتى يكون من اليسير مراقبتهم». وقال «المراقبون يعلمون النظام مسبقا بأماكن وجودهم حتى يضمن حمايتهم، وهذا ما يسمح له بإخفاء آلياته ثم معاقبة الناس الذين تواصلوا مع المراقبين إما بقصف عشوائي وإما بإعدامات ميدانية».

وأكد الناشط السوري أن وجود المراقبين بأي منطقة أصبح «نذير شؤم، فهم بدلا من أن يقدموا الحماية للناس أصبحوا طعما ووسيلة من وسائل النظام ليتصيد معارضيه». وقال غسان إبراهيم، إن الناشطين في الداخل يتحدثون عن إمكانية إعلان مقاطعتهم التعامل مع مبادرة أنان. وأضاف «النظام يراوغ مع بعثة المراقبين والمعارضة ويخدع حتى أصدقاءه (روسيا والصين)، وهو لن يرحل إلا بالقوة».